مطاعيم كورونا بين القبول والرفض والاشاعة

فاروسي: المطاعيم عامل ووقاية
مطاعيم كورونا بين القبول والرفض والاشاعة
بلعاوي: لم تثبت وفاة اي شخص بسبب المطاعيم
الانباط - فرح موسى
 
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مطاعيم كورونا التي أنتجتها شركات صناعة الأدوية  المختلفة حول العالم وكثرت الشائعات التي انتشرت بين مواطني العالم بشكل عام وأبناء الشعب الأردني بشكل خاص , هذه الشائعات التي أبطأت من عملية التعافي التي كانت تطمح لها دول العالم ومنها الأردن فهل هذه الشائعات حقيقة أم خيال ؟  لأجل ذلك قامت الأنباط بسؤال أهل العلم والاختصاص لإيجاد الإجابات عن جميع الأسئلة التي أثارت حفيظة الشعوب .
الدكتورة والمستشارة في المركز الوطني للتغذية الصيدلانية  طيب فاروسي  في حديثها معنا قالت إن المعلومات المتداولة بين المواطنين عن المناعة الطبيعية التي تتشكل في جسم الإنسان بعد إصابته  بفيروس كورونا غير دقيقة تماما فالمناعة التي تتشكل ليست دائمة بل تبقي في جسم الإنسان قرابة الثلاثة أشهر وبعد ذلك يصبح الإنسان معرض مرة أخرى للإصابة بفيروس كورونا المستجد, بأعراض تكون مشابهة للمرة الأولى أو اقل أو أكثر قوة بقليل .
بينما  المناعة المكتسبة من خلال  المطاعيم أشارت فاروسي أنها لغاية هذه اللحظة قيد الدراسة من خلال شركات تصنيع اللقاحات ولكن من خلال التجارب التي استطاعوا إجرائها على بعض الأشخاص تبين أن هذه اللقاحات قد تستمر على الأقل لمدة سنة .
وأكدت فاروسي أن ألمطاعيم ليست  علاج ولا قاتلة لفيروس كورونا ولكنها عبارة عن عامل وقاية وحماية , وهذا يعني أنها لا تمنع أبدا من أن يصاب الشخص بفيروس كورونا ولكنها حتما تقلل من إمكانية إصابته من جهة ومن جهة أخرى ستكون الأعراض لمتلقي المطعوم غير ظاهرة للعيان أو خفيفة جدا . 
وأضافت فاروسي أن ألمطاعيم التي اكتشافها حاليا هي فايزر بيونتيك ( أمريكي_ألماني ) ، موديرنا الأمريكي ، جونسون أند جونسون الأمريكي ، سبوتنيك الروسي ، 4 لقاحات صينية أشهرها انتشارا هو لقاح سينوفارم وسينوفاك ( لم يصرّح استخدامه عالميا إلا في الصين وعدة دول في الشرف الأقصى )، لقاح استرازينكا ( بريطاني _سويدي ) , وجميع هذه اللقاحات حصلت على موافقات عالمية وتم نشر الدراسات عنها في المجلات الدورية والمراكز العلمية العالمية وصرحت باستخدامها منظمة الصحة العالمية وال FDA ووكالة الأدوية الأوروبية  EMA وهي لقاحات أمنة وجيدة ولا فرق في  تلقي لقاح دون الأخر وحسب المتوفر في بلد الشخص. 


