الانباط تستضيف رسام الكاريكاتير معاذ بشر

بشر : "ما زال تعامل المسؤولين مع قضايا التعبير للآن غير واضح"
"رسام الكاريكاتير لا يتمتع بالحرية والمساحة والواسعة"
الانباط - فرح الزبن 
يعتبر فن الكاريكاتير من أسهل فنون التعبير في عملية الاتصال الفكرية بين الناس، ويعرف عنه أيضا انه يجسد أقوى وسيلة واداة تحدث التأثير على المجتمعات خاصة عندما يتعلق الامر بالقضايا الانسانية والسياسية والاجتماعية وتخرج باسلوب فني وابداعي. 
الى ذلك تعتبر الاردن النهر الذي لا ينضب ولا يتوقف عن انتاج المواهب الابداعية والشبابية في كافة التخصصات والمجالات الابداعية، وتعزيزها لهذه المواهب ومنحها الاضاءة المناسبة اجرت صحيفة الانباط مقابلة خاصة مع معاذ بشر الشاب الاردني الموهوب بـ رسم فن الكايريكاتير. 
يقول معاذ بشر أن رسم فن الكاريكاتير يعتمد على موهبة الرسم، فـ صعب ان يكون الانسان رسام كاريكاتير الا اذا كان لديه هذه الموهبة وأنا نشأت في بيئة فنية حيث يوجد اكثر من رسام في العائلة، ووالدي كان من مؤسسي كراسة الخط في مديرية المناهج في فترة السبعينات والثمانينات، وأيضا رسام للمناهج المدرسية، وانا بدأت الرسم منذ أكثر من ١٥/ ٢٠ سنة كممارسة خفيفة ومع الوقت أصبح لدي نظرة ونقد سياسي معين، ورسم الكاريكاتير خليط بحد ذاته بين الموهبة والفكر سواء كان سياسي أو اقتصادي وبشكل عام يندرج تحت مفهوم النقد، فتتشكل لدينا الرسمة ما بين رأي خاص و فكرة, والكاريكاتير يختلف عن اي نوع من انواع الفنون فهو عبارة عن فكرة ومضمون أكثر من أنها مهارات رسم بحد ذاتها لكن مشاركاتي في المناسبات المحلية قليلة لانني أرسم الكاريكاتير لأشخاص أكثر من مواضيع.
برأيك ما المواصفات التي يجب ان يكون عليها رسام الكاريكاتير غير موهبة الرسم ؟
أكيد رسم الكاريكاتير لا يعتمد على الرسم بحد ذاته فـ هو يعتمد بالدرجة الأولى على الشخص نفسه ونظرته للأمور، وطريقة أسلوب النقد السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي فرسم الكاريكاتير عبارة عن نوع من أنواع الرسم الساخر فيه نوع من الفكاهة في طرح الفكرة، ومن جانب آخر الاطلاع السياسي والاقتصادي والاجتماعي مهم جدا فكلما زادت ثقافة رسام الكاريكاتير كلما كانت نظرته شمولية أكثر للموضوع الذي يغطيه وايضا ويجب ان يكون رسام الكاريكاتير شخصية ناقدة ولها رأي.
ما هي الرسالة التي يؤديها فنان الـ كاريكاتير، وكيف ممكن أن يساهم بالتعبير عن صوت الشارع والمجتمع، وما هو دوره في تثقيف المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ؟
رسالة رسام الكاريكاتير تمثل رأي اغلبية الناس، والناس الذين ليس لديهم صوت فـ رسم الكاريكاتير يأخذ منحنى مختلف عن أسلوب التعبير التقليدي والكتابي أو حتى التصويري وبالتالي استجابة الناس لها يكون مختلف إذا كانت الأسباب نفسها مختلفة، ودمج رسم الكاريكاتير مع الفن الساخر يولد لدينا أسلوب رسالة جديدة له أثر في الكثير من القضايا، ورسام الكاريكاتير له لمسة على ثقافة الناس ويوصل القضايا المحلية بالدرجة الأولى والقضايا القومية، هنالك الكثيرمن المشاكل والامور تناولوها أساليب التعبير المختلفة لكن دائما رسم الكاريكاتير هو المرحب فيه ولديه رواج عند الناس ولديه أسلوب مختلف عن اي اسلوب تعبيري اخر.
برأيك، ما هي الضوابط والخطوط الحمراء التي يجب أن يراعيها رسام الكاريكاتير إن وجدت ؟
الخطوط الحمراء موجودة بالتأكيد فنحن في مجتمعات عربية لديها خلفية دينية ثابتة بالنسبة لها ونمط معيشي معين وثقافة مجتمعية معينة لكنا لسنا بيئة غربية، رسام الكاريكاتير لا يوجد عنده الحرية الموجودة في الدول الغربية ولا القدرة على الانتقاد سواء كان ديني او سياسي او اجتماعي كما هو موجود في مثل هذه الدول، أما هنا لدينا قيود سواء اجتماعية  فأنا قادر على النقد لكن ضمن حد معين إذا خالفها سيرى رد فعل صلب كذلك الشيء الأمور الدينية هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ، والأمور السياسية أيضا هنالك خطوط حمراء لا يمكن فيها الانتقاد بمساحة واسعة. 
