ارتفاع نسبة النساء اللاتي يرأسن أسرهن في الأردن

 ارتفعت نسبة النساء الأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن من 3ر12 بالمئة في عام 2000، إلى 7ر15 بالمئة في عام 2019، وفق ما أظهرت نتائج مسح العمالة والبطالة الصادر عن دائرة الاحصاءات العامة.
ويعود ذلك، وفق بيان صحفي صادر عن الدائرة، اليوم الأحد بمناسبة يوم الأم، إلى تغير الأدوار الاجتماعية والاقتصادية التي تتولاها المرأة في إدارة شؤون الأسرة واتخاذ القرارات، حيث يظهر ذلك من خلال الارتفاع الواضح في نسبة النساء اللاتي يرأسن أسرهن خلال العشرين سنة الماضية، والذي يعزى إلى عدة أسباب كارتفاع نسب الطلاق والترمل، أو الهجر، وإلى الارتفاع الطفيف في نسبة الأسر المكونة من فرد واحد والتي ترأسها امرأة.
وبينت النتائج أن الاتجاه العام في أعمار النساء الأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن لم يتغير خلال الأعوام 2000-2019، فقد بقيت نسبة النساء اللاتي يرأسن أسرهن وتزيد أعمارهن عن 60 عاماً يشكلن النسبة الأعلى بين النساء اللاتي يرأسن أسرهن وبنسبة بلغت 6ر37 بالمئة في عام 2000، وفي عام 2019 بلغت 5ر56 بالمئة.
ويفسر هذا الارتفاع بسبب عدة عوامل مجتمعة من أهمها وفاة الزوج قبل الزوجة، وتزايد نسبة المطلقات والأرامل مع تقدم العمر بالإضافة إلى تدني فرص زواج الأرامل والمطلقات المتقدمات في العمر مقارنة مع الرجال لأسباب اجتماعية.
كما أظهرت نتائج عام 2019 أن 3ر74 بالمئة، من النساء الأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن هن من الأرامل، تلاهن بفارق كبير المتزوجات، العزباوات ثم المطلقات وبنسب بلغت 7ر12 بالمئة، 6ر7 بالمئة، 2ر5 بالمئة، على التوالي.
ويعود سبب ارتفاع نسبة الأرامل بين النساء الأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن إلى ارتفاع العمر المتوقع عند الولادة للإناث مقارنة بالذكور حيث تميل احتمالات البقاء على قيد الحياة لصالح الاناث فتعيش الإناث أكثر من الذكور بـ 4ر1 سنة.
وأظهرت النتائج خلال الأعوام 2000-2019، تحسناً واضحاً وجوهرياً في مستوياتهن التعليمية خلال العقد الماضي، حيث تبين تراجع معدلات الأمية بين النساء الأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن بشكل كبير حيث انخفض من 1ر47 بالمئة، في 2000 إلى 1ر31 بالمئة، في عام 2019، بانخفاض بلغ 16 نقطة مئوية.
وتبين أن محافظتي الطفيلة والعاصمة حققتا أعلى نسب للنساء اللاتي يرأسن أسرهن في عام 2019، حيث بلغت النسب 8ر17 بالمئة، 9ر16 بالمئة، على التوالي ومن ثم تلاهما محافظتا البلقاء والزرقاء بنسبة8ر16 بالمئة، لكلا المحافظتين، وهي أعلى من النسبة على المستوى الكلي للمملكة البالغة7ر15 بالمئة. وفي المقابل، كانت محافظة العقبة الأقل في نسبة الأسر الأردنية التي ترأسها نساء حيث بلغت2ر10 بالمئة، ويعود ذلك إلى تأثر التوزيع الجغرافي بعدة عوامل أهمها الهجرة الداخلية والخارجية وتباين الثقافات الاجتماعية والمستوى الاقتصادي من محافظة إلى أخرى.
كما أظهرت النتائج خلال الأعوام 2000-2019 انخفاضاً ملحوظاً في مشاركة النساء الأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن في سوق العمل، فانخفضت المشاركة الاقتصادية لهن من8ر8 بالمئة، في عام 2000 إلى 7ر5 بالمئة، في عام 2019.
كما انخفض معدل البطالة من6ر12 بالمئة، إلى 8ر5 بالمئة، وهذا يعود إلى أن ثلاثة من بين كل أربعة نساء يرأسن أسرهن هن من الأرامل ومدبرات منازل يعتمدن في دخلهن على التحويلات التي ترد لهن من أبنائهن أو أقاربهن فشكلت التحويلات ما نسبته 3ر49 بالمئة، من متوسط دخل الأسر التي ترأسها امرأة، والإيجارات من عقارات تعود ملكيتها في الغالب إلى الزوج المتوفى ما نسبته 20 بالمئة.
وتوفر دائرة الإحصاءات العامة بيانات تفصيلية عن النساء الأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن، وإبراز أهم الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي تتصف بها هذه الفئة من النساء في المجتمع الأردني لتضعها بين أيدي المخططين وصانعي السياسات بوصفها أداة لتقييم البرامج والسياسات السكانية والصحية والاقتصادية الموجودة حالياً.
--(بترا)