"صور قديمة تحكي الأردن"٠٠ صفحة تحاكي التاريخ الأردني للوصول للعالمية


الأنباط -عمان- نهروند الربابعة

إن تاريخ الأمم يعبر عن حاضرها؛ فالتاريخ منجم زاخر بالحكمة التي قد تجد فيها المفاتيح الذهبية لمشاكل حاضرنا هو ذاكرة الامم أو معمل كبير لتجارب البشرية يحفل بمعادلات النجاح لمن يحسن صياغتها؛ والأمة التي تحفظ تاريخها تحتفظ بذاتها٠٠٠ من هذا المبدأ تعمل مجموعة "صور قديمة تحكي الأردن "؛ على توثيق التاريخ الأردني من التراث والمحكي تاريخنا الحديث، والتاريخ والإرث الملكي؛ شخصياتنا التاريخية والموروث الشعبي وتاريخ مدننا وقرانا؛ أثارنا وإرثنا .

حب الوطن هو الدافع الأكبر لمؤسسي ومشرفي المجموعة لتوثيق التاريخ ومشاركته مع الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتحديد " الفيسبوك " ليذكرهم بملامحهم التاريخية وقدواتهم عبر التاريخ وليعودوا عبر الزمان ليعايشوا الحقب الزمنية التي مرت على الأردن بممالكها وملوكها وشعوبها وأماكنها وأثارها بالسرد الممتع الموثق بالصور والقصاصات التاريخية والحكايات المروية الموثقة .

غسان البيطار أحد مشرفي المجموعة يقول بأن مجموعة "صور قديمة تحكي الأردن" هي مجموعة توثيقية لتاريخ الأردن المصور و تعنى بالبحث وإظهار و الحفاظ على كل ما يتعلق بتاريخ الأردن القديم والحديث من خلال صور ومقاطع تتناول فيه آثار الأردن والتاريخ و الإرث الملكي و أحداث وقرى و بادية ومدن ومباني وقامات اردنية كان لها دور في نهضة الأردن وتاريخ الجيش العربي ويضيف في حديث ل "الأنباط" ان الفضل في تأسيس الصفحة يعود الى زميلنا المتميز ارشيد الجرايدة عام 2016 و الذي له باع طويل في هذا المجال منذ 10 سنوات مضت.


وأضاف إننا نحاول قدر الإمكان تبسيط المادة التاريخية لضمان وصولها للمتابع بطريقة شيقة وسلسة؛ مشيرا إلى أن المجموعة تتميز بضمها لمختلف أطياف الشعب الأردني ومن كافة المحافظات ممن يحبون و يعتزون بتاريخ الأردن الجميل؛ كما تتيح المجموعة للأعضاء الاسهام في نشر صور ومقاطع و تدعم الحوار البناء بين الأعضاء.
وعن المصادر والمراجع التي يعتمدوها لتوثيق تاريخ الأردن؛ قال البيطار أن مصادرنا ومراجعنا متنوعة نستقصيها من ارشيفات المستشرقين الموجودة في الجامعات الغربية و مكتبة الكونغرس الأمريكي وأرشيف الحرب البريطاني و مواقع عدة تعنى بالصور القديمة؛ لافتا إلى أن أعضاء المجموعة يشاركون بصور ومقاطع من البوماتهم القديمة الخاصة.

كما تحدث عن البيطار عن الصعوبات التي تواجههم في عملية التوثيق بدء من المغالطات في المحتويات التي نحصل عليها سواء من المصادر المحلية والأجنبية حيث نقوم بتصحيحها و نشرها بعد دراسة و تمحيص مستفيضة؛ وبعض الصور لم يتم توثيقها من قبل او ذكرها والتي نستعين بكبار السن من اعضاء المجموعة ممن عاصروا تلك الحقبة او سمعوا عنها ممن كان يكبرهم وأيضا عدم وضوح الصور؛ لذلك نلجأ لبرامج تحسين جودة الصور قبل نشرها.

وأكد بأن الصفحة أصبحت مرجع و مجال اهتمام لبعض الباحثين والطلاب الذين يحتاجون صورا لإتمام ابحاثهم و اطروحاتهم؛ حيث وصلنا الكثير من الطلبات وسمحنا لهم بأخذ ما يحتاجون؛ مشيرا إلى أن للصفحة أعضاء كبار السن ناشطين ممن عاصروا عمان القديمة والذين لا يتوانون عن تقديم المساعدة لنا و تنقيح بعض المحتويات ومنهم الباحث محمد الشابسوغ وعمران خمش والمهندس محمد البيطار والأستاذ سامي العبسي والدكتور عصام الغزاوي .
ويبلغ عدد القائمين على المجموعة حسب البيطار؛ 15 شاب وشابة من مختلف مناطق المملكة ومن مختلف الخلفيات العلمية و العملية من داخل الوطن وخارجه يجمعهم حب الوطن وتاريخ الأردن الطيب؛ منوها بأنهم شكلوا مجموعة خاصة للنقاش و اتخاذ القرارات و مراجعة المنشورات؛ مؤكدا على أن الفريق يعمل بتناغم رائع وبروح الفريق الواحد .

وأضاف؛ أن كل من المشرفين له مزاياه الخاصة؛ فمنهم على دراية واسعة بالأنساب و علوم العشائر الأردنية؛ و منهم من له دراية واسعة في تاريخ الجيش والشرطة؛ كما أن هنالك من هو اكاديمي يثري منشوراتنا بصبغة اكاديمية بالإضافة إلى من لديهم دراية عميقة في المناطق والتضاريس و البيوت القديمة؛ ومنهم من لديه من الصبر والقراءة لأيام للوصول للمعلومات وهذا يشكل فريق عمل متكامل .
وتطالب المجموعة ابدعم من مؤسسات ومكتبات الدولة للوصول لأرشيفاتهم الخاصة من صور و مخطوطات ووثائق لنشرها؛ وأيضا السماح لهم باعتلاء بعض المباني و التصوير من اجل إتمام منشورات بين الحاضر والماضي، وعن خططهم المستقبلية؛ تحدث البيطار قائلا؛ بأن هدفنا الوصول الى خارج حدود الوطن لنصبح مجموعة تنشر تاريخ الأردن الى البلاد العربية و الأجنبية.

يذكر بأن صفحة " صور قديمة تحكي الأردن " متواجدة على "الفيسبوك " منذ عام ٢٠١٦ ولديها ٧١ ألف مشترك وتملك تفاعلا كبيرا يقدر ب ٢٥٠ ألف تفاعل شهريا