خليل النظامي :الاعلام الاردني بين الفلسفة والفزلكه
من المعروف ان الغرض من منظومة الصحافة والاعلام تحقيق اكبر قدر ممكن من اهداف التنمية الشاملة في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وغيرها، وأن اي خلل في هذه المنظومة سوف يكون تأثيرة على المجتمع والدولة اكبر وأخطر من تأثيره في حال لم يتم العمل على تحقيقة.
ومن المعروف ايضا ان هذه المنظومة في أصلها المستمد من علم الاتصال انها تخضع لـ معايير واسس علمية ومهنية، ومبنية على فلسفة ونظريات علمية وعملية امضى علماء الاتصال سنوات وسنوات في صياغتها ووضعها لنا على طبق من ذهب وتقديمها عبر المناهج والمؤلفات من جهة، وامضى اساتذة الجامعات سنوات وسنوات في البحث في هذه النظريات والاسس ليتمكنوا من ايصالها لنا بطريقة تعمل على تأسيسنا بالشكل المهنجي والمهني والعلمي الصحيح من جهة اخرى.
ومن المعروف ايضا أن النظم السياسية والحكومات باختلاف تياراتها الفكرية والحزبية، من اهم اولوياتها السعي باتجاه تطوير منظومة الصحافة والاعلام بكل الادوات المادية والمعنوية سواء الاعلام التابع لها او الاعلام الخاص، ذلك لأنه يلعب عدة ادوار دفاعية وهجومية وارشادية وتوعوية ويبني الصور النمطية في اذهان الجماهير، وصولا الى تحقيق التنمية المنشودة والرقي والرفعة لتلك الانظمة وتلك الحكومات، ومواجهة اية اخطار والدفاع عنها وشن الهجمات على كل من يتربص بها.
ومن المعروف ايضا ان المنظومة الصحفية والاعلامية تخضع لـ عدد من التشريعات القانونية والاخلاقية والادبية، وتنتعش في ظل مناخ سياسي يمنحها حرية السير بكافة الاتجاهات، ويرتفع شأنها كلما ارتفع معدل ثقافة وعلم ومهنية الموارد البشرية التي تعمل بها من صحفيين واعلاميين، وتنتكس في المناخات التي تحد من مساحة الحرية فيها، ويصيبها سرطان قاتل في حال كانت الموارد البشرية التي تعمل بها لا تنتمي للعلم الصحفي والاعلامي ونظرياته وفلسفته، وتصبح مطية لكل من هب ودب في حال لم تكن مظلتها القانونية والرسمية بالقوة المطلوبة لتطويرها والحفاظ عليها وعلى العاملين بها.
ومن المعروف ايضا ان الوسائل والمؤسسات الصحفية والاعلامية تعمل وفق سياسات تحرير خاصة سواء كانت للحكومة او للقطاع الخاص او حزبية، ومن المفروض ان تكون هذه السياسات منسجمة مع التوجة العام للدولة والنظام السياسي التي تعيش فيه كنفه، وتعمل ضمن الاطر القانونية والادبية والاخلاقية في ظل مناخ من الحرية المسؤولة يحقق التنمية العادلة للدولة وللجماهير معا، من خلال مخرجات ومحتويات ومضامين لها قيمة ووزن امام المشاهد والقارىء والمستمع، ليتحقق الهدف الرئيس من علم الاتصال المتمثل بـ"التأثير" في السلوك والتوجه والفكر بالاتجاة الصحيح.
ونهاية،،
من المعروف ان ليس لدينا شيء مما ذكر اعلاه في منظومتنا الصحفية والاعلامية، واقولها وأنا اتألم على ما آلت إليه حاضنتي الاصل، وميدان مهنيتي الذي اصبح عنوانه الاعلان والدعاية لا الصحافة والاعلام، وحزين جدا على المجهود الذي بذله اساتذتي في الجامعة طيلة السنوات الخالية والذي راح ادراج الرياح، وغاضب جدا من الفيروسات الدخيله التي تغلغلت في احشاء ومفاصل منظومتي وأثرت في سلوكيها وتوجهها وحدت من حريتها واحبطت اهدافها النزيهه والسامية، وقادت الجماهير بتنوع طبقاتها الفكرية الى بحور الجهل والطاقة السلبية السوداء.