اللقاح ٠٠ الحل الرئيس لمواجهة التبعات الاقتصادية لـ "كورونا" الثالثة

اللقاح ٠٠ الحل الرئيس لمواجهة التبعات الاقتصادية لـ "كورونا" الثالثة

الأنباط- نور حتاملة 

واجه العامود الاقتصادي والحركة التجارية في العديد من الدول تأزما ملموسا بفعل تداعيات جائحةكورونا، وكان الاردن من دول الصفوف الاولى في التأثر بالانهيار الاقتصادي وانخفاض مستوى دخل الافراد وتعطلهم، والان نحن في صدد تحذيرات حول قرب موجة ثالثة من الفايروس ستضرب كما ضربت في دول اقليمية وعالمية، فكيف لاقتصاد الاردن المواجهة والصمود؟ 

قال المحلل الاقتصادي مازن ارشيد، سنكون في موضوع الموجة الثالثة من كورونا متشائمين لاننا رأينا ماذا حدث في الموجة الثانية فلا يوجد دعم مباشر مثل الدول الاخرى التي دعمت القطاعات الاكثر تضررا وقد ساهم الاردن على قدر امكانياته التي يراها ارشيد متواضعة من خلال التسهيلات التي قدمها الضمان الاجتماعي وتأجيل اقساط القروض بالتعاون مع البنوك التجارية ومن خلال مراقبة الاسعار في شهر رمضان وغيره، لكن هذه كلها للاسف لا تساعد على عودة الحركة التجارية للبلد وتخفيف الاضرار على القطاعات الاكثر تضررًا من كورونا مستنكرا ماذا سيحدث لو كان هناك موجة ثالثة. 

وتابع ارشيد في حديث له مع "الأنباط"، لا يملك الاردن إلامكانيات لمواجهة الموجة الثالثة لانه استنزفها مع الاسف في الموجة الاولى وما ترتب عليها من حظر شامل لمدة شهرين، مؤكدا حسب قوله "ان هذا كان خطأ لا يغتفر، فالاردن استنزف كل قدراته وإمكانياته المالية لدعم اقتصاده في ظل ازمة كورونا خلال الموجة الاولى عندما فرض الحظر الشامل وبالغ فيه". وأضاف هناك دول كان عدد الاصابات فيها اكبر عادت لأعمالها مبكراً او اسرع من الاردن الذي اضاف اسبوعين او ثلاث من الحظر عن فرنسا وايطاليا وغيرها من الدول وكان هذا خطأ كبير، حيث في الموجة الثانية لم تتمكن الدولة من ان تفعل ما هو اكثر كما اننا لن نتمكن ايضا خلال الموجة الثالثة نظراً لصعوبتها. 

وأوضح ارشيد انه من الصعب مواجهة الموجة الثالثة في حال وجودها لاننا لا نملك موارد مالية او طرقا تدعم القطاعات بشكل مادي، وقال ان ندعم الاقتصاد هذا كلام فارغ لان الحكومة ستضطر للاستدانة من الخارج ومنذ بداية الجائحة لتاريخ اليوم استدان الاردن حوالي ٣ مليار دولار وهو رقم كبير جدا وكلما اقترضنا من الخارج او من الداخل تذهب لسداد ديون اخرى مما يضعنا في حلقة مفرغة تدور في الاستدانة من اجل دفع ديون سابقة ليس لزيادة الانتاجية ودعم الحركة التجارية وعودة الزخم للاقتصاد، مؤكداً ان الحل ليس بالمديونية لانها تؤجل الانفجار للسنوات القادمة. 
وأشار الى ان الحل الوحيد يبقى صحيا في تشجيع الناس لأخذ اللقاح والتمييز الايجابي بين آخذ اللقاح ومن لم يأخذه، وفي حال قدوم موجة ثالثة جعل اللقاح اجباري بغض النظر عن وجهات نظر الناس او عالاقل ان يكون هناك تشجيع لأخذ اللقاح بشكل غير مباشر "مثلا ان يكون الحظر الساعة التاسعة عوضا عن السابعة مع حرية التنقل بشكل اكبر دون حظر مسائي للأفراد الذين يحملون شهادات تثبت اخذهم الجرعة الثانية من اللقاح"، ومع انه لا يرى فائدة من حظر يوم الجمعة لكن في حال بقاءه حث الناس على اخد اللقاح من خلال حرية التنقل لمن اخذ شهادة الجرعتين وحتى من غير كمامة ايضا وهناك دول ذهبت في هذا الاتجاه من التشجيع الذي يوجه شعوبها نحو أهمية اللقاح. 

وجاء هذا الكلام على اثر التصريحات الاخيرة لأمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، ان الاردن يستعد لموجة ثالثة من فيروس كورونا والمتوقع أن يتأثر بها بسبب المتحورات التي تضرب في مختلف أنحاء العالم مشيراً الى امكانية تجنبها عبر تلقي اللقاح والاستمرار بتطبيق اجراءات السلامة العامة.