أكد السفير التونسي في عمان خالد السهيلي ان علاقة بلاده مع الاردن التي احتفلت منذ سنة بالذكرى الستين لارسائها تمثل نموذجا يحتذى به، فقد شهدت نموا مطردا من سنة الى اخرى، وقد توج هذا الزخم برفع البلدين لرسوم التأشيرة وتسجيل تطورا على مستوى المؤشرات الخاصة بالمبادلات التجارية بزيادة (8%) خلال عام 2020.

وأشار السهيلي خلال مؤتمر صحفي عقده بمناسبة احتفال تونس بالذكرى الخامسة والستين لعيد استقلالها إلى ان خصوصية ومتانة العلاقات الأردنية التونسية تستمد قوّتها من القرارات السياسية لقيادتي البلدين ورغبتهما القوية في الإرتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الفاعلة والمتضامنة، هذا الى جانب الحرص على دورية وانتظام انعقاد آليات التعاون الثنائي ومتابعة تنفيذ التوصيات المنبثقة من اللجان العليا المشتركة.

وأضاف السهيلي في هذا السياق نحن نتطلع الى عقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة بعمان بالاضافة الى الدورة الثالثة للجنة التفكير والتشاور السياسي على مستوى وزيري خارجية البلدين.

وأكد أن الفترة الأخيرة شهدت العلاقات الثنائية ديناميكية على مستوى التآم اللجان المشتركة القطاعية في المجالات العسكرية، الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة، تهيئة وانجاز المدن الصناعية والاستثمار، حماية المستهلك، البيئة، الطاقة والكهرباء وذلك تنفيذا لتوصيات اللجنة العليا المشتركة وتفعيلا للاتفقايت الموقعية بين الجانبين، بالاضافة الى توقيع عدد من الاتفاقيات وانعقاد الدورة الثالثة لمجلس الاعمال المشترك (كونكت/ جمعية رجال الأعمال الأردنيين)، مشيرا إلى تحضيرات لعقد دورة أخرى للمجلس بين الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة والصناعات التقليدية وغرفة تجارة الأردن في السادس من نيسان المقبل.

وبين السهيلي ان هذه المؤشرات الايجابية على المنحى التصاعدي للعلاقات الثنائية، لا سيما على ضوء حرص جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس قيس سعيد على تعزيز الشراكة بين البلدين في شتى المجالات والقطاعات، فضلا عن تطابق المواقف ووجهات النظر حيال القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهو الامر الذي من شأنه ان يمهد لحقبة مزدهرة من التعاون المثمر بين البلدين أساسه الشراكة الفاعلة لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.

واعتبر السفير التونسي عيد استقلال بلاده فرصة لاستذكار التضحيات الجسام التي قدمها الشعب التونسي الابي للظفر بحريته واسترجاع سيادته وكذلك مناسبة لتأكيد التزام الاجيال الحالية ببذل التضحيات من اجل صون المكتسبات، مؤكدا مواصلة بلاده لعب دورها التاريخي في المنطقة كعامل استقرار ونمو، وذلك من خلال احتضانها لعديد من التظاهرات والملتقيات الدولية ومن ابرزها حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي نتجت من رحم ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي دار على أرض تونس تشرين ثاني 2020، ومساندتها للمبادرات السياسية ودعمها لآليات الاندماج الاقليمي المغاربي العربي والافريقي الأورومتوسطي.

كما وتساهم تونس وفق السهيلي مع شركائها الدوليين في صياغة الحلول البناءة وتدعم بكل قوة الجهود الصادقة المبذولة على المستويين العربي والدولي وذلك من أجل التوصل إلى حلول سياسية وتوافقية للأزمات التي تشهدها عدد من الدول العربية على غرار ليبيا وسوريا واليمن.

وعن القضية الفلسطينية أكد السفير التونسي أنها تمثّل بالنسبة لبلاده قضية مركزية، مجددا تأكيدات تونسية التزامها بمواصلة العمل من أجل ايجاد تسوية عادلة وشاملة لها وذلك على أساس حل الدولتين والمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود حزيران 1967، بالاضافة الى صون حقوق اللاجئين وفق مفاوضات الحل النهائي.

وشدد السهيلي على تأكيد تونس على الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية بالأقصى وأهميتها، كما تؤكد تجدد التزامها بمواصلة دعم المبادرات الرامية لإحياء مسار التسوية السلمية على أساس القرارات الأممية، داعية دوما إلى تحرّك دولي جامع وموحّد لتهيئة الظروف الملائمة إعادة اطلاق مفاوضات جادة بمشاركة الفلسطينيين.

وأعلن السهيلي أن بلاده سوف تستضيف القمة (18) للفرنكوفونية يومي (20 و21) تشرين ثاني من العام الحالي 2021، وذلك بحضور قادة أكثر من ثمانين دولة.

كما كشف عن توجه بلاده لاطلاق قمر صناعي بمناسبة احتفالاتها بعيد الإستقلال، ليكون حدثا تاريخيا بهذا الشأن، كون تونس تعدّ رائدة في هذا المجال العلمي الهام.

وأعلن السفير التونسي أنه في اطار التشجيع على اقامة التظاهرات الاقتصادية والتجارية، تفعيلا للإتفاقيات الثنائية الموقعة بين تونس والأردن وتنفيذا للتوصيات المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة الأردنية – التونسية، ستنظم السفارة التونسية في عمان بالتنسيق مع مكتب النهوض بالصادرات، الدورة الثالثة لأسبوع المنتجات الغذائية التونسية في سيتي مول عمّان، بداء من يوم غد الإثنين وحتى الرابع من نيسان المقبل.