كورونا الثالثة .. ارتداد وبائي وليست بالموجة

 نور حتاملة
أعرب الأمين العام لوزارة الصحة الأردنية لشؤون الأوبئة الدكتور عادل البلبيسي قبل عدة أيام عن استعداد المملكة لموجة ثالثة من فايروس كورونا المستجد، مما أثار حالة من القلق والجدل لدى الرأي العام حول صحة ما يتم تداوله ممزوجا بالخوف من التبعات التي ستلحق هذه الموجة اذا ما ضربت الاردن.
وفي هذا السياق قال الدكتور ضرار بلعاوي، نحن لا نسميها موجة ثالثة واذا ما حدثت ستكون ارتدادا وبائيا لأن الموجة من الشتاء الى الشتاء وما زال الاردن يتعافي للان من الموجة الثانية وما ترتب عليها رغم انه ليس بالتعافي المطلوب فلا زلنا نسجل بين ١٢-١٤٪ فحوصات ايجابية، وأضاف حول المؤشرات من المتوقع حصول هذه الارتدادات الوبائية وقد ترتفع النسبة عن ١٤٪؜ اذا ما استمرينا بهذا المعدل البطيء من اعطاء اللقاح لاننا سنعطي الفرصة للفايروس بالتحور ومعنى ذلك انتاج فايروسات بطفرات معينة يزيد انتشارها وبالتالي تزيد من اعداد الاصابات وارتفاع في عدد الوفيات، ويكمن السبب الثاني الذي يعاني منه العالم اجمع ايضا في ضجر الناس من الحجر والحد من الحركة والتنقل، كما ان الحكومات في مختلف الدول بحاجة فتح واعادة تشغيل العديد من القطاعات ومنها الاردن الذي اقتصاده هش وبحاجة للانتعاش وفي هذا ارتفاع نسبة التجمعات والاختلاط وبالتالي من الممكن ان يترتب عليه ارتفاع المنحنى الوبائي.
وأشار في تصريحات خاصة لـ"الأنباط" الى انه في الحقيقة لا يوجد لدينا دراسات تثبت ما هي الفايروسات المتحورة بل لدينا مؤشر اولي يثبت ان اكثر الفايروسات المتحورة الموجودة هي المتحور الذي ظهر في بريطانيا ويسمى B117، وتابع انه قد أوصى سابقا اجراء المسح الجينومي وهو "عمل دراسة تحديد ومعرفة الفايروسات المتحورة الموجودة" التي تتغير من شهر الى آخر وبالتالي لا نستطيع الاتكال على ان الفايروس المتحور الموجود داخل الاردن هو البريطاني فقط فمن الممكن ان يكون لدينا المتحور الذي ظهر في جنوب افريقيا او في الامازون البرازيلي ولهذا يجب القيام بالمسح الجينومي.
وتابع، ان التجنب على المستوى الفردي يكون في اخذ اللقاح والالتزام بالاجراءات الوقائية، كما يجب على الحكومة ان تلتزم بمراقبة القطاعات والاماكن ذات الاختلاط العالي من مدارس وجامعات ودور الافراح والاتراح والعبادة وغيرها من الاماكن ذات التجمعات الكبيرة لانها ذات خطر كبير في ظل فايروسات متحورة ومؤشر المنحنى الوبائي لدينا.
وأكد البلعاوي على أهمية اللقاحات وانها أحد الاستراتيجيات التي تستخدم حتى تحصن فئات كبيرة من المجتمع كي لا يصلها الفايروس خاصة ذات الاختلاط العالي وايضا لكسر حلقة الانتشار فاللقاحات لا تحصن الناس فقط بل وتحمي من نقل الفايروس لغيرهم.
وأوضح ان بنية القطاع الصحي في الاردن وبالتعاون مع المستشفيات الميدانية تستطيع المواجهة والصمود مبدئيا حسب عدد الاصابات الموجودة حاليا، لكن في حال ارتفاع المنحنى الوبائي وبدأ الاردن في تسجيل اكثر من ٢٠٪؜ فحوصات ايجابية نحن بلا شك بحاجة أسرة أكثر والاهم كوادر صحية اكثر، تحديدا المدربة خاصة لغرف العناية الحثيثة لانها لا تكفي في حال ارتفع عدد الحالات، وبلا شك اذا ما حدث هذا الارتداد ستزيد اعداد الاصابات والوفيات فقد اثبتت البراهين ان الفايروس المتحور يزيد من اعداد دخول المستشفيات وليس فقط الانتشار.