(وتوهموا بأنهُم حقاً قد إنتصروا عليا!)
الدكتورة/ نادية حلمى
قد كنتُ دوماً أحلُمُ حد الإشتهاء، بأن يُغامرُنى حظاً ثرياً ويُحالِفُنى مُتنفساً... كى أكسُر داخلى صمتاً رهيباً، كحاجزٍ أكسرُ به صمتى الطويل كسداً (منِيعا)
فخططتُ لهم رسالتى أشكو وأصرخُ أن يرحموا ضعفى وقلة حيلتى... فكانت خطيئتى الكُبرى أنى ظننتُهُمْ بشراً مثلُنا (طيبينا)
فقابلونى كذئبٍ ماكرٍ من أجلِ أن يستمعوا لطرح قضيتى وحُجتى ودليلى... ولكنى رأيتُهُم ينظُرون إلىّ شذراً من أعلى لأسفل كحملٍ وديعٍ (مُتفحصِينا)
فأندهشوا لوهلة لأن قلبى ورُغمّ رقته... قد تحجر حُزناً ودمعاً فلم يعُدّ يجدى معه نفعاً أو ميلاً أو (تطبيلا)
فبدأوا معى مشواراً طويلاً بدأ معنا بلُعبة تحدى... وأرتفعت أسهُمى لديهُم فحاولوا مُهادنتى وإفساد أخلاقى الرفيعة (تدليلا)
ولكن قلبى ورُغمّ فرطِ رقته، رفض إنكساره وميله إليهم ضعفاً إنصياعاً وتشويهاً... وبكُلِ جبروتٍ وظُلمٍ نظروا إلىّ بِعُنفٍ (مُتوعدينا)
ورُغمّ تعبى وحُزنى وتألُمى حيناً وضعفاً... لم يأخذوا بى رحمةً أو شفقة (مُتجبرينا)
قد أنزويتُ قليلاً بعيداً عن كُلِ العيون ترقُباً... حتى أُحيلُ حربُهُم ضدى سُكُوتاً، فتجبروا أكثر (مُعذبينا)
فشكوتُهُمْ لأنُفسهم بأن يرحمونى ويُكفكِفُوا دمعى وجُلّ حُزنى... فضحكوا من فُرطِ سذاجتى ورعونتى وبساطتى (مُتحدينا)
ساءلتُ ذاتى: أمِنَ الكرامةِ والمُروءة أن يُهينوا إمرأةً ضعيفة وحيدة؟.... ونظراتُ فخرٍ تنبثقْ شُعاعاً لديهمْ، بِأنا كُنا لهُمْ يوماً
(مُستعطِفينا)
فمضيتُ أمضى فى طريقى كالعادة أتقدم صُفوفى وحيدة... فظنوا بأن تلك الفريسة قد لاحت لهُم، وهُمْ يطلقُونَ ضحكاتُهُمْ خلفى (مُجلجلينا)
فعنفونى لتمرُدى وعدمْ إتساقى وإتزانى... إنهُمْ قد ظنوا من فرطِ شهوتهُمْ بأنا إستلسمنا لحُكمهمْ ولأقدارنا معهُمْ (مُستضعفينا)
فكرتُ بأنّ الصمتْ قيمة والبُعدْ غاية، فلرُبما ينسُوننى... فلم يزدهُمْ ضعفى لديهم إلا هواناً و (تضليلا)
فرُحتُ أشكو، فأوجعونى وأبكيُونى وطرحونى أرضاً مُستهزئينا... وظنوا للحظةٍ أننى فى عزِ ضعفى وإنكسارى، وبأنّ إنهيارى مسألةُ وقتٍ، ثُمّ جلسوا أمامى (مُتفرِجينا)
ضحكتُ بينى وبين نفسى، وتركتهُم فى أُوجِ إنتصارهم المُزيفُ ضدى... حذرتُهُمْ: فلتنظروا نحوى طويلاً (مُتأملينا)
فتوهموا بأنى حتماً سأمضى إليهمْ... وأركعُ بالقُربِ منهم كمثلِ غيرى (مُتقربينا)
فلم بعدتُ بحثوا عنى ونالوا منى... وتخيلوا لوهلةٍ وأشاعوا جميعاً بأنهم كانوا علينا الآن (مُنتصرينا)
باركتُ لهم رُعونُتُهم، طُغيانهمْ، عميانهم... مُتوعدة بأنّ ردى على تلك الحربُ ضدى، تحتاجُ أدواتٍ لا عهد لهُمْ بها، لأنا حقاً وفى واقعِ الحالِ (مُختلِفينا)
