الأردن و أذربيجان واحتفائية الثلاثين اليوبيلية


الأكاديمي مروان سوداح

تحتفل الدولتان الشقيقتان الأردنية والأذربيجانية هذا العام، بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما على مستوى سفارة في عمّان وباكو وسفراء مُقيمون في البلدين، وقد تم تبادل الاعتراف الدبلوماسي بينهما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي واستقلال جمهورياته السوفييتية السابقة.
وفي صَدد هذه الذكرى العطرة وتعزيزًا للعلاقات الثنائية بين الأردن وأذربيجان، نعود لقراءة ما نُشر على موقع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين للمملكة الأردنية الهاشمية، إذ يؤكد الموقع على أن الأردن يتواصل مع جمهورية أذربيجان بعلاقات سياسية قوية، مَبنية على وشائج الصداقة التي تربط جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المُعظم حفظه الله بفخامة الرئيس الأذربيجاني إلهام حيدر علييف. وفي هذا الإطار، وقِعَت جُملة من الاتفاقيات، بالإضافة إلى الزيارات الرسمية المتبادلة.. كما ويتشارك البلدان الدعم في المحافل الدولية والرسمية.
كما جاء على ذات الموقع، أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، تعودُ لتاريخ 28/12/1991، وبأن السفارة الأردنية في باكو افتتحت يوم الأول من مايو / أيار 2007، وأن سفير جمهورية أذربيجان مُعتمد ومُقيم في عمّان، وقد وقّع البلدان 12 مذكرة واتفاقية، وهي مُتاحة أمام المهتمين للاطلاع عليها.
ولهذا كله، ولغيره من الأسباب تتعزز بين العاصمتين أواصر الأُخوة الواسعة والشاسعة وتتصلّب العُروة الوثقى الجامعة بين النظامين السياسيين للبلدين الشقيقين وشعبيهما، ضمنها الأُخوّة والقُربى والتضامن المتبادل كدولٍ إسلامية، وعضويتهما الوازنة والفاعلة وتنسيقهما في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وبالتفاهم والتنسيق أيضًا مع دول هذه المنظمة، وعلى صُعدٍ كثيرة أخرى في فضاءات الدول العربية والإسلامية والآسيوية، وفي إطار منظمة الأمم المتحدة والهيئات القارية والآسيوية.
نعود للصحافة اليومية الأردنية لنقرأ فيها بتاريخ الحادي عشر من تموز / يوليو 2006، الخبر التالي مُقتبسًا عن وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، تحت عنوان "سفير أذربيجان يُقدم نسخة من أوراق اعتماده"، جاء فيه: أن أمين عام وزارة الخارجية نبيه شقم تسلّم "أمس" نسخة من أوراق اعتماد سفير جمهورية أذربيجان المُعيّن لدى المملكة، آلمن حميد أراسلي.. ونوّه شقم خلال حفل التسليم الذي حضره المفتش العام في وزارة الخارجية مدير دائرة المراسم بالوكالة السفير الدكتور خلدون التلهوني، بالخطوة الأذرية، مؤكدًا أهمية تعزيز علاقات التعاون بين البلدين. وأضاف الخبر: "أن السفير أراسلي هو أول سفير مُعتمد ومُقيم لجمهورية أذربيجان لدى المملكة".
ربطتني وعائلتي بالمرحوم السفير أراسلي علاقات عميقة ومتشعبة وتفيض بالنجاحات في مختلف الاتجاهات، تبعًا لعوامل عديدة وكثيرة، ليس أولها ولا آخرها أننا، أنا وهو، وعائلتينا، كنّا على صِلات قوية حتى قبل سنوات كثيرة، قبل أن يتم تعيينه في المملكة سفيرًا، وذلك خلال حقبة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، وبالتالي تواصلت علاقاتنا الأخوية منذ اليوم الأول عندما وطأت قدمه أرض الأردن وتعيينه سفيرًا لدى المملكة، وما أزال أذكر ذلك اليوم إلى هذه اللحظة.
أذكر أيضًا، كيف أن المرحوم أراسلي أجلسني في صالون السفارة ووجهه يَفيض بالغبطة والسرور وقد ارتسمت على مُحياه ابتسامة واسعة لعودته إلى الأردن، ولأنه لم يتوقع مني مفاجأة جميلة، هي أن أهديه كتاب قديم قدِم الحقبة السوفييتية نفسها لا يتوافر في مكتبته هو، كان المرحوم والده قد أصدره ونشره، وأنا أبقيته في مكتبتي الشخصية الكبيرة جدًا، فقد احتفظت لنفسي بنسخة، والنسخة الأخرى أبقيتها وحافظت عليها كما أحافظ على حدقة عيني، لأهديها لسعادة السفير آلمن حميد أراسلي عندما ألتقيه، وها قد التقينا في الأردن بعد طول انتظار، واحتفلنا بهذا اللقاء وبمعنى الإخلاص التاريخي الثابت بيننا وبين بلدينا وشعبينا لمُثلِ الأُخوّة والصداقة والقُربى التي جمعتنا وجمَعت ناسنا ودولتينا العظيمتين عبر التاريخ والحضارة وفي الثقافة واتّباع رسائل السماء.
سأبقى أنا وعائلتي نستحضر بالخير والإجلال والولاء وطيب الكُلم جلالة مليكنا عبد الله الثاني المعظم وعائلته الكريمة، وكذلك أذربيجان الشقيقة ورئيسها فخامة السيد إلهام حيدر علييف وعائلته الكريمة، وهو المُدجّج بمساعي وتطبيقات الخير والسلام، والسفير المرحوم أراسلي وعائلته الطيبة، وضرورة التواصل لتعزيز المشتركات بيننا وتوليد المزيد من النجاحات لصالح البشر وتعاون الدول والأفراد في كل المجالات الأكثر نفعًا. وللحديث بقية ستأتي تباعًا.
*متخصص قديم بالشؤون الأذربيجانية.