أكاديميون ومتخصصون يناقشون تحديات التنمية المستدامة عربياً

ناقش أكاديميون ومتخصصون عرب تحديات التنمية المستدامة في العالم العربي، وذلك خلال ندوة حوارية عقدها منتدى الفكر العربي عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان: "العرب وتحديات التنمية المستدامة".
ووفقا لبيان صحفي صادر عن المنتدى اليوم الأحد، فإن الندوة التي أدراها أمين عام المنتدى الدكتور محمد أبو حمور، شارك فيها، كل من عضو مجلس الشورى اليمني وأستاذ الاقتصاد في جامعـة صنعاء الدكتور مطهر السعيدي، والأكاديمي الدكتور كمال الصاوي من مصـر، وأستاذ تنمية الأعمال الدولية في الجامعات الأمريكية من العراق الدكتور نبيل العذاري.
وتحدث أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعات الأمريكية وعضو المنتدى الدكتور محمد عبدالعزيز ربيع، الذي حاضر في الندوة، حول مفهوم التنمية المستدامة ومراحل تطوره عبر فترات تاريخية متتابعة، بدءاً بمفهوم "النمو الاقتصادي" الذي عبّر عن التنمية، والعائد إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
واشار إلى أنه في سبعينات القرن الماضي ظهر مفهوم "التنمية المستدامة" بسبب استنزاف معدلات النمو الاقتصادي للموارد الطبيعية بسرعةٍ هدّدت المستوى المعيشي للأجيال القادمة، فاتسع مفهوم التنمية حتى يشمل الأبعاد الاقتصادية والثقافية والمجتمعية والبيئية كافة، بهدف الحفاظ على التوزان ما بين الموارد الطبيعية والسكان والثقافة وتكنولوجيا الإنتاج.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الوطن العربي في طريقه نحو التنمية المستدامة هو تحقيق التحولات الثقافية والاجتماعية العميقة في الفكر والسلوك والعمل والمواقف؛ إذ لا يمكن أن تتحقق النهضة الاقتصادية دون نهضة ثقافية ومجتمعية.
من جهتهم، أكد المتداخلون أهمية إيجاد رؤية عربية مشتركة نابعة من رصد وتحليل مشكلات البُنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية العربية، وربطها بالاستراتيجيات التنموية، وذلك بهدف معالجة الاختلالات التاريخية المتراكمة، تحقيقاً لتنمية مستدامة عبر خطط واقعية شاملة وطويلة الأجل.
كما أكدوا عدم تأجيل مواجهة أي من عوائق التنمية المستدامة وتحدياتها للأجيال القادمة. وركّز عدد من المتداخلين على أهمية إيجاد سُلطة عالمية تقوم بوضع خطط استدامة متناسقة ما بين الأقاليم المختلفة، من خلال توزيع مسؤولية العمليات الإنتاجية بشكل عادل عليها، ومراقبة سير وتنفيذ هذه الخطط، إضافة إلى دورها في الحفاظ على الموارد الطبيعية بعيداً عن استنزافها وضياعها.