هونداي تواجه دعاوى قضائية بعد اشتعال سيارة كهربائية

 تواجه شركة هونداي دعوى قضائية على خلفية اشتعال بطارية في إحدى سياراتها الكهربائية، في الوقت الذي أطلقت فيه جينرال موتورز عملية استرجاع 70 ألف من سياراتها الكهربائية التي تحتوي على بطاريات مصنعة من قبل شركة ال جي.

ونقلت رويترز عن محامي مالك سيارة هونداي كونا الكهربائية، وهو كوري جنوبي يعمل موظف حكومي وطلب أن يتم ذكر اسمه الاخير فقط (كيم). إضافة الى 200 شخص آخر قاموا برفع دعوى قضائية جماعية ضد هونداي الاسبوع الماضي يطالبون فيها بالتعويض عن انخفاض قيمة سياراتهم الكهربائية بالإضافة إلى خسائر أخرى.

وقدم كيم عريضة لمقاضاة الشركة المصنعة في سيئول بعد أن اشتعلت سيارة كهربائية من نفس الموديل في الحي الذي يسكن فيه مما اجبر 20 شخصا على إخلاء منازلهم.

وقال احد المحامين انهم يطالبون بتعويضات 7200 دولار لكل مدعي، وقد يطالبون بالمزيد بعد بدء المحاكمة.

كما طالب المدعين شركة هونداي بتغيير البطارية كاملة والتي تعتبر اغلى قطعة بسيارة كونا الكهربائية، وليس فقط تحديث البرمجيات كما تنوي الشركة فعله.

مبيعات المركبات الكهربائية تتزايد عالميا بما انها تعد بيئة انظف وذات تكلفة اقل، ولكن خطورة احتراق السيارات جراء ارتفاع درجة حرارة البطارية ينذر بتراجع قطاع السيارات الكهربائية.

استرجاع سيارات هونداي الكهربائية قد يحدث ضررا ماليا بالاضافة الى ضررا في سمعة شركة هونداي وشركات اخرى تعمل في مجال السيارات الكهربائية وتنافس شركة تيسلا التي تعتبر الافضل في هذا المجال، هذه المشاكل من شأنها ان توقف الطلب على السيارات الكهربائية.

خبير البطاريات بارك شول وان، قال إن "البطارية غير الامنة هي بمثابة قنبلة.

العديد من حوادث اشتعال السيارات الكهربائية لشركات مثل جي ام، بي ام دبليو وفورد يكشف المعضلات التي تواجه هذه الصناعة بما يتعلق بمخاطر التكنولوجيا الجديدة وزيادة فعالية واداء البطارية.

شركة جينيرال موتورز قالت إنها بصدد استرجاع 68677 سيارة كهربائية تحتوي على بطارية ال جي بعد ان تم تسجيل خمسة وقائع لاشتعال سيارات مما اسفر عن جرح شخصين.

وقامت شركة هونداي باسترجاع 74000 سيارة من طراز كونا الكهربائية التي تعتبر السيارة الكهربائية الاكثر مبيعا لدى الشركة بعد ان اشتعلت 16 سيارة منها في كوريا الجنوبية وكندا واوروبا خلال سنتين.

وتحقق وكالة كوريا الجنوبية للأمان عن السبب الذي ادى الى اشتعال سيارة كونا الكهربائية وبناء على النتائج، قد تواجه شركة هونداي وشركة ال جي مخاسر قد تصل الى الى 540 مليون دولار اذا ما اضطروا الى تغيير جميع البطاريات وفقا لمحللين.

من جهتها، قالت شركة شركة هونداي أن السبب وراء اشتعال السيارات ليس واضحا ولكنها تشك أنه قد يعود لخلل داخلي، مضيفة انها تحقق في السبب بالتعاون مع المزود ووزارة النقل.

واضافت الشركة أنها لا تنوي تخصيص مبالغ من المال لاسترجاع السيارات لانها تتوقع ان تحديث البرمجيات من شأنه منع حدوث الاحتراق عن طريق كشف المشاكل.

وأكدت أنها تراقب دائما الوضع بعد تحديث نظام تشغيل البطارية وانها تسعى دائما الى تقليل النقاط غير الملائمة بالنسبة للزبائن، مضيفة ان المشاكل وجدت فقط في بعض السيارات مما يخفف من كلفة تغيير البطاريات.

من جهة اخرى، قال المتحدث باسم شركة ال جي انهم سيتعاونون مع شركة هونداي وشركة جينيرال موتورز وبدء تحقيق شفاف لمعرفة السبب وراء اشتعال السيارات.

كما قال المدير التفيذي لشركة ال جي ان نظام البطارية هو نظام معقد جدا منوها الى ان المشاكل قد تعود لاجزاء اخرى مقدمة من مزودي شركة هونداي.

واضاف المدير التنفيذي، "يعتبرون انفسهم مسؤولون بشكل واضح بما انهم المزودون للمكون الاساسي بما يتعلق بنظام البطارية، ولكن لا نستطيع ان نأخذ اجراءات لمعالجة المشاكل الا بعد أن نكتشف السبب الحقيقي وراء المشاكل".

بالاضافة لمشاكل شركة هونداي وجينيرال موتورز، قامت شركة فورد بتبديل بطاريات سيارتهم الهجينة كوجا بلغ بسبب احتمالية اشتعالها حيث سيكلفهم ذلك 600 مليون دولار.

كما قامت شركتا بي ام دبليو وفورد باسترجاع السيارات التي تحتوي على سامسونج حيث تبين وجود اعطال مصنعية، وقال المتحدث باسم شركة سامسونج ان تحقيقا يجري للوقوف وراء سبب الحريق.

الجدير بالذكر، ان الوكالة الامريكية للامان تحقق مع شركة تيسلا بشأن تحديث نظام البطاريات في بعض سياراتها بعد ان اشتعلت النيران فيها.

وتواجه شركة هونداي وشركة ال جي مخاطر حقيقية حول السبب وراء اشتعال السيارات في الوقت الذي تقوم به وكالة كوريا الجنوبية للامان بالتحقيق حيث تنفي شركة ال جي ان هناك خلل مصنعي في خلايا البطارية.

وتطالب الدعاوى القضائية شركة هونداي باتخاذ تدابير حاسمة، حيث قالوا في الوقت الذي تعترف فيه الشركة ان هناك مشاكل في البطارية الا انهم يعتمدون السياسة الخاطئة وهي تبديل البرمجيات والتي تعتبر حل مؤقت لكسب الوقت.

وقالت "شين" التي تبلغ من العمر 35 عاما إنها اجبرت على اخلاء شقتها فجرا مع طفلها الشهر الماضي بسبب اشتعال سيارة كونا الكهربائية، مما ادى الى انتشار رائحة الحريق والدخان في الحي كاملا.

كما اضافت بانه قبل حدوث واقعة الحريق، كانت تؤمن ان السيارات الكهربائية جيدة للبيئة ولكن الان تنصح اقاربها بأن لا يشتروها حيث اصبحت تخاف من السيارات الكهربائية.

رويترز