حلقة نقاشية حول دور المرأة القيادية في أوقات الأزمات

نظمت مؤسّسة إنجاز ومنتدى المفكرين العالميين "أثينا 40" مساء أمس الاثنين، حلقة نقاشية تحت عنوان "المرأة القيادية في أوقات الأزمات" عن بُعد.
وتأتي هذه الحلقة التي حضرها مجموعة من القيادات النسائية ورجال وسيدات الأعمال في الأردن، بالتزامن مع الحلقات النقاشية التي يعقدها منتدى المفكرين العالميين في خمس دول حول العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والتي يتم إدارتها من لندن عبر فريق البي بي سي، وسلطت الضوء على الدور القيادي  للمرأة في أوقات الأزمات وكيفية تعاملها مع جائحة كورونا من مختلف الجوانب. وركزت الحلقة النقاشية على ضرورة وجود المزيد من النساء في المناصب الرسمية للتخفيف من الصور النمطية التي ترتبط عادة بالنساء في المجالات ذات الأغلبية من الرجال، ودعم النساء لبعضهن، حيث أجبر الوباء العديد من النساء على لعب أدوار متعددة ومهمة في وقت واحد، وخاصة الأمهات.  وأكدنَ المشاركات في الحلقة ضرورة زيادة تمثيل المرأة في المجتمع والتعاون مع منظمات المجتمع المدني، لضمان توفير حقوق وخدمات متساوية للنساء من جميع مناحي الحياة، لا سيما أن النساء تأثرن أكثر من غيرهن بالوباء.
وأشرنَ إلى أن التكنولوجيا والشغف والتصميم ساعدا على تبني التحول الرقمي في العديد من المنظمات التي تقودها النساء، الأمر الذي انعكس على الأداء رغم  التحديات  التي أحدثتها الجائحة. وقدمت المشاركات في الحلقة النقاشية التي تم تنفيذها بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن المدعوم من الحكومة الكندية، العديد من الحلول وطرق العمل البديلة، والتفكير خارج الصندوق وأن تكون النساء أكثر ابتكارًا. وقالت سمو الأميرة سمية بنت الحسن في مداخلة مسجلة لها، إن جائحة كورونا أجبرت العالم على التوقف، وإعادة التفكير في طريقة العيش، حيث عانى الكثير من مشاكل اقتصادية أو جسدية أو نفسية، مضيفة أنه يجب التعلم من التجربة التي نمر بها، والتأكيد على أهمية تكافؤ الفرص والتعلم والعمل والانجاز والازدهار. وأعربت سموها عن فخرها بالنساء اللواتي تألقن طوال الأزمة، حيث قالت "لا يسعنا إلا أن نشعر بالفخر بالنساء اللاتي تألقن خلال هذه الأزمة، وبدأت المهارات القيادية وغير المسبوقة للنساء أثناء فترة الجائحة ذات أثر عظيم وليس بالشيء الجديد لنا على الإطلاق، وقبل كل شيء، يجب ألا ننسى أبدًا أن التعاطف بالتأكيد ليس نقطة ضعف - إذا كان هناك أي شيء، فهو قوة عظمى".
وشاركت في الحلقة النقاشية التي ادارتها مستشارة في معهد الإعلام الأردني بيان التل، كل من: مديرة شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر منى سختيان، ورئيس صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي خلود السقاف، ومؤسّسة ومديرة شركة آدم ومشمش أحدى الرياديات في حاضنة أعمال مؤسسة إنجاز لمى العدناني، والأمينة العامة للجنة الوطنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس، بحضور السفيرة الكندية في عمان دونيكا بوتي ومجموعة من رجال وسيدات الأعمال والقياديين والقياديات في العمل المجتمعي.  وقالت الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز ديمة البيبي في الكلمة الافتتاحية، "إن الوقت حان للتفكير في التقدم والدعوة إلى استمرار العمل نحو المساواة بين الجنسين"، مشيرة إلى أن التنمية المستدامة في كثير من البلدان كان لها تأثير على تمكين المرأة خاصة مع تطور ريادة الأعمال، والثورة الصناعية الرابعة، وأخيرا كوفيد-19 التي خلقت تحديات بيئية واجتماعية جديدة لا يمكن لأي حكومة معالجتها بمفردها دون مساندة القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع بكافة مكوناتها. وأضافت أن الدراسات الحديثة تشير إلى اتساع الفجوة بين الجنسين أثر جائحة كورونا، وأن النساء والفتيات يعانين من آثار الأزمة بطرق مختلفة وأكثر سلبية، مبينة أن المرأة  يجب أن تلعب دوراّ أكثر في بناء اقتصادات أكثر استدامة ومرونة ويمكنها التخفيف من هذه الآثار، ومواجهة التحديات العالمية بشكل أفضل.   من جانبها، أشارت السفيرة بوتي، إلى أن أعباء العمل غير المتساوية بين الرجال والنساء تتفاقم في أوقات الأزمات، حيث لا تظهر المساواة بين الجنسين وهذا ما كشفت عنه جائحة كورونا في الأردن وباقي دول العالم، مبينة أن العديد من الموظفات واجهن صعوبة في الوفاء بالمسؤوليات المنزلية اضافة إلى القيام بالعمل عن بعد ومشاكل التكنولوجيا التي ترافقه.   من جهتها، بينت السقاف، أن 38 بالمئة، من العاملين في الصندوق نساء وعلينا جميعاّ التفكير التكيف مع متطلبات المرحلة وتوفير الأدوات الأساسية لعمل المرأة عن بعد، وعلى النساء تجاوز التحديات من خلال الاستمرار في تطوير ذاتها والتركيز على زيادة الانتاجية لكسر الصورة النمطية عن المرأة .  بدورها، لفتت الدكتورة النمس، إلى أنه أزمة كورونا أظهرت عدة جوانب لعدم المساواة مرتبطة بزيادة العنف ضد المرأة، اضافة لزيادة أعباء الرعاية على النساء بشكل أكبر من الرجال وهذا يشمل المرأة العاملة وغير العاملة.    أما عن انعكاس الازمة ايجابيا، قالت سختيان، إن الازمة انعكست بشكل ايجابي حيث زاد من استثمار الشركة في التحول الرقمي وبناء الشراكات، مبينة أن هناك محاورة تعمل عليها الشركة لحماية وتطوير النساء.  من جهتها، شاركت العدناني، تجربتها في تطوير الشركة من خلال التفكير بطرق واساليب جديدة  في التدريس لتتماشى مع آثار جائحة كورونا ، ولمساعدات الأهل والمدارس. --(بترا)