مطالبات بالغاء امتحانات الدراسات العليا وجاهيا وعقدها إلكترونيا

 دعا طلبة دراسات عليا في الجامعات الأردنية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى عقد الامتحانات النهائية إلكترونيا (عن بعد) وإتاحة حرية الاختيار باحتساب العلامات الداخلة في المعدل التراكمي وسط استمرار تأكيد الوزارة أن قرارها يهدف إلى تغليب مصلحة الطلبة وجاء بناءً على دراسات مستفيضة وشمل توصيات من رؤساء الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة.
ويبلغ عدد طلبة الدراسات العليا في الجامعات الأردنية نحو 20 ألف طالب وطالبة حيث استندت وزارة التعليم العالي إلى أن قرارها الرامي لعقد الامتحانات داخل الحرم الجامعي لطلبة الدراسات العليا جاء لقلة عدد الطلبة الذين سيخضعون للامتحانات وفق خطة زمنية تضمن التباعد وتقلل إمكانية انتقال عدوى فيروس كورونا بين الطلبة خلال خضوعهم للامتحانات.
وكان مجلس التعليم العالي اتخذ قرارا منتصف الأسبوع الماضي بعقد الامتحانات إلكترونيا (عن بعد) لطلبة البكالوريوس والدبلوم المتوسط على أن يتم إظهار علامات الطالب في هذه المواد (رقماً أو رمزاً) في كشف علاماته ويترك له حرية اختيار المواد التي يرغب باحتسابها ضمن معدله التراكمي، واستثنى القرار طلبة الدراسات العليا لجميع المساقات (دبلوم عالي/ماجستير/دكتوراه) مع تطبيق نظام العلامات النافذ في الجامعة.
وأكد الناطق الاعلامي باسم وزارة التعليم العالي مهند الخطيب، أن هذه القرارات جاءت حرصا على مستقبل الطلبة وتغليبا للمصلحة التعليمية، فضلا عن تجنب تطبيق مبدأ ناجح راسب لما له من آثار سلبية في المستقبل على الطلبة بالحصول على فرص عمل أو الالتحاق بالدراسات العليا.
ولفت أن قرارات مجلس التعليم العالي لا تعديل عليها إلى الآن وهي قرارات اتخذها المجلس بعد الاطلاع على ردود وتنسيبات جميع رؤساء الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، لافتا إلى أن صحة وسلامة الطلبة خط أحمر وأي تطور سلبي في الوضع الوبائي يستدعي تغيير القرارات فإن المجلس سوف يتخذ الإجراء المناسب.
ودعا طالب الدكتوراه في الجامعة الأردنية، عبدالله محمد، مجلس التعليم العالي بعقد الامتحانات النهاية إلكترونيا (عن بعد) مع إتاحة إمكانية حرية الاختيار في احتساب علامات الفصل الأول الحالي بالمعدل التراكمي كما هو معمول به بقرار مجلس التعليم العالي الأخير لطلبة البكالوريوس.
وقالت طالبة الماجستير آيات احمد لـ (بترا) إن الأعداد الكبيرة لطلبة الدراسات العليا في المساقات وكون التعليم إلكترونيا (عن بعد) في ظل عدم توفر الأدوات وضعف شبكة الانترنت في المحافظات وبعض المدن الأردنية لم تمكنهم من الإحاطة بكافة تفاصيل المواد التي تدرس ووضع أمامهم صعوبات في تحصيل علمي حقيقي، فضلا عن خطورة الوضع الوبائي الحالي الذي يضعهم عرضة للإصابة.
طالب الدكتوراه علي محمد قال إن قرار مجلس التعليم العالي جاء متأخرا في ظل قصر الفصل الدراسي الأول الحالي، حيث تم تأجيل البدء بالفصل الدراسي بقرار من المجلس نتيجة للوضع الوبائي الذي استلزم ذلك وبهذا هم الآن أمام وقت قصير لا يسعفهم من إنجاز الأبحاث والأعمال المطلوبة منهم كمتطلبات للمساقات، فضلا عن أن طبيعة الأسئلة الإلكترونية تختلف عن الأسئلة الوجاهية، وهي بذلك تتطلب أسلوبا جديدا في الدراسة والتقييم، مشيرا إلى أنهم سوف يلجأون لخيار إسقاط المواد أو العزوف عن تقديم الامتحانات حفاظا على معدلاتهم التراكمية في ظل تدني درجاتهم العلمية في الاختبار الأول، ما يرتب عليهم كلفا مالية إضافية.
ونوه إلى أنه لم يتم الأخذ بالاعتبار بأن الكثير منهم في هذه الدرجة العلمية يقيمون في سكنات قريبة من الجامعات في الوضع الطبيعي، ولكن في حالة التعليم الإلكتروني (عن بعد) بقوا في محافظاتهم، ما يرتب عليهم تحديات في توفير السكن وما يستلزمه ذلك من كلف مالية إضافية في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهونه.
--(بترا)