وفي حوارنا مع برفوسور العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي 
فأكد على ما يلي  
الذي يصاب بفيروس كورونا لا تتشكل عنده مناعة دائمة وأكد أيضا على أن ألمطاعيم لا تعطينا مناعة عمرية مثل فيروس شلل الأطفال أو الحصبة أو غيرها من التي تصيب الأطفال , وهذا يعني أن الذي يصاب  بفيروس كورونا فأنه بلا أدنى شك ستتشكل في جسمه أجسام مضادة وهذه ممكن أن تستقر في الجسم لمدة ثلاث أشهر بحدها الأدنى ولكن ننصحه إذا توفر اللقاح  بعد التعافي أن  يأخذ المطعوم وبذلك تكوّن أجسام المضادة لمن أصيب واخذ المطعوم أقوى من 10-20 ضعف من الشخص الذي ياخذ جرعتين من اللقاح .
بمعنى أخر وضح البلعاوي  أن مطعوم الكورونا مثل مطعوم الأنفلونزا  بحيث يعطى بشكل موسمي , وبين أن ألمطاعيم المنتجة لحد هذه اللحظة هي ستة مطاعيم نذكر منها الموجودة في الأردن وهن  المطعوم الأول هو الكلاسيكي بمعنى أننا نحضر فيروس ثم نقوم بتثبيطه (نقتله) 
ويعتمد عليها المطعوم الصيني الإماراتي سانو فارم , أما النوع  الثاني هو الذي يعتمد على الشيفرة الوراثية MRNAحمض الرابوزي المرسال بمعنى أخر نأخذ الشيفرة الوراثية للأشواك البروتينية  لفيروس كورونا ونضعها لجسم الإنسان فتدخل الخلية وبعد ذلك تقوم الخلية بصنع أجزاء من هذا الأشواك فيعتبرها الجسم أجسام غريبة ويطلق عليها أجسام مضادة, أما النوع الثالث فهي فيروسات الحاملة مثل  مطعوم  استرازينيكا وهو عبارة عن فيروس نحضره مثل الفيروس المسبب  للزكام يسمى  اديمو فيروس نقوم بتثبيطه ونضع داخله أجزاء جينية من فيروس كورونا ونعطيه للإنسان .
وأكد بلعاوي أن جميع هذه ألمطاعيم فعالة وأعطت نتائج ممتازة ومرت بمراحل وتجارب سريرية أولى وثانية ولا يوجد عليها أي إشكال , وما يجب ذكره ان هذه المطاعيم تجاوزت نسب نجاحها 50% .
ووضح البلعاوي أن البرتوكول المتبع للتطعيم في الأردن ركز على عدة أولويات منها العمر بحيث نبدأ بالأعمار الكبيرة والذين يعانون من أمراض مزمنة ومن ثم الأعمار الكبيرة بدون أمراض مزمنة ومن ثم الكوادر الصحية ومن ثم الأشخاص الذين يختلطون مع أعداد كبيرة من الناس .
وأكد على انه لا يوجد هناك أي داعي لفحص من يريد أن يتطعم للأجسام المضادة حيث انه لا يوجد توصيات لآي شخص يرغب بالتطعيم أن يجري الفحوصات الطبية سواء قبل أو بعد اخذ اللقاح .
وبين البلعاوي أن أي شخص تظهر عليه أعراض الالتهاب لا ننصحه بأخذ المطعوم ونخبره بضرورة العودة لاحقا بعد الشفاء  , وان أكثر الأعراض تقلق الأطباء ارتفاع درجات حرارة متلقي التطعيم, وهذا ينطبق على جميع اللقاحات وليس فقط مطعوم كورونا .
وأشار البلعاوي إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والكلى  وأمراض الغدة الدرقية أن المطعوم امن لهم ولا أعراض جانبية تؤثر عليهم .
وقدم نصيحته للالتزام بالوقاية التامة والالتزام بالكمامة  حتى بعد اخذ اللقاح لكي تتشكل الأجسام المضادة  وانه بعد الجرعة الأولى تتشكل 50%  من الأجسام المضادة وبعد الجرعة الثانية تتشكل كامل الاجسام المضادة  , ونفى البلعاوي ما يشاع عن أن المناعة بعد تلقي اللقاح تكون صفر وبين ان هذه مهاترات لا أساس  لها من الصحة , وقال انه لا نستطيع التمييز بين الانفلوونزا العادية وكورونا الى عن طريق فحص  PCR>…