الوطن
ركان الكايد
أينما اسمك يا وطن صدح
تنفرج أسارير الروح
نشوة البدايات من كل شيء
لقاؤنا الأول
حبنا الأول
ارتعاش الجسد
نسيم من الزهر فاح
يساقط الرطب حنينا من أغصانك ويطيح
يا وطني أهل الهوى فيك جيوش
وفي الروايات
يكتبون عن البطل
يمتطي الحصان
ويشهر سيفه، في وجه الشر يلوح
وبطلنا، قائدنا ليس له شبيه
لأنك درب الوصول إلى السماء
يا وطني بابك للقِرى مفتوح
تجودُ وتُغيث
من لاقته في الصحراء ريح
من تاه في البرد الذي يلف عتمة الليل
على بساطك ينام الضيف ويستريح
في كانون تتجمد الناس في البلدان
ولكنك فينا جذوة لا تنطفئ
تدب الحياة
من دفئك يورق الأمل
وكما تشعر الأرض بجريان المطر عندما تهطل السماء
وتَخضر وتُعشب الفيافي والسهول
أشعر بجريان عروبتي وأردنيتي في عروق الجسد
فتلك لذة الأرض
وهذه لذتي بين البشر على الأرض
من غير همز أو غمز أو تلميح
وطني وطني
أصرخ وأصيح
وإن دونتُ حبّك بلسان فصيح
وإن جدتُ بالمعاني والصور
واستقر على الورق كلاما مليح
سأظل الطفل الذي لم ينسَ اليد التي ألقمته
والنبع الذي من عذبِ مائه ارتشفت
ومن ينكر فضلك يا وطن
يبدو أن الدم الذي يُضخُ إلى الدماغ شحيح
فلا هو مدرك ولا عقله صحيح
يا وطني الأحلام والأمنيات
أسراب أسراب فوق سمائك تطوف
تنظر إلى الغد الآتي
ونمد الأيادي إلى الإله بالدعاء والتسبيح
بأن يحفظك يا وطن من كل داءٍ قبيح