مصنعون: جائحة كورونا تعمق تحديات قطاع مستحضرات التجميل
اكد مصنعون محليون لمستحضرات التجميل بمنطقة ماركا شرق العاصمة، أن جائحة فيروس كورونا عمقت التحديات التي تواجه أعمالهم، ما يتطلب تدخلا رسميا سريعا لمعالجتها وضمان نمو أعمالهم وتنشيط الصادرات.
واشاروا خلال لقاء صحفي نظمته جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية، اليوم الثلاثاء، إلى أن التحديات التي يعاني منها القطاع تتركز في أمور عدة في مقدمتها ارتفاع كلف الطاقة وأجور الشحن وغياب التمويل واجراءات بيروقراطية تتعلق بالموافقات وتعدد جهات الرقابة.
وقال المدير العام لشركة فخر الشام لصناعات مواد التجميل عمر الابراهيم، إن جائحة كورونا اثرت بشكل عميق على عمليات الإنتاج والمبيعات لارتباط القطاع بالعديد من القطاعات الاقتصادية الاخرى التي أغلقت بسبب الحظر الشامل وتوقفت عن العمل.
وبين أن مصنعه الذي تأسس عام 2015 ويشغل حاليا 30 موظفا عوض تراجع الإنتاج والمبيعات خلال الجائحة بالتوجه نحو صناعة المعقمات بعد أن سمحت الجهات الرسمية بذلك.
وأوضح أن غالبية انتاج المصنع تذهب إلى السوق المحلية وجزء منها يذهب كصادرات إلى العراق وفلسطين والسعودية، مؤكدا أن المنتجات الاردنية تضاهي مثيلاتها العالمية وتنافس بالأسواق الخارجية.
كما اشار إلى أن صعوبة الحصول على التمويلات وتعدد الجهات الرقابية وارتفاع كلف التشغيل والرسوم والضرائب والعمالة تعتبر ابرز التحديات التي تواجه صناعات المستحضرات بالمملكة.
واكد الابراهيم (مستثمر عربي) الذي ينتج في مصنعه ما يقارب 30 صنفا، أنه يفضل الاستثمار بالمملكة لتوفير الأمن والاستقرار بالرغم من ارتفاع تكاليف الاستثمار بالأردن مقارنة مع كثير من دول المنطقة.
من جهته، قال صاحب مصنع الأنوار لمستحضرات التجميل فارس العزوني، إن الطاقة تشكل نحو 25 بالمئة من كلف الانتاج، ما يؤثر سلبا على تنافسية القطاع محليا وخارجيا.
وأضاف أن المنتج الاردني يتمتع بجودة عالية تضاهي المنتجات العالمية، ويستطيع المنافسة محليا وخارجيا مع توفر الدعم الحكومي على شكل تخفيض كلف الطاقة والشحن وتوفير نوافذ تمويلية بشروط ميسرة.
وبين العزوني الذي يعمل لديه 20 موظفا، أن الحصول على تمويل أصبح مسألة صعبة ومعقدة، مشددا على أهمية توفير قروض تمويلية للمصانع لتتمكن من الاستمرار في أعمالها نظرا لشح السيولة النقدية في الأسواق وارتفاع اعداد وقيم الشيكات الراجعة.
وأشار إلى أن مصنعه ينتج 44 صنفا يصدر نحو 75 بالمئة من منتجاته إلى الأسواق الخارجية، بيد أن التحديات التي تواجه قطاع مستحضرات التجميل كبيرة في ظل تفشي وباء كورونا والإغلاقات التي فرضتها الدول لمنع تفشي الوباء، ما اضعف الطلب على مستحضرات التجميل.
ولفت إلى حاجة القطاع للعمالة المدربة والمؤهلة، وان غياب العمالة المؤهلة يضعف عمل القطاع، مشيرا إلى وجود تداخل بالتشريعات بين الجهات الرقابية المختلفة.
