الأوقاف تنظم المجلس العلمي الهاشمي الثالث بعنوان سور المثاني

نظمت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية اليوم الجمعة، المجلس العلمي الهاشمي الثاني بعد المئة، والثالث لهذا العام بعنوان "السور المثاني" بمشاركة سماحة امام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد الخلايلة، واستاذ التفسير في جامعة العلوم الإسلامية العالمية الدكتور هارون القضاة.
وتناول المجلس الذي أداره الدكتور غالب الزعارير، فضل سور المثاني، والأحاديث والآثار الواردة في فضلها، ودلالة كونها أعطيت مكان الإنجيل، وأسرار معاني سور المثاني، وأسرار معاني هذه السور كل سورة برأسها، ومناسبات هذه السور وقوة إحكامها، وأسرار معاني السور في مشابهة الإنجيل في وعظها.
وقال الدكتور الخلايلة إن سور المثاني سميت بذلك لكثرة الاخبار والعظة التي كانت تتكرر من خلال صورها ومكانها ومناسباتها، وهي التي جاءت بعد المئين، والبعض يقول ان المقصود بها سورة الفاتحة وعدد آياتها 7 آيات وجاء في فضلها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.
واشار الى ان المثاني بحسب ما يقول عنها البعض هي السور التي تكون اقل من 100 آية وفي هذه السور اسرار وتجليات عظيمة والقران كله معجزات وكرامات، والتي يكثر فيها العضات والمواعظ وذلك من باب التنبيه.
وتناول الخلايلة فضل سورة السجدة وهي من سور المثاني، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع قراءتها صبيحة كل يوم جمعة الى جانب سورة الانسان، ما يدل على خصوصيتها وسرها والمثوبة المترتبة على قراءتها، مبينا ان تقسيم القرآن على هذا الشكل يجعل المسلم والقارئ يتفاعل ضمن العناوين الرئيسية.
واوضح الخلايلة، ان سورة يس وهي من سور المثاني التي يعتبرها البعض ورد لجميع المسلمين واصبحت عنوانا للعلاقة بين العبد وربه، وفيها احاديث كثيرة في فضلها وكرامتها وبركتها .
وبين، ان سور المثاني هي بدل الانجيل ومعنى ذلك أنك تشتم رائحة الوحي الذي انزل على سيدنا عيسى عليه السلام، حيث تعيش نوره وبركته، مشيرا الى انه عند قراءة ( لا نفرق بين أحد من رسله) تشعر برسالة مفادها تعظيم الكتب السماوية.
من جهته، قال القضاة ان السور المثاني مليئة بالعبر وورد بها اكثر من معنى ويقصد بها مجموعة من السور منها سورة الفاتحة.
واضاف ان المثاني، هي السور التي تأتي بعد السور المئين، وعددها سبعة عشر سورة، غالبها سور مكية ومواضيعها غالبا ما جاءت لتعلمنا الاستسلام لله سبحانه وتعالى وفيها اثبات البعث والدليل عليه وعلى قدرة الله سبحانه وتعالى وتوحيده والبعث اليه .
وأشار الى أن السبع المثاني فيها الحديث عن العقيدة الصحيحة والحديث عن وحدانية الله تعالى وعقابه وثوابه والزهد وعدم التكبر والتعالي واصول العلاقة بين افراد المجتمع، لافتاً الى انها تحيط بالشريعة وتفصل فيها وهي بمثابة السياج لذلك تحدثت عن الاخلاق لما لها من ترابط مهم.
وبين القضاة، ان مواضيع السور المثاني هو العلاقة بين الناس وقصص الأنبياء والامم السابقة حتى يعتبر منها المؤمنين، فهذه السور تؤكد ثوابت الدين التي هي العقيدة والشريعة والاخلاق التي هي ثمرة كل هذا التي تنتج سلوك الانسان القويم الصحيح.
وحول مشابهة هذه السور للإنجيل فقال انها تشابه الانجيل بالوعظ حيث عرف الانجيل بالوعظ مؤكدا انه لا غرابة في وجود تشابه بين الكتب السماوية، لان جميعها ذات هدف واحد وهو التوبة الى الله تعالى، اضافة الى ورود القصص المتشابهة والتي جاءت ليصدق لليهود قصص من سبقهم والانبياء ليعلموا انه ما جاء لينقض دينهم وانما ليعيدهم الى ما كانوا عليه.