في ظل غياب الوزارة ... من يتحمل مسؤولية قطاع الشباب يا جلالة الملك.؟!
الكاتب الشاب عبدالله وجيه ابوخضير
مؤسس مبادرة الي ما بلزمك بلزمنا
لكل دولة سياسة تجاه شبابها للنهوض به من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات، لذا تشكلت في كافة الدول الوزارات والمجالس المعنية بهذه الفئة, وقامت تلك الدول بوضع السياسات لشبابها التي لا تتغير باستبدال الشخوص والمسئولين عنها.
لكن المطلع على قطاع الشباب في الأردن يجد أنه ليس له رؤية واضحة على مستوى الحكومة للارتقاء به ضمن أسس وقواعد متينة، فلا أحد يعرف ماذا تريد الحكومة من الشباب؟، ولا الشباب أنفسهم يعرفون ماذا يراد منهم؟ فكل شيء غامض ومبهم وكأننا نسير في حلقة مفرغة، أو الدخول في سلسلة من المتاهات اللامتناهية لا يمكن لأحد الخروج منها.
المطلع على عمل وزارة الشباب يجد أنها تعمل على نظام الفزعة دون علم أو دراية- إلا قليلا منها- ، فكلما وضعت الخطط والاستراتيجيات للنهوض بهذا القطاع سرعان من يأتي لنسفه والعبث به، ويلاحظ أنه كلما جاء وزير لهذه المؤسسة الوطنية هدم عمل من سبقه أو يقوم بالتعديل عليه حسب مزاجه، وهذا يدل أن ليس لهذه الوزارة سياسة واضحة في العمل مع الشباب أو تأهيله.
إلا أن العاملين في الوزارة وما يحمله البعض منهم من أفكار تطويرية قد تسهم بالنهوض بالشباب، إلا أن تلك الأفكار تصطدم بأفكار الوزير الذي يعارضها، وإذا ما رضي بها يقوم بتحريفها والتعديل عليها مما يجعلها تخرج عن أهدافها، أو يفقدها قيمتها وجوهرها الحقيقي.
واقع الشباب مؤلم، وواقع العاملين معهم لا يبشر بخير في ظل اتباع هذا النهج مع الشباب، بل أن هذا القطاع يشهد إخفاقات متتالية نتيجة للقرارات العشوائية غير المدروسة التي يقوم بها (عبقري عصر زمانه).
الشباب الآن مغيب عن العمل، وما يظهر في الإعلام هو إجراء مسبق لتصوير الشباب على أنهم يقومون بنشاطات متنوعة، أو بأعمال تطوعية هدفها تلميع إنجازات هذا الوزير وإبرازها على أنه يعمل، ولكن الحقيقة هي للعرض الإعلامي فقط، وما حدث ويحدث في حملة (إلك وفيد) لشاهد على ذلك. والمتتبع لانطلاق هذه الحملة يجد أنها ليست من أفكار الوزارة بل هي للجمعية الملكية للتوعية الصحية يتشارك بها كل من اليونيسف ووزارة الصحة والمجلس الوطني لشؤون الأسرة، وبالتالي فإن احتفاء الوزارة بنجاحاتها في الحملة لا يجانبه الصواب.
وكوننا من الشباب المبادر على مستوى الوطن فإننا نصطدم كل يوم برفض الوزير عن مقابلتنا، أو مقابلة الشباب المبادر -إلا قليلا من يقابلهم- لمعرفته السابقة بهم.، ولاستغلالها أيضا للعرض الإعلامي على أنه على تواصل مع الشباب.
سابقًا كانت هناك مبادرات وبرامج تتبناها الوزارة ونجحت في الوصول إلى الشباب في كثير من المناطق النائية، وهذا الجهد يعود إلى الأمين العام السابق الذي أطلق برنامج مهاراتي وحصل على التمويل اللازم له وهو من البرامج الذي ما زال يقدم شيء بسيط للشباب رغم المعوقات الذي يضعها الوزير الحالي أمام هذا البرنامج والعاملين فيه، بل أن ( عبقري زمانه) أصبح يهدد بإنهاء تمويل هذا البرنامج الممول من الجهات المانحة، كما تعدت قراراته على خطط مراكز الشباب والتدخل بأدق تفاصيلها، وكأن هذا الشخص الوحيد في هذا الوطن الذي يملك من الخبرة والعلم ما لا يملكه أحد غيره.
هذه السياسة العشوائية المتخبطة ألحقت الضرر بقطاع الشباب وتسببت بالإحباط لدى الشباب، ولمعظم العاملين معهم بدل من تشجيعهم، وهنا نتساءل: إذا ما تولد الإحباط واليأس عند هؤلاء فهل هناك دافع وحافز للعمل مع الشباب والتواصل معهم لترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته؟. أما أن وراء الأكمة شيء آخر يسعى هذا العبقري لتحقيقه.
فإذا كان هذا الشخص يدعي أن برامج الوزارة ضعيفة وغير مقتنع بها، وجاء للنهوض بها، فإن الشباب ما زال ينتظره لتقديم أفكاره منذ توليه هذا المنصب، ولكن الحقيقة التي يعرفها الشباب أنه لم يقدم شيء أو فكرة جديدة أو مشروع سوى التنظير على الشباب والعاملين معهم، وتكرار الأسطوانة ذاتها في كل لقاء معهم.
الشباب المبادر يسأل إلى متى هذه المهزلة ستبقى مستمرة، وعدم الاهتمام بهم ولمبادراتهم، فمن حق الشباب أن يعرف كيف تصرف ميزانية الوزارة وأين المخصصات المالية الخاصة بهم للنهوض بمشاريعهم، ولدينا ما يثبت إن هناك مخصصات مرصودة من موازنة الوزارة لهذه الغاية والتي تقدر بما يقارب (10.000) ألف دينار ، وهو الرقم الصحيح الذي يعلمه الوزير تماما.
فالملك وسمو ولي العهد اهتموا بالشباب وما زالت التوجهات الملكية ظاهرة في اللقاءات التي تعقد مع الشباب المبادر لتشجيعهم وتحفيزهم، ولكن في المقابل لم نجد هذا التوجه عند كثير من وزراء الشباب.
الشباب ينتظر التغيير وأن تسند الأمور لأهلها، وكما قال صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني للشباب: "أنتم أضغطوا من تحت، وأنا أضغط من فوق ليحصل التغيير"
وبناء على التوجهات السامية لن نسكت عن أي خطأ ولا نجامل أي مسؤول.
عاش الوطن، عاش الملك، وعاش الشباب