بدورها، قالت مالكة مصنع جمان للمستحضرات الصيدلانية ومواد التجميل الدكتورة رشا العيد، إن جائحة كورونا أضرت بقطاع مستحضرات التجميل، وإن الإغلاقات التي عمدت إليها مختلف دول العالم وما تبعها من توقف لكافة الفعاليات والمعارض والأنشطة أضعف الطلب على مستحضرات التجميل.
وأشارت إلى أن توقف المعارض الخارجية أثر سلبا على التصدير الخارجي وفرص فتح أسواق خارجية جديدة.
وبينت العيد التي يعمل في مصنعها 25 موظفا، أن المنتج الأردني يتمتع بجودة عالية وبحضور كبير في الأسواق الخارجية، مؤكدة أن دعم الحكومة للقطاعات الصناعية من شأنه فتح أسواق وآفاق جديدة للتصدير.
وأوضحت العيد التي تنتج نحو 400 سلعة أن كلف الشحن ارتفعت جراء الجائحة، مطالبة في الوقت ذاته بتقليص زمن التخليص على البضائع.
الى ذلك، اشار ممثل قطاع الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل في غرفة صناعة الاردن المهندس احمد البس، إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد اثرت على منتجات الاردن من مستحضرات التجميل وبخاصة صناعات "البحر الميت" لتوقف السياحة التي كانت تمثل رافعة للمبيعات.
ولفت إلى تراجع المبيعات وعمليات الانتاج لتوقف عجلة التصدير جراء إغلاق الحدود وتوقف حركة التجارة الخارجية.
وأكد المهندس البس أن مصانع مستحضرات التجميل بالمملكة لديها امكانيات كبيرة لكنها بحاجة إلى البحوث لتطوير منتجاتها بالإضافة إلى تسهيل عمليات الحصول على الموافقات من بعض الجهات الرسمية المتعلقة بعمليات التصدير.
وشدد على ضرورة تشجيع الزراعات العطرية من خلال إنشاء مختبر خاص لتكون مؤهلة في تسويق إنتاجها بالسوق المحلية وخارج المملكة.
كما اكد ضرورة مساعدة الشركات العاملة بقطاع مستحضرات التجميل والتي يصل عددها إلى 50 شركة بعموم المملكة، فيما يتعلق برديات ضريبة المبيعات التي تدفعها مقابل مدخلات الإنتاج، بالإضافة إلى منحها قروضا ميسرة تساعدها على ادامة اعمالها.
واشار البس إلى وجود أسس واضحة للدعم المقدم من الجهات المانحة حتى تنعكس مخرجاته على التصدير للأسواق الخارجية.
ودعا إلى ان يكون هنالك نظرة خاصة لقطاع مستحضرات التجميل لإقناع المستهلك بجودة المنتجات المحلية التي وصلت للعديد من الأسواق العربية والأجنبية.
ولفت إلى الفرص التصديرية المتوفرة بقطاع مستحضرات التجميل وما زالت غير مستغلة والبالغة نحو 40 مليون دولار لأسواق الصين وروسيا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية.
بدوره، اكد رئيس جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية محمد السعودي، أن القطاع الصناعي أثبت قدرته ومكانته في الأسواق المحلية والعالمية، لاسيما في جائحة كورونا، حيث أغلقت الدول حدودها ومنعت تصدير المواد الاساسية من غذاء ودواء.
وبين أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على مختلف القطاعات الصناعية ولكن بنسب متفاوتة، مشيرا إلى أن قطاع مستحضرات التجميل تأثر سلبا بالجائحة جراء توقف الأنشطة والاحتفالات والمناسبات العامة.
وقال السعودي، إن القطاع الصناعي المحلي يحتاج إلى دعم حكومي ليتمكن من النمو وتوفير فرص العمل والمنافسة محليا وخارجيا، مشددا على ضرورة توفير نوافذ تمويلية بشروط ميسرة للقطاع الصناعي، وتذليل العقبات التي تعترض الصانع للحوصل على قروض تمويلية ميسرة.