وكأنهُم من كثرةِ أكاذيبهُمْ ووعودهم الزائفة دوماً لى... قد آل لهُمْ وتصوروا للحظةٍ أنهم قد أصبحوا بنا (مُتحكمينا)
أفرغتُ ما فى جُعبتى... ورجوتهم من بابِ الكرامةِ والرُجولةِ أن يتركونى، ويمضوا بعيداً عنى ويذهبوا (مُتفرِقينا)
ولكن هيهات أن يسمو بداخِلهم إحساساً بذنبٍ أو وخزة ضميرٍ من ألم... فتشمتوا بجهرٍ عجيبٍ بأننى لُحتُ لهُم، وهُم علىّ الآن (مُسيطِرينا)
ساءلتُ نفسى وأقتربتُ منها: عن أسبابِ تجبُرهم علينا ومحاولتهم إخفاؤُنا، إضعافُنا وتشتيتُنا... فأقتربتُ بلسانهم من تلكّ الإجابة بأن السبب الوحيد والوجيه لذلك، هو أننا كُنا لهُمْ دوماً (مُتمردينا)
فأنطلقتُ أبحثُ داخل ذاتى عن شخصية أُخرى قريبة منى لم يستوعِبُوها ولو للحظة... وبأننا كُنا فى عالمٍ آخر جديدٍ، بغيرِ سيطرةٍ لهُمْ عليه شعراً وأدباً (مُتفرِدينا)
قد وهبنا الله درباً قوياً وأعاننا... وكأنّ الله قد ميزّنا عن دُونِ البشر كى نكُونَ (مُلهمِينا)
فأنطلقتُ أعرُضْ حُجتى بطريقةٍ فريدةٍ، فقرأتُ أكثر وأعمقْ... فصارت كلماتُنا أقوى وأكثرُ وضوحاً وحُجة وتأثيراً لأنّا لِكُلِ حرفٍ له ومنه كُنّا (مُتمكنينا)
شاكستُهُمْ بكُلِ شراسةِ طفلةٍ، لم يستوعبوها يوماً، وعاملُوها كلُعبةٍ لديهم... وكنتُ أعلمُ جلياً بأن الظروف قد مكنتنا اليوم مِنّ تحقيقِ غايتُنا لديهم (مُتفوِهينا)
ورُحتُ أنفُضّ غُبارَ نفسى وحُزنى مُتأملة ومُصدِقة بِأنى هآنا الآن وجدتُ ذاتى... لأن المولى قد ملّكنى سلاحاً خفياً يصعُبُ مُجاراتى به، بعد أنّ قضُوا تماماً على كُلِ (المُبدِعينا)
ورحتُ أنظُرُ عن اليمينِ وعن اليسارِ... وعُيونٌ تُناظِرُ تلكَ الأديبةِ والشاعرةِ الحائرة بكلماتٍ جديدة (مُفتخِرينا)
وإطمئنتْ نفسى بِأنّ طريق النجاح بِفضلِ الله آتٍ إلىّ... فالعالم كُلُه خرج عن بُكرةِ أبيه، وهُمْ بى وبأشعارى وإبداعاتى اليوم (مُستمتِعينا)
فسُرتْ نفسى وضحكتُ الآن من أعماقِ قلبى... قد علمتنى التجارُبْ معهُمْ بألا نخضع لهُمْ (مُستسلمينا)
فوودتُ اليومُ قسماً أن أنشُرَ أُولى دواوينى أُهديها، أُودعُها لديهُمْ... وعُنوانُها: بأنّ لهُم (شاكِرينا)
وتبقى رسالتى القُصوى إليهمْ بأنهم قد أضاعوا يوماً ملامحى، إحساسى بِعُمقى... ولكنّا عُدنا لهُمْ اليومْ أكثرَ إعجاباً وأدباً لأنّا كُنا بفضلِ الله (موهُوبِينَا)
لن يستطيعوا بعد اليومِ تكسيرُ عِظامى ومحوى... لأننى وُلدتُ بفضلِ آذاهُم لى إنسانة جديدة، بدليلِ أن العالم بأسره ينظرُ نحوى الآن وجميعهُمْ (مُتجمِعينا)
أغلقتُ بابى مُتعهدة بأن أكون ذاتى ولا شئُ آخرُ غيرُ ذاتى... وبِألا أحرمكُم من ديوانِ شعرى، رُغمّ علمى مُقدماً بأنّ الشرر ينطلِقُ فى تِلكَ العُيونْ ويقتربُ مِن كُلِ جانب (مُستطيرا)
وشكرتُ الله بأنه جازانى خيراً... بعد أن صار العالم ينظُر نحوى اليومُ، بما فيهم من آذُونى (مُعجبِينا)