الروائية بديعة النعيمي ٠٠٠ الكتابة ساعدت المرأة في التعبير عن ذاتها

الروائية بديعة النعيمي ٠٠٠ الكتابة ساعدت المرأة في التعبير عن ذاتها
لا ارى هناك فروق بيولوجية بين الرجل والمرأة في فعل الكتابة
الرواية إفراز إجتماعي وثقافي

 

حاورها سليم النجار

 


وهي بمهارة المبدعة ؛ تصهرُ الحلم بالواقع ؛ من خلال لغة فاتنة تحدّث كل قوانين عنف اللغة ؛ وأسست للغة " ميتا لغة " وما بعد الكلمة ٠٠٠ لغة تتشكل ؛ وتثير وتوحي وتستفز وتفضح من تلقاء نفسها !
و( فراشات شرانقها الموت ) روايتها الأولى التي صدرت عام ٢٠١٨ ؛ بديعة النعيمي كتبتها بتقنية الرسم ؛ ورايتها الثانية ( مزاد علني ) التي صدرت عام ٢٠١٩ ؛ انحازت لسحر الصورة وظلال الكلمة ؛ ورايتها الأخير التي صدرت هذا العام ( عندما تزهر البنادق ) ؛ هي رواية المرء الذي يصنع حُلما في اليقظة !
بديعة النعيمي تتحدث عن تجربتها الروائية التي إستنسختها من رؤى وحلم يداعب قلمها :

 


إذا كانت الكتابة فعل من أفعال التحرر فهل تعتبرين كتابة المرأة تحرر مضاعف؟

الجواب : من المؤكد بأن الكتابة ساعدت المرأة في التعبير عن ذاتها عندما حررتها من تلك الزجاجة ذات العنق الضيق التي طالما نادت بأن ثقافة المرأة يجب أن تقتصر فقط على البيت والإنجاب وأن الرجل هو الذي يمتلك العقل ليبدع.بالنسبة للكتابة في عصرنا الحالي فقد عملت على تفجير ما تخفيه المراة بداخلها من معاناة بل وأثبتت بأنها قادرة على ابتكار ما يعجز عنه الرجل.

السؤال الثاني

كيف تعلقين على مقولة " الكتابة الروائية ليست فعلا محايدا" ؟

الجواب : إن ما يتحتم على الروائي خلال كتابة عمله الروائي هو صنع أبطاله ثم الاحتكاك بهم وأخيرا مراقبتهم من بعيد وأن يقتصر دوره على الإشراف عليهم دون أن يملي عليهم تصرفاتهم وأفكارهم بالإضافة إلى أنه لا يجب أن يتحكم بهم كأنهم دمى يحركها تلك الحركات التي تستهويه.

السؤال الثالث

معظم ما عرفته الآداب الرفيعة من روايات وقصائد وسير حول الحب والمحبين يحتقر الجسد ويتجاهل ذكاءه ويترجم جماله الحي إلى استعارات وتجريدات من المشاعر والعواطف ما رأيك بهذا القول؟

الجواب : أرى بأن على الكاتب سواء كان روائيا , شاعرا أو قاصا أن يستخدم الجسد فقط بما يخدم العمل الفني دون أن يتجاوز الحدود, فلو نظرنا مثلا إلى بعض ما كتب عن المرأة وتحديدا في بعض الأعمال الروائية فإننا سنلاحظ بأن الكاتب قام فيها بالتركيز على جسد المرأة في جانبه الشبقي باعتباره موضع الفتنة وكأنه هو الأصل في المرأة لأنه في نظره ما يمنح اللذة والإمتاع بالتالي جعلوا عنوان المراة وقيمتها المرجعية الأولى في جمال الجسد فأغفلوا بذلك أن للمرأة عقلا.

السؤال الرابع

هناك ممن يعتقدون أن الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة تنتج بالضرورة فروقا في الإبداع الروائي هل هذا الراي صحيح؟

الجواب : شخصيا أرى بأنه لا يوجد علاقة للفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة في الإبداع. في الماضي كانوا يظنون بأن المرأة إذا كتبت فإنها لن تبدع بسبب تركيبتها البيولوجية فهي من وجهة نظرهم ضعيفة وإن كتبت فإنها فقط ستكتب لأنها تتألم أو تشكو أو أنها تفرغ مشاعر الكبت والضياع بمعنى آخر ان لغتها التي تكتب بها هي لغة المشاعر وأنها تفتقد القدرة على التحليل المنطقي وهذا سيجعل ما تكتب سطحي ولا يتسم بالعمق. البعض الآخر قد يرى بأن لغة المرأة محاصرة وإن كتبت فالكتابة ستكسر عذرية هذه اللغة لأن المرأة يجب أن تلتزم بحدود لا يمكن لها أن تتجاوزها لكنني أرى بأن المرأة أثبتت العكس عندما انطلقت لتكتب في جميع المواضيع التي لا تقل أهمية عما يكتبه الرجل.

السؤال الخامس

بما ان الرواية إفراز اجتماعي وثقافي كغيرها من حالات التعبير الأخرى لدى الجماعات والأفراد فهل كانت روايتك مزاد علني تعبر عن هذه الرؤى؟

الجواب : بالتأكيد. وأرى بأن مزاد علني جاءت لتسلط الضوء على معاناة طبقة تقبع تحت خط الفقر , طبقة مسحوقة ومهمشة أغفلتها للأسف الجهات المسؤولة.

 

السؤال السادس

حدثينا كيف بدأت فكرة كتابة الرواية؟

الجواب : عندما تلتفت فتجد من ينبش القمامة باحثا لا عن رغيف خبز بل عن فتات ملوثة في مشاهد متكررة تستفز الإنسانية هنا من المؤكد إن كنت كاتبا فلا بد بأن تكتب.

السؤال السابع

هل في الرواية المعاصرة موقف فكري؟

الجواب : أظن بأن عبارة موقف فكري هي المرادفة لعبارة مسؤولية الأديب نحو مجتمعه عن طريق حمل رسالة للمجتمع أو تغيير مفهوم معين. بالتالي لا بد من تواجد الموقف الفكري في الرواية المعاصرة.