الدبيسي :" الحقيقة رسالة الصحفي الإنسانية العظيمة"

الانباط - نزار البطاينة
عبد الكريم الدبيسي، مواليد بغداد عام 1959، يقيم بالأردن، درس بكالوريوس الإعلام في جامعة بغداد عام 1983 ، وحصل على الماجستير عام 1999 من جامعة بغداد ، وانهى دراسة الدكتوراه ايضا من جامعة بغداد عام 2006.
اختار مهنة الصحافة لأنها مهنة متميزة تلبي طموحه.
بعد أن تخطى مرحلة الثانوية العامة كان أمام خيارين؛ أما أن يكون استاذ للمرحلة الثانوية لمادة الكيمياء او الفيزياء او ان يدخل تخصص الصحافة؛ فاختار الصحافة وكان من شروط القبول في قسم الاعلام أن تجري مقابلة للمتقدمين مع لجنة كان يرأسها الاستاذ الدكتور سنان سعيد رئيس قسم الإعلام حينها، بعدها حصل على الترتيب الثامن من أصل 88 طالب قبلوا في القسم وبالإضافة الى تحصيله العالي في اللغة العربية بنسبة 87%.
ولما دخل التخصص بدأ طموحه في العمل الصحفي منذ السنة الاولى بدأ الكتابة، ونُشر اول مقال ادبي له في صحيفة القسم (الإعلام) التي كانت تصدر كل اسبوعين وكان مقاله عن الشاعر بدر شاكر السياب بعنوان ( السياب و التجدد الدائم ) حيث نشر في الصفحة الاخيرة من الصحيفة وكان مطلع المقال " كما قيل عن المتنبي مالئ الدنيا و شاغل الناس قيل عن بدر شاكر السياب " بعد ذلك اصبح عضو في هيئة تحرير صحيفة الاعلام الصادرة عن القسم آنذاك.
وبعد انهائه للسنة الثانية في الجامعة بدأ العمل مع صحيفة الجمهورية اليومية التابعة لوزارة الثقافة والاعلام في ذلك الوقت، استمر بالعمل بها اثناء فترة دراسته، فكان يذهب للجامعة صباحا وللصحيفة مساءً .
في بداية حياته العملية أشتغل في قسم التحقيقات بعدها انتقل الى قسم الاخبار المحلية الى حين تخرجه، بعدها دخل معترك العمل الصحفي وعمل مع وزارة الاعلام في قسم الاعلام الخارجي، استمر به لسنوات بعدها رُشح للعمل كمستشار صحفي في اسطنبول بقي فيها 3 سنوات، وبعدها أكمل دراسة الماجستير والدكتوراه.
واضاف انه اختار هذه المهنة لأنها تلامس هموم الناس ومشكلاتهم، ويعتبر الدبيسي ان الصحفي إنسان مرهف الاحساس ينبغي أن يوظف مهاراته في خدمة الناس والمجتمع وبالتالي هي من المهن المهمة في مجتمعاتنا التي تضع على عاتقه مسؤولية متابعة هموم الناس ومشاكلهم وتبنيها والدفاع عنها، فهي مهنة تستلزم ضمير حي للدفاع عن الحق.
وأشار إلى أنالحقيقة رسالة الصحفي الإنسانية العظيمة،لا يستهين بدوره وواجباته تجاه المجتمع، وهذا ما خبره طيلة السنوات الماضية لاسيما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق الذي ألغى وزارة الإعلام حيث عرض عليه العمل رئيسا لقسم الاخبار في احدى الصحف التي أنشئت بدعم من الاحتلال لكنه رفض ذلك العرض.
وعن ذكرياته يقول عملت مراسلا حربيا خلال الحرب العراقية الإيرانية وأجريت الكثير من اللقاءات مع المقاتلين العراقيين من ضباط وجنود وكانت تلك اللقاءات تشكل حافزا لصمودهم خاصةً عندما تنشر قصصهم البطولية وصورهم في الصحيفة.
اما بعد الاحتلال فقد أصيب الكثير من الصحفيين العراقيين بالإحباط بعد الغاء وزارة الاعلام وإغلاق الصحف ووسائل الاعلام السابقة من قِبل المحتل وانشاء وسائل اعلام بديلة بدعم مباشر من الاحتلال.
ومنذ عام 2003 والعراق يعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية واعلامية، وفي تلك الفترة لم يكن للدبيسي أي نشاط صحفي لان اي شخص كان يكتب ضد الاحتلال يتهم بالإرهاب، بعدها اتجه الدبيسي للجانب الاكاديمي واصبح استاذا جامعيا يدرس طلبته الخبرة التي اكتسبها من عمله في ميدان الصحافة كما يعلم طلبته المعايير المهنية والأخلاقية في العمل الصحفي وان يراعوا الدقة والمصداقية والموضوعية والحياد و التوازن .