جومانا جمال تكتب:عام ملتحف بالسواد
عام ملتحف بالسواد
شهد هذا العام الكثير من الصعاب التي مرت على الاردنيين، لم يكن عاما عاديا ، تبدلت فيه الاحوال من سيء الى أسوأ وانقلبت المعايير ، قضايا تم اغلاقها وطيها في صفحات النسيان ، وأخرى استحدثت من بين الظروف لتزيد من متاعب المواطن .
لم يكن عاما سهلا على الأردنيين، كان حافلا بالأحداث منذ بدايته ويبدو انها ستستمر في الظهور حتى اخر ساعة منه.
ومن القضايا التي شغلت الشارع الاردني تدفق غاز العدو الى الأراضي الأردنية والاحتجاجات التي رافقت هذا الأمر والتي هدأت بعد ظهور اعراض الفيروس وكأنه إبرة مخدر لتجنب الحديث عن الاتفاقية التي مر عليها عام.
التحف الاردنيون الخوف والرعب بداية شهر اذار عندما اعلنت الحكومة المنصرفة نيتها عن إغلاق شامل للبلاد وتوقيف الحال فاصبح المتنفس الوحيد للمواطن الشرفة او سطح المنزل، لتعود العائلات للاجتماع بجلسة طال الاشتياق لها، جلسة كان يشوبها الخوف من كائن لا يرى بالعين المجردة قلب الحال وخطف القريب قبل البعيد.
أعياد مرت بلا بسمة أو بهجة غابت معها روائح القهوة وأصوات الزائرين والمكبرين، عام غابت فيه مظاهر البهجة من الزيارات والرحلات والاستمتاع بالربيع والورود والأعشاب الخضراء.
عام ممتلئ بالدماء في أرض لم تعرف معنى الجريمة لاب يقتل ابنته ويشرب كأسا من الشاي بجوار جثتها وابن يقتل والدته، ومجموعة من البلطجية تهجموا على طفل وافقدته بعضا من اعضائه، وزوج يقتل زوجته الحامل وابنته، جرائم لم نكن نسمع بها بل كنا نراها عبر شاشات لوثت العقل وقلبت المفاهيم .
عام ملئ بالفواتير المتراكمة والقروض الصارخة، لجيوب أقفلت أبواب رزقها وباتت في غرفة الإنعاش باحثة عن زمرة من الامل لإصلاح ما يمكن اصلاحه.
اقتصاد مهترئ وهروب المستثمرين وازدياد أعداد العاطلين عن العمل، كثر المتعسرون وقانون الدفاع اقفل السجون دون ايجاد حل لهم، وما ان تنفك الدولة من سلاسل القانون حتى يزج بالمواطنين في سجون تحتاج الى عنابر وغرف اضافية.
عام ملتحف بالسواد ... كثير الصعاعب قليل الامل ... تعلمنا منه الكثير ان النعمه لا تدوم وان الاهل هم وقود طريق النجاح ،، سيودع الاردنيين عام ويستقبلون اخر بقلوب ملئها الامل ان القادم اجمل بالرغم من الصعاب و كثرة الهموم .