شلل الحياة الحزبية ٠٠ خلل بنيوي وتشريعات قاصرة

– اريج الزبيدي 
قال استاذ العلوم السياسية في جامعة البترا قاسم الثبيتات عن سبب حالة شبة انعدام الممارسة للحياة الحزبية في الاردن انها تعود لعدة اسباب من ابرزها عدم فاعلية الاحزاب وعدم ايمان الناس بهذه الاحزاب وهذا ما تولد فجأة كان نتيجة تراكمات جعلت المواطني يعزفون عن الانخراط في الاحزاب الامر الذي حد من دروها. 
وتابع في حديث خاص له مع صحيفة "الانباط" أن هناك جانب له علاقة بتشريع قوانين الاحزاب حيث انها لا تساعد على جود احزاب قوية، وهناك في حالة من الريب والشك بين الاحزاب والحكومة، حيث الحكومة لا تثق بالاحزاب، كما ولا يوجد رغبة حقيقية بوجود احزاب فاعلة تمارس ادوارها. 
وأضاف، ان من ابرز الاسباب ايضا يعود الى فقر الاحزاب نفسها للبرامج السياسية، حيث بعض الاحزاب القوية تتكىء على ايدولوجية دينية بحيث اعطتها نوع من المشروعية، الأمر الذي لا يستقيم مع فكرة الدولة المدنية والديموقراطية، اضافة الى ان معظم الناس يشتغلون بمؤسسات الحكومة اما بالاجهزة الامنية او بالجيش. 
واشار الى ان هناك نظرة سلبية للعمل الحزبي مرتبطة بالخمسينات في موروث تاريخي عند المواطنين حيث ينظرون الى العمل الحزبي على انه ضد البلد والنظام، اضافة الى ان حالة قبل ٨٩ كانت الاحزاب مرتبطة بالخارج بشكل واضح فمنها ما كان مرتبط بالبعث العراقي والبعث السوري الامر الذي شكل حالة من الفشل وحالة استعداء عميقة لهذه الاحزاب من قبل اجهزة الدولة المختلفة. 
وانتهى الثبيتات الى أن العمل الحزبي بالاردن شائك حيث ظهرت احزاب كرتونية واهنة اضافة الى ان هناك الكثير من الاحزاب معظمها احزاب شخصية واحزاب افراد، خاصة ان معظم امناء عامين الاحزاب لم يتغيروا منذ عام ١٩٩١، وتسائل اين الاحزاب في الاردن بإستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي من تغير فيه الامين العام. 
وتابع، ان قانون الانتخاب لا يساعد على نمو فكرة الاحزاب في الاردن كما ان الاحزاب لا يوجد لها قاعدة معلوماتية عن مشكلات المواطنين وقضاياهم، الامر الذي جعلها بعيدة عن واقع احوال الناس وافقدها الدعم الجماهيري.  
وأكد الدكتور أن الشاب الاردني حاليا يتمتع بثقافة واسعة، لكنهم بكل اسف ينجذبوا الان الى السوشيال ميديا وما يتم تصديره من الخارج خاصة ان الشباب الاردني متحمس، واذا ما اتيحت الفرصة الحقيقية  لهم للإنخراط بالعمل السياسي لكي يبدعوا فأعتقد انهم لم يتستطيعو ان يقدمو اي شيء او ان يشاركوا بعملية ومسيرة التنمية  السياسية. 
ووجه الثبيتات رسالة من خلال صحيفة الأنباط للدولة أن تنتبه للشباب وتمنحهم الحرية الكاملة للتعبير عن ارائهم بدل ان تختطفهم غرف المحادثات التي يحضرها عدد كبير من الشباب ومعظمهم من المتعلمين يتابعون ما يتحدث به نشطاء تيارات يعيشون في الخارج ممن يتحدثون بسقوف عالية جدا من الحرية الامر الذي يؤثر على توجهاتهم وطبيعة منهجية التفكير لديهم حول التنمية والاصلاح. 
من جهته قال النائب السابق قيس الزيادين حول المبادئ التي يجب ان تسير عليها الاحزاب للوصول لحياة ديموقراطية واصلاح سياسي انه يتوجب علينا تشديد الخطاب الحزبي لاستقطاب شباب اكثر، والتأكيد على اهمية الفكرة وليس الشخوص، والتركيز على البرامج السياسية وليس الشخصيات، مؤكدا ان هذا ما يعمل على تأسيس حياة حزبية حقيقية، اضافة الى دور النخب السياسية بذلك الاتجاه.  
وحول المعوقات والتحديات التي تواجة الاحزاب السياسية الاردنية أكد الزيادين لـ "الانباط" أن الاحزاب نفسها لا تقدم بمعظمها خطابا جديدا، والكثير من الشباب مبتعدين عن الحياة السياسية لعدم قناعتهم بانهم يستطيعون التأثير والتغيير، الأمر الذي يجعلهم لا ينتسبوا الى الاحزاب وبقاء العمل بالعقلية الفردية، مع ان الحزب ونحن لا نريد اعادة التدوير واختراع العجلة فـ الاحزاب هي التي تكتب البرامج وهي التي تطرح برامجها بالانتخابات وتصل الى البرلمان. 
