قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس

جواد الخضري
دولة الرئيس
أسعد الله أوقاتكم بكل خير، لقد تعلمنا بأن الإعلام يصنع الحدث وأنه الواجهة للدولة حيث يلتقط الحدث مباشرةً ليعمل على نقل الحدث إلى الشارع مسبقًا بكل مهنيةٍ واقتدار ليقطع الطريق على أصحاب الفتنة والمشككين الذين يروا فرصتهم بالتلاعب من خلال الفبركة السلبية.
دولة الرئيس
في هذه المادة لا نضع اللوم على حكومتكم بل هناك حكومات سابقة تتحمل وزر المسؤولية لأن ما يجري الآن من انفتاح ومن خلال العالم الافتراضي بكل وسائله يتلقفون الخبر ليعملوا عليه بما يتوافق مع أهدافهم ومصالحهم. لقد سبق وأن كان يقوم على الإعلام سواء المرئي أو المسموع والصحافة الورقية أصحاب فكر وثقافة وعلم بينما نشهد الآن أن إعلامنا الرسمي بات لا يصنع الحدث بل أصبح تابعًا له بمعنى أنه لا يخرج على الشارع إلا بعد أن تكون المعلومات قد تم التقاطها وجرى العمل على فبركتها ومن ثم يخرج علينا الإعلام الرسمي بتصريحات وبيانات لا تخلو من الركاكة وعدم الوضوح أو التوضيح الذي يُلبي الفضول والحاجة المعرفية للمتلقي أي أن الرواية الرسمية إعلاميًا أصبحت مفككة ومتناقضة والأصل في المادة الإعلامية ألا تترك للقارئ والمتابع أن يطرح الأسئلة أي أن الأصل أن تكون المادة الإعلامية الرسمية متكاملة ولا تترك في ذهن القارئ أية تساؤلات بينما الحاصل الآن نراه يزيد من الأسئلة والشكوك لدى المتلقي.
دولة الرئيس
لقد بدأنا نلمس حقيقةً عدم التوازن بين المؤسسات الإعلامية الرسمية الثلاث (التلفزيون الأردني، وكالة بترا، والمملكة) بحيث يلحظ المتلقي أن ثمة خلل أو عدم توازن في حجم المعلومة وطريقة طرحها من خلال هذه المؤسسات الرسمية الثلاث ومن تتم استضافتهم.
دولة الرئيس
لقد آن الأوان أن تكون هناك ثورة إعلامية كما صرحتم عن نيتكم القيام بثورة إدارية من خلال رفد هذه المؤسسات بقيادات إعلامية تمتلك القوة المعرفية لتكون قادرة على سرعة الرد والتوضيح المباشر مع إعطاء ومنح الصحافة الورقية الحرية بدلًا من العمل على تحجيمها ويأتي تحجيمها من خلال كبت الحريات لصحفييها.
كما بدأنا نلمس من خلال ما يتم كتابته من إعلاميين وكتاب محسوبين على الحكومة قد بدأوا يخرجون عن النص وهذا يعتبر مؤشر خطير جدًا وأكرر بأننا بحاجة ماسة إلى إعادة الهيكلة الإعلامية والإتيان بقادة فكر يمتلكون القوة والجراءة ليتم قطع الطريق على كل من يريد لهذا الوطن وشعبه وقيادته سوءًا.