مطعم الحلبي حارس الذاكرة الاجتماعية بالكرك

بالقرب من القلعة التاريخية ومجمع الدوائر الحكومية القديم يقع مطعم الحلبي الشعبي بمدينة الكرك، والذي أنشئ عام 1935، وبقي كحارس للذاكرة الاجتماعية لأبناء واسر المدينة وزوارها.
والمطعم عبارة عن بناء متواضع صغير تتوسطه طاولات وكراسي خشبية لونها أخضر، في بناء قديم يعلوه الاقواس الحجرية والطين، وما زال محتفظا بالهاتف والمذياع القديمين وتجتمع تحت سقفه ذكريات الماضي والحاضر وآمال المستقبل وسط رائحة الاطباق الشعبية.
وقال صاحب المطعم عادل الحلبي الذي ورثه عن والده وعمل معه منذ كان طفلا ،إن المطعم كان يشكل نقطة التقاء للعائلات الكركية وزوار المدينة في وقت لم يكن هناك مطاعم الا هو ومطعم آخر صغير يقع بالجوار منه.
وأشار إلى أن موقع المطعم القرب من القلعة ومجمع الدوائر الحكومية القديم ،إضافة إلى الاطباق الشعبية اللذيذة التي يقدمها، جعله نقطة تجمع والتقاء للشخصيات الرسمية وشيوخ ووجهاء العشائر. ولفت إلى أنه حريص على أن لا يجري اي تغيير على ديكور المطعم، والاكلات المتوارثة والتي يساعده في اعدادها ابنه المهندس سامي ترسيخا لتقاليد جده الذي أسس المطعم بالحفاظ على عراقة واصالة المكان.
بدوره، قال المهندس طارق الضلاعين احد مرتادي المطعم ان للماضي نكهة وارتباطا بالطيبين، ويشعل الحنين الى الناس والأماكن، مضيفا قبل 50 عاما، كنت برفقة والدي، في سوق الكرك القديم، وجاء بي الى هذا المكان لتناول الافطار في مطعم الحلبي وكان عبارة عن طبق حمص وفلافل، ولا زالت نكهته ملازمة لي حتى الان .
واستطرد:اليوم بعد خمسين سنة، احببت العودة الى المكان والمطعم ، لتناول طبق الحمص والفتة، لاستشعار نفس الطعم والمذاق بالقرب من بوابات القلعة وذكرياتها التاريخية والحضارية.
من جانبها تقول الناشطة عائدة المعايطة بأجواء هادئة تلتقي عصبة شقيقات على مائده اقدم مطعم في مدينه الكرك مطعم صغير وقلب كبير مطعم تاريخي ذو إرث قديم ارتاده أجدادنا واباؤنا من قبل ولهم فيه قصص وحكايات جميلة وطريفة لطالما اسعدتنا عندما سمعناها منهم ولنا به نحن ايضا ذكريات جميلة ومحببة.
وتابعت: كنا نرتاده صغارا لشراء الفول والحمص والفلافل،و كان يشكل نقطه التقاء للكبار والصغار في المدينة مكان تشعر فيه بالدفء.
وتضيف، سيبقى مطعم الحلبي راسخا في ذاكرتنا وذاكره احفادنا لإرثه التاريخي في بناء علاقات انسانية في مجتمع صغير يتميز بدفء الاستقبال وترحيب مصاحب لابتسامات ترحب بالزبائن مع أسئلة متلاحقة عن الحال والاحوال.
--(بترا)