وتابع، يوجد هناك مساحة تعبير لكن ضمن خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها من قبل رسام الكاريكاتير، فيجب على رسام الكاريكاتير ان يكون لديه المهارة بشأن هذه الخطوط الحمراء ويتمكن من توصيل رسالة ذكية دون ان يخدش حياء اي شخص او اي جهة بشكل مباشر.
هل مارست هذه المهنة في صحيفة أو مؤسسة اعلامية داخل الاردن ؟
للأسف لم امارسها كـ مهنة في أي مكان سواء صحيفة او مؤسسة إعلامية لكن نشرت أكثر من مرة رسوماتي الكاريكاتيرية لأكثر من مناسبة في صحف إلكترونية، ولكن ترددت ان امتهن هذه المهنة في الأردن ومازلت متردد لأني لم أجد الوقت والبيئة المناسبة في هذه الفترة لكن في المستقبل ومع توفير مساحة أكبر لرسامين الكاريكاتير في الاردن يمكنني ان امتهنها.
‎ما المانع بصفتك رسام كاريكاتير وصاحب موهبة إن تبدأ العمل هل السبب قلة الطلب على هذا المجال او انها موانع اخرى ؟
اذا كان هناك موانع فلن تكون قلة الطلب لان الهدف ليس الإنتاج فرسم الكاريكاتير في الأساس هو أسلوب تعبيري و يجب ان يكون هناك داعم سواء جهات حقوقية او جهات تمثل رأي حر، ويجب أيضا ان يكون رسام الكاريكاتير مدعوم من قبل هذه الجهات، الأسباب قد تكون موانع سياسية وقانونية والسبب الاخرعدم وجود داعمين لنوعية هذا الفن فرسام الكاريكاتير لا يرسم للتعبير عن رأيه فقط بل يعبرعن رأي الغالبية او رأي الطرف المظلوم من مجتمع معين، وهنا يجب ان يكون هناك تبني من جهة تتعامل قانونيا بشكل اكبر وتفهم هذه الأمور وتقوم بتوفير البيئة والمساحة المناسبة للتعبير عن رأيه، واذا لم توجد هذه الجهة فالعواقب القانونية هي الوحيدة التي تقف امام رسام الكاريكاتير لمعرفة ماهي حدوده وما يمنعه من الاستمرار. 
وأضاف، حينها يدرس رسام الكاريكاتير مساحة حرية التعبير التي يمكن ان يستمر من خلالها اذا كان الموضوع مجدي، يمكنه الرسم حتى يتجاوز هذه الحدود و تصبح هناك عواقب قانونية او سياسة او مشاكل أخرى ويبدأ بترجمة وفهم المساحة المطلوبة منه ويعيد النظر في الاستمرار بهذه المهنة، ويوجد هناك رسامين كاريكاتير في الأردن لديهم الموهبة ولكن قدرة هذه الشباب والمواهب الصاعدة ورغبتها في الاستمرار تتوقف عند دراستها لموضوع المساحة المتاحة وبالتالي تستسلم منذ البداية فنجدها غيرت مجال العمل او بقيت على نفس المجال لكنها حولت على رسم فني أكثر من انه رسم سياسي او رسم اقتصادي وهذه الأمور
تحدثت عن امنيتك برؤية اصلاحات، فما هي الاصلاحات التي تنشدها وتتمنى ان تراها ؟ 
رسام الكاريكاتير لا بد من ان يكون لديه المساحة ويشعر بالحرية فيها ولا يكون هناك أي تهديد بسبب تعبيره عن شيء معين طالما رسم الكاريكاتير لم يؤذي جهة دينية اوكان له تأثير أخلاقي سلبي.
وتابع، انه دائما يوجد هناك جهات تقدم الحماية والدعم لرسامين الكاريكاتير ومع وجود نقابة لرسامين الكاريكاتير لكن لو كان لها دور فعال لكان لها موقف واضح وما أتمناه إذا يهمنا حرية التعبير يجب ان يكون لرسام الكاريكاتير مساحة ثابتة وواسعة تسع رأيه ورأي غيره من الناس وأن يكون هناك جهات داعمة حقوقية قانونية وجهات نقابية لها وجود على أرض الواقع لا تكون عبارة عن غرف خاوية لا تقدم ولا تأخر فإذا أردنا رسام كاريكاتير ناجح ومعبر عن المجتمع وقضاياه فلا بد من النظر لهذه الأمور.
 يشار الى أن فن الكاريكاتير ظهر بـ المعنى الذي نعرفه اليوم في العصور الفرعونية القديمة منذ آلاف السنين، حيث تم العثور على بعض الرسوم والرموز على أوراق البردي وجدران الكهوف، ثم لوحظ انتشارها على نطاق أوسع بين مقابر النبلاء القديمة، إذ كان المصريون القدماء يستخدمونه للسخرية من الحكام أو أي سلطة مستبدة، ومن ناحية أخرى كانوا ينتقدون من خلاله السياسات الخاطئة في المجتمع والأوقات العصيبة التي مروا بها.