وبدوره قال امين عام الحزب الديمقراطي الاجتماعي جميل النمري حول دور الاحزاب في عملية الاصلاح السياسي أنه دور مركزي لكنه يتبع اصلاح التشريعات الناظمة للحياة السياسية حتى تعطي للاحزاب دورها الذي تستحقه، مشيرا الى انه وفي اي ديموقراطية في العالم دور الاحزاب ان تساهم في الضغط من اجل الاصلاح ووضع المقترحات لـ التشريعات او التعديلات التشريعية التي يجب انجازها من اجل تحقيق الاصلاح السياسي اكانت تعديلات دستورية وتعديلات ع القوانين. 
وأضاف، حول شكل قانون الانتخاب المطلوب للمرحلة القادمة ان نظام التصويت الوطني والقوائم الوطنية هو الذي يحدث فرقاً بكل العملية الانتخابية بصالح نشوء  كتل برلمانية حزبية. 
وفي الجهة المقابلة أكد امين عام وزارة التنمية السياسية الدكتور علي الخوالدة ان هناك لجنة مشكلة بموجب قانون الاحزاب السياسية تسمى بـ لجنة شؤون الاحزاب يرأسها امين عام الوزارة وامناء عامين الثقافة والعدل والداخلية وممثل عن المجتمع المدني وممثل عن المركز الوطني لحقوق الانسان مهمة اللجنة النظر في طلبات التأسيس و متابعة شؤون الاحزاب والاجراءات القانونية المتعلقة بالعمل الحزبي. 
وتابع في حديث خاص لـ"الانباط" حول برامج الوزارة المتعلقة بدعم الاحزاب اننا ومنذ سنوات نقدم برامج تدريبية لاعضاء الاحزاب السياسية مبنية على احتياجات الاحزاب، خصوصا بما يتعلق بالعمل الحزبي وتدريبهم على مهارات الاعلام ومهارات الادارة المالية وادارة الحملات الانتخابية في السنوات التي يكون بها انتخابات وتدريب شباب الاحزاب وهو برنامج مستمر الى اليوم.
وأضاف، ان هناك برامج موجهة للشباب الحزبي لتدريبهم على المهارات الاساسية بالاضافة الى تدريب الاحزاب واشراكها بالحوارات التي تجري حول التشريعات والقضايا العامة والقضايا الوطنية خصوصا دائماً كان عنا حوارات متعلقة بقانون الاحزاب والانتخاب وكل هذه الحوارات تناقش بشكل اساسي مع الاحزاب وقبل اسبوع كان عنا حوار مع كل الاحزاب السياسية حول التشريعات الناظمة لعمل الحزبي والتشريعات المتعلقة بالعملية السياسية مثل  قانون الانتخاب.  
وأوضح الخوالدة، حول الدعم المالي بـ موجب قانون الاحزاب ان هناك دعم تقدمه الدولة لا الحكومة ولا الوزارة وهو جزء من الموازنة العامة يقدم دعم للاحزاب ولكن تم تغير النظام سابقاً كان يقدم ٥٠ الف لكل حزب لكن الان اصبح يتم تقديم الدعم وفق معايير لها علاقة بمشاركة الاحزاب بالانتخابات وايضاً الدعم لشباب والنساء اذا الشعب قدم مرشحين من الشباب والنساء هناك دعم والاحزاب التي تحصل على مقاعد بمجلس النواب هناك دعم لها ودعم الاعلام الحزبي نحن نخصص مبلغ لدعم الصحف والمطبوعات الحزبية. 
وتابع، نحن من سنوات لدينا برنامج اساسي من برامج وخطة الوزارة معني بالشباب الاردني وتعريفهم بالحياة السياسية الاردنية، وتاريخ الحياة الحزبية فيها، وقد نفذنا ورشات عمل وبرامج عديدة في معظم الجامعات الاردنية بالشراكة مع المجتمع المدني للشباب من المحافظات قمنا من خلالها بـ تعريفهم بالاحزاب السياسية الأردنية وبالقوانين واهمية المشاركة السياسية والمشاركة بالعملية الانتخابية. 
وأضاف، انه كان لدينا برنامج خاص بالجامعات لكنه توقف للاسف بسبب كورونا، هدفه الرئيس تعزيز مشاركة الشباب بالحياة الحزبية على وجه الخصوص وتعريفهم بقانون الاحزاب وكيفية المشاركة بالعمل الحزبي، اضافة الى اننا قمنا خلال الحملة الانتخابية الماضية بتنفيذ العديد من ورشات العمل اما وجاهياً او عن طريق تطبيق زوم  للشاب الاردني، وكما قمنا باصدار مطبوعات موجهة للشباب الاردني وفي الفترة الاخيرة اصدرنا ستة كتيبات عن الاحزاب والبرلمان وعن المواطنة وسيادة القانون لتعزيز ثقافتهم السياسية وتطوير ثقافتهم المدنية.