في مئوية الدولة الاردنية
اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة
لكل امة ايام تاريخية تتباهى بها وتفاخر بها الامم ولكل وطن احداث مفصلية ومعالم هامة في حياتة وعنوانعزتة ومجدة ولكل امة ابناء يذودون عن كرامتها وكبرياؤها،ولقد كان يوما مباركا ذلك اليومالذي تم فيه تاسيس الدولة الاردنية الحديثة موطن التحرر والانعتاق من التبعية للغير،يوما ليس كباقي الايام بني على قيم العزة والكرامة والوفاء ، كان يوم كرامة وعزة وبداية نهضويه عروبية للاردنيين والهاشميون .
ان مرور مئة عام على انطلاق الدولة الاردنية والولوج الى المئوية الثانية من عمرها المباركفي هذا الاقليم الذي كان وما زال يعاني من الكثير من الويلات التي توالت عليه وتآمر المنتصرون في حروب عالمية مدمرة ، وقلة الموارد المتاحه وصغر جغرافيتها ، واحتلال فلسطين وما تبعها من حروب وتحديات امنية وعسكرية وسياسية واقتصادية ، واطماع الطامعين وظهور التكتلات السياسية حوله وتغير السياسات العالمية تجاه المنطقة وتفشي الارهاب والقتلوتدمير دول واسقاط قيادات ، وظهور الاوبئة، يعتبر انجازا هاشميا اردنيا حيث استطاعت هذة الدولة ان تظل ثابتةفي الوقت الذي زالت دول كبيرة وجيوش قوية وتزعزعت كيانات وقيادات طامعة وبفضل من الله واخلاص ابناءة استمرت المسيرة كنموذج اكثر استقرارا ومنعة .
لقد ضحى الهاشميون والاردنيون بارواحهم دفاعا عن الامه ومعتقداتها وارضها ومبادئها على ثرى فلسطين والقدس وفي معظم البلاد العربية والاسلامية لان كرامتهم ومبادئهم التي بني عليها هذا الوطن اسلامية قومية عربية ، وتابع الهاشميون بناء الدولة وتقويةعناصر قوتها والتركيز على الانسان اساس قوتها ومنعتها وتاسيس الجيش العربي وتبعها الاجهزة الامنية المختلفة ، واخذ الاهتمام الاكبر من الملك الباني الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراة في بناء وتقوية الدولة في جميع المناحي ومنها القوات المسلحة الاردنية (الجيش العربي ) ولقد كان لي الشرق ان اعيش معظم مراحل التطور في القوات المسلحة منذ ان تشرفت في الانظمام له عام 19981ولغاية 2020 حيث كنا نلحظ تطورا سريعا في التحديث والتطوير في الاسلحة والمعدات لجميع القوات البريه والبحريه والجوية وجاء ذلك من صميم احساس الهاشميون بالدور الذي ينتظر هذا الجيش لحماية استقلال هذا الوطن والدفاع عنه طيلة عمرة المديد ،حتى اصبحت تحظى بمكانه محليةواقليمية ودولية مرموقة وشاركت في استعادت الامن والسلم للكثير من الدول التي فقدت امنها ، ولقد استمرت مسيرت الهاشميون في تحديث وتطوير القوات المسلحة والاجهزة الامنية المختلفة في عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين حيث خضعت لعملية مراجعة استراتيجية لتواكب متطلبات الحرب الحديثةومواجة التحديات الأمنية المختلفهواصبح الجيش العربي من الجيوش التي يشار اليها والتي استطاعت بما تمتلك من امكانيات ان تقف سدا منيعا في وجه جميع التحديات الامنية الاقليمية وتمدد الارهاب في المنطقة واصبح يمتلك القدرة على الوصول الى مكان التهديد ومنعة بالقوه من التاثير على مقدرات الوطن وحماية مصالحة الحيوية ، وسخر جلالة الملك علاقاته الدولية والاقليمية وثقة المجتمع الدولي بقيادتة وقدرة الاردنيين الشرفاء على ان يشكلوا نموذجا ناجحا في التلاحم بين الشعب والقيادة وان يتلقوا جميع التقلبات الاقليمية بقوة وعزيمة وان يشاركوا في استقبال موجات اللجوء الكبيرة من دول الجوار ممن فقدوا الامن واصبح مثلايحتذى في ادارة جميع الازمات التي تعرض لها في مسيرة حياته واستمر هذا الملك الاب على نهج الهاشميون بكل عزم ومضاء مضحيا بكل طاقته وامكانياته في سبيل رفعة ومنعةالدولة الاردنية هذا الوطن الذي لم يقبل الغدر والخيانة يوما ولم يساوم على قضايا الامهوتجاهل قضاياها الرئيسة ومنها القضية الفلسطينةوحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية والتي بقي موقفه ثابتا رغم عظم الضغوطات وقلة الامكانيات وتزايد التحديات وكثرة المغريات السياسية للتاثير على القرار الاردني والتنازل عن مبادئة القومية .
واليوم وقد وصلنا عبر هذا الطريق الطويل والمليء بالصعوبات يحق لنا ان نحتفل ويحتفل كل العرب الاحرار بالولوج الى المئوية الثانية ورؤوسنا مرفوعة وننظر للعالم بكل فخر واعتزاز مفتخرين بهذا الوطن القوي اردننا الحبيب الدولة المحبة للسلام الدولة العميقة بقيادتها الهاشمية ومؤسساتهاوقوة جيشها واجهزتها الامنية ودبلوماسيتها القائمة على الاحترام المتبادلووسطيتها واعتدالها وعدم الزج في الوطن في الحروب المختلفة التي ضربت المنطقة على كثرتها وفي اداؤها المتوازن بين عناصر قوتها فلم يركز على احداها على حساب باقي عناصر قوتها بل نرى تطورا في الصحة والتعليم...الخ ، ولم تدخل الدولة بمشاريع ومؤامرات إقليمية دموية وهدامة ، لا بل ساعدت الاقليم والعالم على مواجهة الكثير من التحدياتولا يستحق منا هذا الوطن بعد ان بناه الاجداد على اسس متينة وراسخة الا المحافظه على انجازاتهم والذين ضحوا بانفسهم رخيصة ليبقى هذا الوطن حرا عربيا هاشمياعصيا على كل التحديات ومدافعا عن حقوقه والحقوق العربية والوقوف بوجه كل من تسول له نفسة في المساس من هذا البناء العظيم نسال الله ان يبقى هذا الوطن قويا عزيزا عربيا هاشميا تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين اللهم آمين .