الغدة الدرقية (فرط و قصور نشاطها)...

حنين عبيدات

الغدة الدرقية : هي إحدى الغدد الصماء في الجسم و تقع في الجهة الأمامية من العنق بجانب القصبة الهوائية و البلعوم و المريء و تقسم إلى جهتين (يسرى، يمنى) و يكون شكلها على شكل الفراشة و يختلف وزنها من شخص لآخر حسب حجم الجسم و لكنها عادة ما تزن (15-20 غم) و يعد اليود الذي تحصل عليه الغدة من النظام الغذائي هو المحفز الرئيسي لإنتاج بعض هرموناتها ، و هي هرمونات هامة تؤثر في عمليات الأيض و تتحكم بعدة وظائف حيوية في جسم الإنسان و هي : الثيروكسين T4, ثلاثي يودوثيرونينT3 ، و يعد هرمون T4 نشاطه قليل جدا فغالبا ما يتحول في الكبد إلى الهرمون الأكثر نشاطا و هو يودوثيرونين T3.

تتكون الغدة الدرقية من نوعين من الخلايا، الخلايا الجريبية(Follicular Cells) المسؤولة عن تصنيع و إفراز هرموني (ثلاثي يودوثيرونين، و ثيروكسين T4) وتعد الخلايا الأكبر في الغدة الدرقية، أما النوع الثاني من الخلايا هو جارات الجريبية (Parafollicular cells) و التي تفرز هرمون كالسوتينين.

هرموني الثيروكسين T4 و يودوثيرونين T3 يتحكمان بوظائف عدة في الجسم ، كمعدل ضربات القلب ، و صحة العظام ، و وظائف في الجهاز الهضمي و الجلد و إنتاج الجلوكوز و غيرها من الوظائف الهامة.

أما الكالسوتينين الذي تفرزه خلايا جارة الجريبية فإنه ينظم مستوى الكالسيوم و البوتاسيوم والفوسفات في الدم.

(الإختلالات التي تحدث في الغدة الدرقية) : قصور أو فرط في نشاطها و تكون أكثر شيوعا عند النساء أو كبار السن و أحيانا و جود تاريخ عائلي بوجود خلل في الغدة الدرقية.

1)قصور الغدة الدرقية(Hypothyrodisim) :يعني أن يقل إفراز هرمونات الغدة الدرقية فيؤدي ذلك إلى أعراض تختلف حسب درجة نقصان الهرمون و من الأعراض : التعب و الإرهاق و زيادة تدفق دم الحيض، و زيادة الوزن و زيادة نسبة الكوليسترول في الدم ضعف في العضلات وآلام في المفاصل، بحة في الصوت و تضخم في الغدة، و جفاف الجلد و تساقط الشعر و غيرها من الأعراض ، أسباب القصور :

1)حالة مناعية ذاتية : و هو إنتاج أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية عن طريق الخطأ و تسمى ( التهاب الدرقية الليمفاوي-- هاشيموتو)

2)التهاب الغدة الدرقية : و يتكون كتلة في وسط الرقبة و تكون نسبة T3, T4 منخفضة ، وهناك ارتفاع في نسبة الأجسام المضادة للغدة الدرقية وارتفاع في الهرمون المنبه للغدة الدرقية(Thyroid stimulating hormon) TSH .

3)العلاج الإشعاعي باليود و استئصال الغدة. .

4)نقص مستوى اليود في الجسم أو إفراط مستواه في الجسم.

5)بعض الأدوية مثل : الليثيوم.

و غيرها من الأسباب.

(علاج قصور الغدة الدرقية) :

يتم علاج قصور الغدة الدرقية بعد عمل فحص مخبري لمعرفة مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الجسم، و العلاج عبارة عن هرمون اصطناعي (ليفوثيروكسين) و يكون على شكل حبوب في الصيدليات و بعيارات(25,50,100,150) ميكروغرام ، بعد البدء بالعلاج غالبا يتم التحسن و تقل حدية بعض الأعراض. و عند تحديد الجرعة يتم فحص مستوى الهرمون المنبه للدرقية(TSH)بعد ثمانية أسابيع لإيجاد الجرعة المناسبة التي تنظم مستوى الهرمونات في الجسم، و من الممكن أن يتم تناول الدواء طوال الحياة بجرعة مناسبة و يتم فحص الهرمون المنبه للدرقية كل فترة و فترة.

**من الأفضل تناول الليفوثيروكسين في الصباح على معدة فارغة و من ثم الأكل أو تناول أي دواء آخر بعد ساعة و بنفس الوقت يوميا، و إذا تم تناوله ليلا فيجب عدم الأكل أو تناول اي شيء قبل الجرعة بثلاث أو اربع ساعات و اذا نسي المريض تناول الجرعة في يوم من الأيام هذا عادي فعليه أن يأخذ جرعتين في اليوم التالي.

**زيادة نشاط الغدة الدرقية(Hyperthyroidism) :

يحدث زيادة في إفراز هرمون الثيروكسين بشكل مفرط فيؤدي ذلك إلى أعراض مثل : نقصان وزن الجسم المفاجيء، و زيادة في سرعة ضربات القلب، ترقق الجلد، التعب و التعرق ، الغدة الدرقية المتضخمة، مشكلات في القلب و التهاب في الغدة و ترقق العظام و العصبية و القلق و غيرها من الأعراض.

يسبب بعض الأحيان فرط نشاط الغدة الدرقية ما يسمى(داء غريفر) و الذي يكون بالعينين فيسبب لها الجحوظ إلى الخارج بسبب التهابات و تورم الأنسجة التي خلفها، حساسية للضوء، و تحسس و احمرار وتورم في العينين وغيرها.

علاج فرط نشاط الغدة الدرقية:

1)استخدام اليود المشع لتقليل إفراز الهرمون الدرقي.

2)استئصال الغدة أو جزءا منها.

3)استخدام بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا و هي أدوية لتنظيم مستوى ضغط الدم و تنظيم ضربات القلب و تعطى للتقليل من بعض أعراض زيادة فرط الغدة الدرقية كالرعاش أو زيادة خفقان القلب.

4)استخدام دواء

بروبيل ثيويوراسيل بجرعات مختلفة حسب حدة الحالة و تبدأ آثاره الإيجابية بالظهور بعد اسبوعين إلى ثلاثة من تناوله و يمنع توقفه الا باستشارة طبيب أو صيدلاني حتى لا تعود الأعراض مجددا.

يجب تشخيص و عمل فحوصات مخبرية للغدة الدرقية في حال ظهور أعراض معينة و من ثم تحديد القصور أو الإفراط في نشاط الغدة و بناء على ذلك يتم تحديد العلاج المناسب من الطبيب أو الصيدلاني، و في حال كان هناك فرطا في نشاط الغدة فإن الطبيب يقوم بطلب صور إشعاعية و التراساوند و فحص امتصاص اليود المشع حتى يتخذ البروتوكول اللازم في العلاج