27 ديسمبر، يوم التطعيم الأوروبي
م. عدنان السواعير
ما جرى اليوم في القارة العجوز وكان قد خطط له الإتحاد الأوروبي منذ حوالي شهرين لا يمكن إدراجه إلا تحت التضامن والتعاون الأوروبي وكان إجراءمخطط له بنوعٍ من البروباغاندا حتى يشعر المواطنين الأوروبيين ماذا يعني لهم أن تكون أوروبياً وماذا يعني للدول المنضوية تحت علم الإتحاد الأوروبي أن تكون جزءً من هذا الإتحاد.
دول الإتحاد كانت معنيةبكيفية تحقيق المكاسب لمواطنيها وأن تكون جزءً من منظومة إقتصادية كبيرة همها الوحيد هو إسعاد المواطنين الأوروبيين وأن يفخروا أينما ذهبوا من كونهم أوروبيون وأن القادة الأوروبيون قد عملوا كل ما بوسعهم للدفاع عن شعوبهم وإبعاد شبح المرض عنهم.
الإتحاد الأوروبي دخل إقتصادياً ومادياً بقوة في هذه المعركة حيث أنه منذ شهر آذار الماضي ومنذ بداية الجائحة خصص لدول الإتحاد ما يزيد عن 1500 مليار يورو وذلك لمواجهة الجائحة وكي لا يترك دول الإتحاد وبالتالي مواطنيها وحيدين في مواجهة الجائحة وأنه بجانبهم دوماً.
واحدة من أهم قرارت القادة الأوروبيين كانت هو تخصيص يوم الإحد 27 ديسمبر الحالي ليكون يوم بداية اللقاح في جميع دول الإتحاد وأطلق عليه إسم Vaccine Day،رئيسة الإتحاد الأوروبي الألمانية أورسولا فاندر ليين قالت إن ما حدث اليوم كان شيئأ عظيماً وقالت إنه يوم تاريخي لأوروبا في العصر الحديثوهي حملة التطعيم الأكبر في التاريخ سواء من حيث عدد الأشخاص أو عدد الدول التي يتم بها التطعيم سوية وفي نفس اليوم.
لا شك أنها كانت محقة فيما ذهبت إليه وخاصة إن علمنا أنه وفي اليوم الأول لبدء اللقاح للمواطنين الأوروبيين والذي تم إختيارهم بعناية، حدثت بعض الإختراقات القليلة جداً في بعض الأقطار إذ تم تلقيح بعض المسؤوليين السياسيين وهم لا يدخلون ضمن الأطراف صاحبة الأولوية في هذه الفترة، أصحاب الأولوية حسب معايير الإتحاد الأوروبي هم العاملين بالقطاع الصحي، كبار السن والمواطنين الذين يعانون من أمرضة مزمنة، العاملين في المدارس والجامعات، ثم تصبح لاحقاً حسب السن بعد الإنتهاء من الأطراف صاحبة الأولوية.
في اليوم الأول للتطعيم والذي شمل جميع الدول، إذ لا توجد محافظة بأي دولة من الإتحاد الأوروبي لم تشملها الحملة، كل دولة كان نصيبها لليوم من الحملة حوالي 10آلاف مطعوم وبعد غدٍ ستستلم كل دولة من الإتحاد ما بين 300 إلى 500 ألف مطعوم لكل أسبوع ليصل عدد المطعمين خلال الربع الأول من العام الذي على الأبواب 15% من الأوروبيين وهو ما يعني حوالي 70 مليون نسمة.
الأوروبيون سيكونوا فخورين بإنتمائهم للإتحاد الأوروبي وبالتنظيم الذي حرص عليه في كل الدول وعلى الأوروبيون أن يشعروا أن أموالهم لم تذهب سدى بل كانت جزءً من حملة خصصت لراحتهم وسلامتهم وقد عوملوا بمنتهى الشفافية والنزاهة من قبل حكوماتهم.