الأردنية تحارب البطالة من خلال المشاريع الصغيرة

محاربات" في زمن كورونا  
الانباط - فرح موسى
في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها والواقع الاقتصادي المتهالك والذي يجعل من استمرار الحياة أمر بالغ الصعوبة، أبت المرأة الأردنية أن تقف مكتوفة الأيدي ورفضت دور المشاهد، فدورها بقناعتها دور البطولة والتضحية والفداء... هكذا هي المرأة الأردنية كعادتها وهكذا كانت تربية الآباء والأمهات، فالمرأة هي ليست نصف المجتمع بل كل المجتمع . 
تقول نائبة سفير جمهورية التشيك في الأردن يانا كوسترونوفا انه ولتحقيق ذلك الهدف التي تسعى إليه نساء الأردن كان لابد من داعم لهن لتحقيق ما يسعين إليه، فقدمت السفارة التشيكية دعما ممولا لجمعية "تحفيز للريادة والتطوير" وكان هدف التمويل السعي لتمكين المرأة الأردنية، حيث قامت الجمعية بتنظيم وتأسيس مشاريع منزلية صغيرة لصناعة الشوكلاتة، والعمل على تسويقها وبيعها مما يدر دخلا للشابات المشاركات، ولم تكتف الجمعية بذلك وقدمت لهن مساحة عرض مستدامة للمنتجات وتوفير قنوات تسويقية ميدانية والكترونية .   
وتابعت كوسترونوفا في حديثها مع "الأنباط" إن هذا المشروع بدأ في مدينة اربد عام 2020  لخلق فرص نشطة للنساء ومساعدتهن في التمكين الاقتصادي وكان لابد من إجراء تقييم سريع  للمشاريع للوقوف على الحاجات والمتطلبات، فقام فريق تمكين من زيارة أكثر من عشر منظمات مجتمعية ومؤسسات نسائية والعديد من المنظمات غير الحكومية في المنطقة للتعرف على هذه الحاجات والمتطلبات، وفي هذه الزيارات، أعرب معظم المدراء والعاملات من ذوي الخبرة في مجال تمكين المرأة عن الحاجة إلى بناء القيادة والتمكين الاقتصادي بين النساء وتحفيزهن على ممارسة النشاط الاقتصادي، وأعربت معظمهن عن اعترافهن بالصعوبات التي يواجهنها عند مشاركة النساء في الأنشطة الاقتصادية.
حيث قامت بعمل ورشات عمل جذبت اهتمام النساء، ورحبوا بفريق المشروع لإجراء ورشة عمل متكررة لـ 200 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 18-35 سنة، شاركن في هذا التدريب، لما له من أثر إيجابي ومثمر أيضًا على 200 امرأة أخرى بشكل غير مباشر.
من جهته، قال رئيس جمعية تحفيز للريادة والتطوير في محافظة اربد احمد شتيات أن العمل على إيجاد فرص عمل إنتاجية ومستدامة للمرأة وإيجاد سوق متجدد كان هماً يؤرقنا ومن هنا تولدت لدينا فكرة المشروع وخاصة انه مشروع يمكن عمله منزليا ليزيد من تمكين الشابات وبشكل حقيقي وفعال.
وتابع ان جمعية تحفيز لن تتوقف على هذا الحد بل ستقوم بعمل جولات ومتابعات  للنساء المشاركات بهدف الوقوف على مواطن الضعف وعلاجها ودعم نجاحهن بهدف التنمية المستدامة .
ومن مشاريع تمكين في محافظة اربد، كان مشروع صناعة الشوكلاتة المنزلية في محافظة اربد, وهو احد المشاريع المنزلية التي ساهمت تمكين من إنشائه للشابات في محافظة اربد والذي كان من ابرز نتائجة إنشاء مساحة مستدامة للمتدربات لعرض المنتجات التي تصنعها الشابات لزوار مؤسستنا، حيث استفادت النساء من المساحة المتاحة للمشاركة في المشروع ، وستكون متاحة لجميع المهتمات بشكل دائم  جيث تم تدريب 100 شابة على صناعة الشوكلاتة في إربد، وتضمن التدريب عدة محاور تمكن النساء (الشابات) من صنع الشوكلاتة في المنزل، وتدريب 100شابة على مهارات التسويق المختلفة مثل: التسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التسويق الميداني للمشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى التدريب على طرق تغليف المنتجات وعرضها وتصويرها.
تقول أسماء جرادات وهي إحدى المستفيدات من مشروع تمكين أن الرغبة والطموح بالتقدم والنجاح كان من أولى أولوياتي وكنت لطالما ابحث عن شيء جديد وخبرة جديدة أضيفها لحياتي وخصوصا أن الروتين اليومي والملل الذي كان يملأ حياتي أصابني بالإحباط واليأس، ولأنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة فعندما أتيحت لي الفرصة لبناء حياة جديدة لم أتردد ولا لأي لحظة بالمشاركة مع تمكين لأنني مع التغيير والتجديد ولان ذلك سيجعلني أحقق ذاتي.
وقالت غفران الحوراني لقد استطعت من خلال هذه الدورة التعرف على أشكال وأنواع الشوكلاتة والتفريق ما بين الطبيعية منها والمصنعة وتعرفت على كيفية واستخدام الحشوات وغيرها من العديد من المعلومات القيمة والحمد لله أصبحت ألان اعمل بمشروعي الخاص بكل محبة وثقه .
أما تهاني فريوان فتقول، عندما يكون للمرأة مشروعها الخاص سيعزز من ثقتها ومكانتها بالمجتمع وسيزيد من دخلها الذي تساعد عائلتها من خلاله فالشكر لجمعية تحفيز للريادة والتطوير التي مهدت لنا الطريق لنؤسس مشروعنا الخاص من خلال تعليمنا لإنتاج الشوكلاتة  ومساعدتهم لنا في تسويقه في وقت صعب كالذي نمر به ألان زمن كورونا .
عائشة سمير البدور عبرت بدورها عن أهمية عمل المرأة وعن عدم الخجل من العمل وخاصة انه مصدر دخل للعائلة وان هناك اسر تقتات من هذه المشاريع فدعت جميع النساء لكسر حاجز الخجل والانطلاق نحو الأفضل لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا وعدم الانتظار على أبواب الخدمة المدنية وان العمل الحر أفضل بكثير من الوظائف الحكومية