محمد عبيدات يكتب :دعم النواب لتشغيل الشباب


حيث أن النواب المائة الجدد متحمسون للمساهمة في حل مشكلة البطالة فإننا سنضع بين أيديهم جملة من الإقتراحات العملية لمشاريع واقعية لتشغيل الشباب ليتم تبنيها لتقديمها للحكومة لتضعها في برنامجها التنفيذي؛ فالتحدّي الإقتصادي يعتبر أولوية وطنية لغايات تشغيل الشباب المتعلّم والعاطل عن العمل وتمكينهم إقتصادياً، والذي بات يشكّل أكثر من خمسين ألف شاب سنوياً تضُخّهم الجامعات المحلية والخارجية، وحيث أن هنالك حوالي ٣٥٠ ألف مُتقدّم للوظائف في أروقة ديوان الخدمة المدنية ولا يتوظّف في القطاع العام منهم أكثر من ٨٪؜ إلى ١٠٪؜ سنوياً، فهنالك حاجة ماسّة لمشاريع وأفكار خلّاقة للمساهمة في تشغيل الشباب المتعلّم من حملة الشهادات والمهارات، وتالياً بعض الأفكار القابلة للتطبيق والتي تنسجم والرؤى الملكية السامية لإيجاد فرص العمل للشباب وتمكينهم إقتصادياً:
1. صندوق الإستثمار للمغتربين الأردنيين: الفكرة تتطلّب إنشاء صندوق إستثماري ونافذة تمويلية من قبل المغتربين الأردنيين أنفسهم والمضي قدماً في إدارة الصندوق وعمل مشاريع تنموية تهدف لتشغيل الشباب والإستثمار في مشاريع تحقق ربحاً لهم وتوجد فرص عمل في المحافظات والألوية تتناسب مع البيئات المحلية.
2. أراضي الخزينة غير المُستغلّة: الفكرة تقتضي بتخصيص أراضي مشاع قريبة من التجمعات السكانية وتقسيمها وتوزيعها على الشباب والطلب منهم إستصلاحها والبدء بمشاريع تتناسب وإبداعاتهم وطاقاتهم وميولهم أو على الأقل زراعتها وخلق بيئة زراعية جاذبة، وفِي حال نجاح المشروع تُسجّل الأراضي للشباب أصحاب قصص النجاح.
3. التعاونيات: فكرة التعاونيات قديمة-جديدة حيث الأصل التعاضد في المال بين المجتمع المحلي لإيجاد مشاريع طموحة على الأرض، وما أكثر هذه المشاريع وتنوعها في الإسكان والزراعة والصناعة والتصنيع الغذائي والتكنولوجيا العصرية وغيرها.
4. صندوق التنمية والتشغيل: هذا الصندوق من أكثر المشاريع الوطنية طموحاً حيث ساهم في خلق الكثير من قصص النجاح من خلال تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والريادية، والمطلوب هنا زيادة الدعم المالي الحكومي للصندوق وتوسيعه أفقياً وعمودياً.
5. الخدمات مقابل الأجور: الفكرة هنا لإيجاد شركات صغيرة -حتى وإن كانت في بيوت الشباب- لغايات تحضير الخدمات المطلوبة كالخدمات الحاسوبية والبرمجيات وغيرها وتصديرها للخارج من خلال شراكات مع وسطاء لهذه الغاية.
6. الريادة: ربما تكون الريادة والمشاريع المنبثقة عنها من أنجح الأفكار العصرية لتشغيل الشباب، حيث التنوع والكم في الإستثمار من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
7. التعليم المهني: التوجُّه صوب التعليم المهني باتت ضرورة وطنية مُلحة لتشغيل الشباب، وهذا بالطبع يتناسب وطروحات وتوصيات لجنة الموارد البشرية للتوجّه صوب المهارات المطلوبة لسوق العمل، لغايات مواءمة مخرجات التعليم العالي وسوق العمل، وهذا بالطبع يحتاج للكثير من العمل لإقناع الشباب وأهليهم وإيجاد البيئة والثقافة المجتمعية المناسبة لذلك.
8. القروض الحكومية المباشرة لإطلاق مشاريع شبابية متوسطة وصغيرة لغايات خلق فرص عمل مساهمة لإطلاق العنان للطاقات الشبابية؛ وربما تتبنى كل وزارة ذلك لبعض الشباب في القطاعات التابعة لها.
9. هنالك الكثير من الأفكار الطموحة لتشغيل الشباب، وهذا غيض من فيض حيث القائمة تطول.
بصراحة: الأفكار لتشغيل الشباب كثيرة ومتنوعة، لكن المطلوب أن يتفهّم الشباب مثل هكذا طروحات ويتنازلوا عن وجودهم في الأبراج العاجية للتوجّه لبيئة العمل والإستثمار والريادة، وذلك يحقق لهم قصص نجاح وطنية بإمتياز، فهلّا بادرنا للمضي قدماً في تطبيق هذه الطروحات! وما على النواب إلى تنبي هذه الأفكار وطرحها للحكومة لغايات التنفيذ على الأرض دعماً لمشاريع طموحة للشباب وخصوصاً في زمن جائحة كورونا والإهتمام في الملف الصحي.
صباح الوطن الجميل