التنمية السياسية تناشدك يا جلالة الملك،،،
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة،،،
ونحن في رحاب هذا الشهر الفضيل الذي تفوح منه الرحمة والمغفرة والتراحم الإنساني والاجتماعي، وما زاد هذا الشهر عطرا إنسانيا يا جلالة الملك هو مكرمتك بالصفح والعفو والتسامح الهاشمي الجليل الذي توج بالإفراج عن متهمي الأزمة الأخيرة، وبهذه المناسبة المباركة والأيام الفضيلة فإننا كأردنيين نلوذ إلى كنفك وديوانك الهاشمي العامر دوما ان شاء الله لنقول لجلالتك بأن الوطن بما يحتضن من مواطنين الذين بايعوك وأحبوك، فكلما مر الوطن بأزمة أو حدثت كربة إزدادوا التفاف وولاءا إلى عرشك الهاشمي، لقد مل هذا الشعب من الكلام والوعود الحكومية التي باتوا يسمعونها دوما على شاشات التلفزة دون تنفيذ، فهذه الحكومة السلحفاتية البطيئة التنفيذ التي نحترم شخوصها ونجلهم خلقا وأدبا وقدرا، باتت غير قادرة على العطاء والوفاء بوعودها، فانقلبت على فكرتك ورؤيتك المثالية التي يجمع غالبية الشعب عليها ألا وهي مشروع اللامركزية الذي تحاول الحكومة وأدها قبل أن تستكمل نموها الطبيعي، وتسعى إلى تحويلها إلى " لاديمركزية"، وتتعامل مع توجيهاتك السامية بخصوص تحديث التشريعات الناظمة للحياة السياسية التي طالب جلالتك لها قبل شهور عدة ببرود وبطء وليست كأولوية لها، بهدف تعزيز التنمية السياسية التي في ضوءها وبموجبها سوف تتحقق العديد من الإصلاحات الأخرى سواء الإجتماعية أو الاقتصادية أو التربوية التي ينشدها الشارع الأردني منذ سنوات، لأننا إذا اوجدنا منظومة قوانين سياسية متطورة تلبي طموحات القواعد الشعبية والسياسية، بالتأكيد بأن مخرجاتها سوف تكون مجلس نيابي قادر على احتواء الحراك الشعبي ونقله من الشارع إلى تحت القبة البرلمانية، بالإضافة إلى الحد من تفشي الفساد بكافة أشكاله وأنواعه الإداري والمالي، علاوة على تفعيل الدور الرقابي والتشريعي بشكل حيادي بعيدا عن أي توجهات أو مصالح جانبية خاصة، تكون هدفها المصالح الوطنية العليا، كما أن وجود برلمان وأحزاب سياسية قوية سوف تكون سندا وعضدا وداعما للحكومة، فتتكامل السلطتين التشريعية والتنفيذية بدلا من التنافر للإرتقاء بمستوى أداء الخدمات إلى أفضل مستوى يلبي رغبات الشعب الأردني، وعليه فإن الأمال والأنظار متجهه نحو جلالتكم في إيجاد حكومة تنفيذيةأو تحفيز الحكومة الحالية لتكون قادرة على التقاط رسائل وأفكار وتوجيهات جلالتكم وخصوصا في مجال التنمية السياسية وترجمتها إلى حقائق عملية ملموسة بأسرع ما يمكن تكون مقبولة وترضي كافة الأطياف الوطنية، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.