قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس

الانباط - جواد الخضري
دولة الرئيس
اسعد الله اوقاتكم بكل الخير مع العودة مرة اخرى الى الكتابة حول القطاع الزراعي والقطاع المائي لان كليهما يرتبطان مع بعضهما البعض ، فلا توجد زراعة ما لم تكن هناك موارد مائية كافية ولا فائدة من الموارد المائية ما لم تكن هناك سياسات ضمن استراتيجيات وطنية شمولية تقوم على توازنات ودراسات تعمل على تحقيق التوازن ليصل الاردن الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من التنوع الزراعي الذي يسعى جلالة الملك الى تحقيقه من توجيه الحكومات على الدوام للعمل نحو الاستصلاح للاراضي خاصة التي لم يتم استغلالها من قبل لتحقيق الاستثمار الفاعل ليأتي دور الحكومة للقيام بواجبها من خلال تشكيل فرق عمل تعمل ضمن التوجيهات الملكية السامية .
دولة الرئيس
لقد كان هناك تقصير من الحكومات المتعاقبة في العديد من القطاعات ومن أهمها القطاع الزراعي ، حتى جائت جائحة كورونا لتعري الحكومة السابقة وتكشف العورات لتؤكد على انه لا توجد استراتيجيات واضحة لديها ولا للحكومات السابقة على الرغم من وجود دراسات كثيرة داخل الادراج ، بل كانت الامور عبارة عن تقديم دعم مادي حال تضرر المزارعين جراء الاحوال الجوية صيفا او شتاءا ، حتى الدعم لا يغطي قيمة الضرر الفعلي ، اضافة الى تغول اصحاب رأس المال على حقوق صغار المزارعين الذين يئنون من مطرقة الدائنين واحتكار القائمين على التسويق مما أدى الى التخبط في القطاع الزراعي الذي اصبح ما يشبه الزراعة الحقلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، باستثناء متنفذي القطاع الذين يتحكمون بالسوق المحلي .
دولة الرئيس
الاردن يمتلك المساحات الشاسعة من الاراضي واعطي مثال بمناطق الجنوب والوسط لا تستغل زراعيا مما يجعل منها صحراء قاحلة وهي بالاصل وكما يقال اراضي " بكر " ولو تم استغلالها لجعلت من الاردن واحة خضراء اضافة الى نقله نقلة نوعية ليصبح بلد يكتفي ذاتيا من موارده الغذائية وقادر على التصدير ، مما يشكل انتعاش اقتصادي من خلال ادخال العملات الصعبة أو على مبدأ المقايضة او ما يسمى التبادل التجاري . لكن العقبات سواء المقصودة او غير المقصودة وقفت حائلا بين استغلال هذه الاراضي زراعيا منها ولا ادري ان كان عرف او هناك قوانين تم وضعها وهي الواجهات العشائرية والتي تقدر بمئات الالاف من الدونمات ادت الى تفتيت الاراضي من خلال توزيعها لتتحول الى عشرات الدونمات لتصبح دون فائدة .
دولة الرئيس
اضافة لبعض النقاط الغير مرقمة هناك محطات زراعية بمختلف مناطق المملكة لا ندري ما هي الفائدة المرجوة منها وما دورها الحقيقي في تحقيق التنمية الزراعية؟!! كما ان هناك تخبط بخصوص الموارد المائية والتي يذهب معظمها هدرا ويستفيد الاردن منها القليل كمياه جوفية وهذا ما سيتم الكتابة عنها بالتفصيل . لذا اصبح لزاما على حكومتكم وضع الدراسات المعمقة والواضحة للعمل الميداني الحقيقي للتوجه نحو تحقيق المشاريع الزراعية ودعمها في محاولة للحد من البطالة وتقليص جيوب الفقر مع التركيز على توجيه وتدريب العمالة المحلية وليست الوافدة .
دولة الرئيس
ختاما بات من الضروري العمل على استصلاح الاراضي وتجربة الجنوب خير مثال حيث يتم الان استغلال عشرة الاف دونم يتم زراعتهم بمختلف الانواع الزراعية اضافة مشروع المدورة والمقدر باكثر من الفي دونم تم توزيعهم على سبعون اسرة بمعدل خمسة وعشرون دونم لكل اسرة اضافة الى الوحدات السكنية كتجربة تعمل على توجيه المواطن نحو الزراعة وما نريده اكثر قيام حكومتكم على انشاء منظومة زراعية شاملة تضم مناطق مثل وادي عربة والجفر والشراه وباقي مناطق المملكة مع تفعيل دور الصندوق الهاشمي لتنمية البادية وهو الذراع المساند ليكون اكثر فاعلية لان الزراعة اساس قوة الدولة .