شومان تحتفي بإشهار رواية أجراس القبار لمجدي دعيبس

احتفت مكتبة عبد الحميد شومان العامة، مساء الأربعاء، بإشهار وتوقيع رواية "أجراس القَبَّار"، للكاتب مجدي دعيبس، عبر تطبيق (زووم) وصفحة مؤسسة عبدالحميد شومان على (فيسبوك).
وفي الاحتفائية، التي أدارها وشارك فيها الناقد الدكتور محمد عبيدالله، قدم دعيبس شهادة إبداعية أشار فيها إلى أنه كتب هذه الرواية قبل 15 عاما، وكانت أول عمل سرديٍّ له.
وبين أن الرواية خضعت لعمليات جراحية كبرى حذفًا وإضافة، سواء في الشكل أو البنية أو الثيمة، حتى استقرّت على شكلها ومحتواها النهائيين.
ولفت إلى أن الرواية تضمّنت إشارات عديدة من خلال الحوار والسرد التلقائي إلى مواقع في ذاكرة المكان ما زالت تنبض بالماضي والحاضر والمستقبل مثل: البحيرة المالحة، ينابيع المياه الساخنة، واللجّون، وبركة زيزياء ورأس العين ومدينة فيلادلفيا بتفاصيلها الرومانية من الشوارع والساحات والحمّام والمدرج والمعبد، وأخرى إلى كابيتولياس وهي بلدة "بيت راس" في إربد. وأشار إلى أن عتبة الغلاف التي تسبق باقي العتبات في تقديم العمل تنقلنا من خلال اللوحة التي تتمدّد على كامل الغلاف إلى العصر الروماني، فتقدم زمان ومكان الرواية بصريًّا، ويظهر في اللوحة جبل القلعة ومعبد هرقل في مدينة عمّان التاريخيّة.
من جهته، قدم الدكتور عبيدالله قراءة نقدية للرواية تحدث فيها؛ عن تجربة الكاتب دعيبس في مجال الرواية التاريخية، مشيرا إلى أن الروائي دعيبس فازت روايته الأولى "الوزر المالح" بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2019، وأنه قدم 5 أعمال منشورة خلال السنوات الأخيرة، 3 روايات، ومجموعة قصصية، ومسرحية. وقال إن الرواية التاريخية في الشرق والغرب تقترن بصعود القوميات والهويات، ذلك أن الاهتمام بالتاريخ غالبًا ما يرتبط بهذه المسائل، ويُستعمل أو يُوظّف في إطار تثبيتِ الهوية أو تأكيدِها، وإبرازِ البطولات القومية التي يُمكن أن تُستمدّ من المنابع والشخصيات التاريخية ومن أبطال يُستعارون من التاريخ لتغذية الحاضر ببعض ما يُسانده على القوة والثبات والاعتداد بالرموز والتأسّي بأدوارهم وبطولاتهم. ومن أبرز فضائل الرواية التاريخية، بحسب الدكتور عبيدالله، أنها حين تتناول التاريخ فإنّها غالبًا ما تقوم بترهينه، أي أنه يصبح جزءًا من وعي الحاضر ومكوّنًا من مكوّناته، إما لغايات التأسّي والاعتبار، وإما للمراجعة ولتجنّب الوقوع في أخطاءٍ سبق أن وقعت، وتعد هذه واحدة من أهم الرسائل التي تنطوي عليها الرواية التاريخية، ولذلك فهي لا تتناول وقائع ميتة، وإنما وقائع حيّة في دلالتها، لتؤدّي الرسائل التي يومئ إليها مؤلّف الرواية التاريخية.
وبين أن "أجراس القبّار" بنيت من خلال الرجوع إلى حقبة تاريخية قديمة هي حقبة الدولة الرومانية، واختارت زمنًا محدّدًا من عمر تلك الحقبة (بداية القرن الرابع الميلادي)، واختارت وقائع وأحداثًا تتّصل بمنطقتنا استحضرت فيها مواقع جغرافية ومنها (عمان/فيلادلفيا الرومانية) وحاميتي (زيزيوم/زيزياء اليوم قرب عمّان) واللجون قرب الكرك.
ولفت إلى أنها استندت إلى مراجع تاريخية صريحة أثبت المؤلف أهمها في قائمة مُلحقة بروايته، وهو ملمح ضروري في حالة الرواية التاريخية.
وبحسب الدكتور عبيدالله، بنى المؤلّف روايته وفق مقتضيات السرد المحافظ أو المنظّم، لافتا إلى أنها اهتمت بترسيخ مبدأ التضحية والشهادة، وإبراز صورة المكان ومعالمه العمرانية والبشرية، فضلًا عما جرى على ألسنة بعض الشخصيات من توصيفات ومقولات تتصل بهوية المكان (فيلادلفيا/عمان) مما يمكن أن يكون إسقاطًا قصديًّا يلتقي فيه الحاضر بالماضي