"سينوفارم" في دولة فلسطين
يلينا نيدوغينا
بنشرِ هذه المقالة، سيكون الشعب الفلسطيني قد تلقى كمية أولى من اللقاح الصيني الذي طال انتظاره، وشرعت وزارة الصحة في دولة فلسطين بحقن المواطنين به وصولاً إلى درجة عالية من المناعة في الوطن المحتل، وإنقاذ شعبنا الجريح من مضاعفات الفيروس. وبالرغم من صِغر هذا الشعب الفلسطيني، إلا أنه يواصل الوقوف بصلابة منذ أكثر من قرن في وجه الإمبريالية الصهيونية الاستيطانية، مدافِعاً عن الأرض لأجل مستقبل سيادي، وتعزيزاً لجبهة النضال لِكنس الصهيونية وأزلامها عن فلسطين الكنعانية، كبداية لتعقيم العالم من فيروسها المُعدي.
منذ أيام تَعم الفرحة أوساط الشعب الفلسطيني الذي يتلقى (سينوفارم). هذا اللقاح الصيني َيعني بالنسبة إليهم "المستقبل" وديمومة حيوات الفلسطينيين وأبنائهم وأحفادهم من بعدهم، وضمانة أرواحهم وانتصاراتهم، وإسناد الدولة وتعزيز مكانتها إرتكازاً لجبروت العملاق الصيني وحلفائنا الدوليين، برغم أن دولة فلسطين ما زالت تقع تحت الإحتلال ومرور سنوات طويلة على إقرار استقلالها دولياً في اتفاقيات يَضمنها القانون الدولي والدول المشاركة في الحل النهائي للقضية الفلسطينية. بوصول (سينوفارم) إلى فلسطين نقرأ الكثير من الأخبار عن فرحة الأوساط الفلسطينية بالزعيم شي جين بينغ، الذي يُوفر هذا اللقاح لدولة فلسطين الصديقة للصين.
اللقاح الصيني نظيف من الكيماويات، ولا تتولّد مضاعفات جراء الحقن به، لهذا يَنتظر الفلسطينيون، كغيرهم من أصدقاء الصين في العالم، ضمان إنقاذ الشعب برمته من هجوم كوفيد-19 بإرادة صينية فعّالة، ذلك أنه لم تُسجل أية مضاعفات من أي شكل ولون خلال حملة تطعيم مليار ونصف المليار صيني من شرق الدولة الصينية إلى غربها.
إلى ذلك، وفي رسالة مفتوحة، ناشدت عدة منظمات حقوقية إسرائيلية مؤخراً حكومة الاستعمار الصهيوني بتأمين اللقاحات للفلسطينيين. من جانبها، وفي مواجهة مماطلة تل أبيب وتراجعها عن توفير اللقاحات للشعب الفلسطيني، دعت منظمة العفو الدولية (إسرائيل) إلى توفير اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مُشيرة إلى أن القانون الدولي يلزمها بذلك. وقالت المنظمة إن على (إسرائيل) "التوقف عن تجاهل التزاماتها الدولية كقوة محتَلة وأن تتصرف على الفور لضمان توفير لقاحات كوفيد/19 بشكل متساوٍ وعادل للفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلالها".
تاريخ شعب فلسطين كان وما زال وسيبقى حافلاً بالتحالف مع الصين، وسيستمر بالوقوف إلى جانب الصين، داعماً لها ومؤيداً في كل مجال وقضية. ونستذكر دوماً تصريحات الرئيس والأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الذي أكد، "إن قضية فلسطين تظل دائماً القضية الجوهرية في منطقة الشرق الأوسط، وأن الصين تدعم "حل الدولتين"، باعتباره الإتجاه الصحيح"، ومؤكداً فخامته "أن الصين وفلسطين شقيقتان وصديقتان وشريكتان جيدتان، وتثقان في بعضهما البعض وتدعمان بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية وشواغلهما الكبرى"، وكشف (شي) أيضاً، "عن إنه منذ بدء تفشي مرض كورونا، قدّمت الصين دفعات متعددة من الإمدادات وأرسلت خبراء طبيين إلى فلسطين، ونظّمت مؤتمرات عبر تقنية الفيديو بين الخبراء الطبيين الصينيين ونظرائهم الفلسطينيين، وشحنت مساعدات لمكافحة المرض للاجئين الفلسطينيين". كما نُشرت في الصين مؤخراً تصريحات فخامته الذي أكد للمرة الألف، أن الجانب الصيني سيواصل مشاركة خبراته مع فلسطين دون تحفظ، وسيفعل ما بوسعه في توفير الدعم المادي والفني، مضيفاً أن بلاده ستستمر، وفقاً لحاجات فلسطين، في تنفيذ المشروعات التي تؤدي إلى دفع اقتصاد فلسطين وتحسين معيشة الشعب لتحقيق منافع أكثر وأفضل للشعب الفلسطيني.. وأن بكين مستعدة للعمل مع فلسطين والدول الأخرى لتعزيز التعاون، ودعم التعددية، والعمل المشترك على تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية."
مليون شكر للرئيس (شي) لتضامنه مع شعب فلسطين المُعذّب، ولمؤازرته النهضة العربية والقضية الفلسطينية العادلة، ولشدّه أزر عالمنا العربي بيوميات المشاريع الصينية المتلاحقة والحدب الصيني الأخوي.