وزارة السّياحة في خدمة الأدلاء وسياحة الأردن
يلينا نيدوغينا
جدّدت وزارة السياحة والآثار طلبها من أدلاء السيّاح الذين يحملون رُخَصًا رسمية لممارسة أعمالهم، بمراجعتها ليتسلّموا مُستحقاتهم المالية عن فترات أعمالهم السابقة في برنامج "أردننا جنة – أردننا بخير".
منذ حقبة طويلة، وبسبب اجتياح العدو الكوروني رياح العَالم أجمع، واجتيازها الحدود الجغرافية والوطنية للدول، والإغلاقات التي تلت ذلك دوليًا، وأفضت بالتالي إلى إقفال حدود الأردن، لم تتوافر لأدلاء السيّاح، وهم كثيرو العدد، أية أعمال سياحية مع سياح وزوار عرب وأجانب من خارج البلاد. فالحدود كانت مُوصودة بالكامل بوجه السيّاحة المُستقدَمة من خارج الدولة، خشيةً من استقطاب الفيروس القاتل وتوسّع الوباء جغرافيًا وبشريًا.
ولهذا السبب، استحدثت الوزارة برنامجًا كبيرًا ذكيًا وواسعًا وُسع البلاد بطولها وعرضها، ولافتًا للأنظار، لتنشيط السياحة الداخلية من جهة، ومن جهة أخرى لإنقاذ السياحة بحد ذاتها، وللإبقاء على زخمها الدافق "ولو محليًا" في إطار سياحة الأردنيين، ولمساعدة مجتمع أدلاء السياح وعائلاتهم ماليًا من خلال استحداث تشغيلات عَملانية متواصلة، فهؤلا يعتمدون على خبزهم اليومي الذي يتأثر سلبًا بمختلف التطورات السياسية، والوبائية، والدولية، والإقليمية، ولا تتوافر في جِعَابهم أية أعمالٍ أخرى.
لهذا، كان للحِراك السياحي الوزاري الكبير والوازن "الأردن جنّة"، رُدود أفعال إيجابية جدًا، فقد صَبَّ في صالح جهات مجتمعية عديدة، أولها المواطنون بكل شرائحهم وطبقاتهم، وفي تشغيل أدلاء السياح، وللحفاظ على النشاط السياحي في المملكة متواصِلًا وبارزًا محليًا ونال اهتمام العواصم الشقيقة والصديقة، وفتَحَ الخدمات السياحية وتلك الأنشطة الُمرافِقة لها، والتي منها الحافلات السياحية على اختلافها، والمطاعم، والفنادق، والمخيمات السياحية والمحميات الطبيعية، والمتنزهات الوطنية، ضمنها على سبيل المِثال لا الحَصر تلك الموجودة في عمّان ومدن ومناطق أخرى منها، وادي رم، وعجلون، وضانا، والموجب، والأزرق، والشومري، ومحمية "المأوى" للحياة البرية، وما شابهها، وغيرها الكثير.
"الأردن جنّة" اشتهر بين المواطنين الأردنيين فُرادى وجماعات وعائلات. فهؤلاء بحثوا في الشبكة العنكبوتية جادين عن موقع وزارة السياحة والآثار، بهدف المشاركة في هذا البرنامج الجاذب، وللتعرّف بصورة أفضل وأشمل على جماليات الأردن ومرافقه. ففي شقٍ إيجابي ولو في إطار "الطقس الكوروني"، اندفع المواطنون في أوقات فراغهم لمُراكَمَة معرفية أعمق بالوطن الجميل. أما خارجيًا، فقد بقي اسم الأردن حضاريًا وثقافيّا وسياحيًا يتردد في الإعلام وبين مواطني العَالم المهتمين بعراقةِ الأرضِ الأردنيةِ عبر التاريخ القديم والحديث والمُعَاصِر، ولهذا كان البرنامج خطوة ذكية فَعَلت فِعْلها في شتّى المَناحي.
شكرًا لمعالي السيد نايف الفايز وزير السياحة والآثار، وللوزارة والعاملين فيها، لتواصل أعمالهم وبرامجهم السياحية المُبدِعة، واهتمامهم بأدلاء السياح للتقليل من مشكلات عدة تواجههم، ولمتابعتهم ترويج السياحة الأردنية على شتى الصُعد، ونتطلع بشغف إلى تطبيقات جديدة، وننتظر "قصم ظهر الوباء الشِرِّير"، واستقرار الأوضاع على كل المستويات.
*كاتبة وإعلامية روسية متخصّصة بالتاريخ الأُردني ورئيسة تحرير «المُلحق الروسي» سابقًا، ودليل سياحي أُردني.