الشاعر الكنعاني يتحدث ل الانباط عن غربتيه الأولى والثانية

الانباط – مشاعل محمد
برز اسم الشاعر جميل كامل محمد في المملكة العربية السعودية في أمسيات شعرية وأحاديات وعدد كبير من الندوات , عُرف باسم جميل الكنعاني واختار لقب الكنعاني نسبة لبني كنعان سكان فلسطين الأصليين , وُلد في عام 1952 م ونشأ في قرية ياصيد شمال مدينة نابلس .
يقول الشاعر الكنعاني ان طفولة جميلة وسعيدة ومليئة بالذكريات وتتسم بالبراءة في كنف أسرة مترابطة جدا، والتحقت بالدراسة في عام 1958 م بـ مدرسة القرية مدرسة ياصيد الابتدائية، ثم ترقيت إلى مدرسة ياصيد الإعدادية وغادرتها فيما بعد إلى مدينة عاصيرة الشمالية لإتمام دراستي الثانوية لمدة عامين ولإتمام التوجيهي انتقلت إلى مدرسة الجاحظ في مدينة نابلس , وكنت الأول على المدرسة في جميع المراحل الدراسية .
وتابع الكنعاني في حديث له مع "الانباط" قائلا : "غربتي الأولى كانت في عام 1970 بهدف الدراسة والتحقت حينها في الجامعة الأردنية ودرست في كلية التجارة والاقتصاد آنذاك تخصص المحاسبة لمدة أربعة سنوات إلى عام 1974 م، وبعد انهاء الدراسة الجامعية في عام 1974 م بدأت غربتي الثانية وانتقلت إلى المملكة العربية السعودية عبر فيزا عمل من قِبل أحد أقربائي وعملت في عدة أماكن لمدة 44 عام في كلا القطاعين العام والخاص .
كان الشعر عندي هواية فـ أول قصيدة كتبتها في المرحلة الإبتدائية كنت في التاسعة من عمري ولا أذكر سببها , وبدأت في إلقاء الشعر تقريبا في أواخر الثمانينات من القرن الماضي مثل : أحادية راشد المبارك , ثلاثية السديري , ندوة الجاسر , ندوة الشاهين وغيرهم الكثير، وكتبت كثيرا في المرحلة المتوسطة والثانوية ولكن كثيرا منها ضاع وبعض من القصائد في المرحلة الجامعية فقدت.
ويضيف، ان القرآن الكريم لمن يريد اتقان اللغة العربية والشعر الفصيح , في الحقيقة أنا بـ البديهة أجيد اللغة العربية وطورتها في القراءة ومراجعة الكثير من الدواوين لبعض الشعراء.
جميع الشباب يمرون في مرحلة المراهقة وكان هذا بالتأكيد أحد أسباب كتابة القصيدة الغزلية في إحدى مراحل حياتي وما بعد ذلك كانت بعض القصائد إهداء مني إلى زوجتي التي شاركتني في جميع تفاصيل حياتي ما بعد ذلك .
كانت تربية أبنائي في الغربة صعبة ولكن بعد حفظ الله لنا وتوفيقه تجاوزت أنا وزوجتي وتعاونا واهتمامنا بهم حافظنا على جميع أبنائنا وقمنا بتربيتهم وتعليمهم في أحسن المدارس وانتقلوا بعد ذلك إلى الأردن لإتمام المرحلة الجامعية وثم ساعدتهم على بناء بيوتهم ومستقبلهم وكنت أراقب جميع تفاصيل حياتهم حتى بعد ذلك إلى أن اطمئننا عليهم ، وجميع أبنائي قريبين مني ولله الحمد ومن المؤكد أني لا أميز بينهم ولكن من المعروف أن البنات أقرب إلى قلوب أبائهم .
يصف لنا الشاعر ان أغرب حدث مضحك مر به، عندما كتبت أول قصيدة في التاسعة من عمري ظن أهلي أني أكتب رسالة لأخي أشكوهم إليه فحالوا أخذها مني جميعا وضتعها في فمي وقمت بأكلها لكي لا يعرفوا ما فيها وما هو محتواها، أما الحدث المحزن فـ كان وفاة والدي في شهر أيلول عام 2000 م , وعشت أحداث أيلول التي سميت ب ( أيلول الأسود ) في أول يومين من خروجي من الضفة إلى الجامعة 1970 م وتم اعتقالي مع اثنين من زملائي لمدة أسبوعين حتى تم إثبات أننا غرباء عن الأردن وأننا قادمون للدراسة وليس لنا علاقة بأي تنظيم.
بعد الغربة لمدة 48 عام ما بين السعودية والأردن والضفة منذ عام 1970 م إلى عام 2018 م ها أنا ذا أعيش على أرض الوطن في المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت الضفة قد احتلت عام 1967 م من قبل اليهود الصهاينة وعشت هذه الفترة وكان عمري أنذاك خمسة عشر عاما وكانت هذه الظروف قاسية ومكثت هناك ثلاثة سنوات بعدها وثم خرجت إلى دراسة الجامعة , تأثرت بأحداث الاحتلال وعذاب الناس من قبل اليهود وقمت بنظم الكثير من القصا، وطوال سنين الغربة إلى الآن لم أنقطع عن زيارة الضفة ف لدي هناك أهل وأصدقاء وأقرباء فأذهب إلى هناك مدة شهر أو شهرين من كل عام وأعود بعد ذلك إلى الأردن.
فكرت بعمل العديد من الدواوين الشعرية والكتب ولكن لأنني كنت في السعودية كان هذا صعب واتفقت مع عدد من دور النشر في الأردن ولكن عندما وصلت إلى مرحلة إرسال النماذج إليهم أتت جائحة كورونا وتعطل كل شيء ف أجلت الموضوع مؤقتا ، فـ الشاعر لا يتوقف قلمه في أي ظرف أو في أي وقت من المؤكد أنه لي جديد في الفترات القادمة وسأقوم بنشرها إن استطعت .
وختاما أنا الآن أعيش أياما سعيدة مع أسرتي أقوم بواجباتي تجاه ربي ونحمد الله على نعمه .