رسالتي إلى الأسرى في #يومالأسيرالفلسطيني 17/ابريل..


(هناك حيث الوقت لا يمتلك سوى ساعة مهترئة أصابها الشلل، هناك حيث الصرخات في غرف التعذيب هي الوحيدة التي تتجرأ على قطع عويل الرياح في الخارج. هناك حيث معارك الأمعاء الخاوية حدّ الموت. هناك فقط استطاعوا صنع علامات انتصار فوق كل معتقل تصهل خيوله وتبشر بفتح قريب.

إليكم أيها القابعون في تلك العلب الإسمنتية، يا من تخطون بصمودكم طريقاً لثورة تتفتح أزهارها في الخارج، إليكم يا من تقبعون في سجن الرملة، الجنيد، أنصار، عسقلان، المسكوبية، النقب، نفحة، الدامون، غزة المركزي، ألف سلام.
هناك حيث تبلورت وحدة النضال والألم والقيم يا من تشبثتم بحب الأرض كما صبارات الأجداد على المنحدر الزَّلِق من الأرض، يا من كسرتم القيد وطرتم بأجنحة الحرية بأرواحكم فرسمتم أجمل لوحات الصمود والإباء ها هي فلسطينكم تقف خلف هذا كله بقباب قدسها الشماء بوابة الأنبياء إلى السماء، بأسوار عكا، بجبال نابلس، بميناء حيفا ويافا. نعم إن فلسطين هي الأم والركيزة الوجدانية.
يا من قلبتم الغرف المعتمة مدارس للثورة فولد ربيع من خريف الجدران الباردة، كلكم رموز وكلما ازددتم واحدا ازداد انحطاطهم وتكسرت معادلات قمعهم أمام معادلات صمودكم، ألف سلام عليكم يا من تخطيتم جدران الموت. ستسطع شموسكم وتشتت ظلام المعتدي. فأنتم الأمل والوعد وكما قال بول إيلوار"لن يُهدم شيء ونحن نريد، نحن المستقبل الآتي، نحن الوعد"......)
بديعة النعيمي
ًًً