يوم الطفل العالمي / ٢٠ نوفمبر
مرحلة الطفولة هي مرحلة حرجة جدا في حياة الطفل. اذا عاش الطفل هذه المرحلة بشكل سليم وسوي أصبح فرد ناجح في المجتمع. لان في مرحلة الطفولة المبكرة تتشكل البذور الاولى لشخصية الطفل والتي لها أثر كبير في تشكيل شخصيته في المراحل اللاحقة فإذا نشأ الطفل في بيئة غير صحية وغير سوية،يتعرض فيها للعنف وللاساءة حتى اللفظية منها أو فصل الطفل عن واقعة في بيئته وعن والديه تنشأ لديه إضرابات نفسية واجتماعية وانحرافات سلوكية. لذلك اهتم العالم بالطفل وخصص يوم للاحتفال بالطفل لتذكيرنا بالدفاع عن حقوق الطفل. وفي هذا المقال سنبين نشأة يوم الطفل العالمي و سبب اعتبار ٢٠ نوفمبر من كل عام يوم الطفل العالمي، وسنوضح الواقع الحقوقي للاطفال في الاردن اضافة الى التحديات التي يواجها الاطفال في الاردن.
يوم الطفل العالمي هو يوم خصص للاحتفال بالطفل. في عام ١٨٥٦ قام الدكتور Charles Leonard امريكي الجنسية في ولاية ماساتشوستس Massachusetts، بتحديد الاحد الثاني من شهر ٦ June يوم سماه Rose day وكان يقدم فيه خدمات مجانية مخصصه وموجهه للاطفال، ثم بعد ذلك سمي ب Flower day ثم بعد ذلك سمي بيوم الطفل.
في عام ١٩٢٣ اصبح الاحتفال بيوم للطفل عالميا واختارت كل دولة يوم يناسبها للاحتفال بأطفالها. مثلا تم الاعلان محلياً في دولة تركيا بيوم الطفل من قبل الرئيس التركي مصطفى كمال اتاتورك عام ١٩٣١، وبعض الدول اعتبرت يوم حماية الطفل Universal Children’s Day الذي أقر في ١٩٥٤/٦/١ هو يوم الطفل. الى ان أعلنت الأمم المتحدة United Nations في ١٩٥٩/١١/٢٠ ان يكون هو يوم الطفل العالمي وهو اليوم الذي اعتمدت فيه اعلان حقوق الطفل. وفي نفس التاريخ من عام ١٩٨٩ في ١١/٢٠ اعتمدت الامم المتحدةاتفاقية حقوق الطفل، فأصبح هذا التاريخ ١١/٢٠ عند الكثير من الدول والمنظمات المهتمة بالطفل هو يوم الطفل العالمي، world Children’s Day.
في هذا اليوم العالم يحتفل بالطفل ومن أبرز الاحتفالات العالمية في هذا اليوم مثل: مهرجان الاطفال العالمي للمشاعر والرفاه وحقوق الطفل وشارك فيه ١٠٠ دولة ويعمل فيه العديد من المتطوعين الذين يعملون على انجاح هذا المهرجان. الهدف هو زيادة وعي الاطفال بأهمية حقوقهم في المجتمع. وزيادة وعي الاطفال بأهمية ذكائهم العاطفي والدور الذي يلعبه هذا الذكاء على صحتهم النفسية، عن طريق اعداد انشطة مختلفة للاطفال تعتمد على التعلم عن طريق اللعب. لفهم الاطفال لمشاعرهم لمساعدتهم في التعبير عنها للمحافظة على صحتهم النفسية وحقوقهم بأي مكان سواء في المدرسة أو البيت أو في أماكن عمل الوالدين.
اسبوع الطفل: تقوم مدن معينة بإقامة احتفالات متعددة لمدة اسبوع في مدنهم بتقديم انشطة مختلفة للاطفال في والمكتبات الجامعات وخاصة كليات التربية تحقيقا لفقرة ٢٩ من حقوق الطفل: "يجب على التعليم تطوير شخصية كل طفل ومواهبه على أكمل وجه، وان تساعد الاطفال على إحترام الاباء وثقافاتهم والثقافات الاخرى".
بعض المؤسسات تعمل على وضع شعار معين theme للاحتفال بيوم الطفل العالمي مثل Google, UNICEF الهدف من هذه الشعارات السنوية تذكيرنا بأهمية حقوق الطفل وأن نكون مناصرين للاطفال وان نعيد التزامنا بحماية حقوق الطفل.
بالرغم من ان معظم الدول العربية وَقَعَت على اتفاقية حقوق الطفل ومن بينها الاردن، الا أن واقع الاطفال في المجتمعات العربية لا زال بعيد كل البعد عن احقاق اقل الحقوق للطفل، وهنا ليس هدفنا جلد الذات بل ان نعرج على تقييم الواقع الحقوقي للاطفال وان نبرز التحديات التي تواجه الاطفال في الاردن، علما بأن واقع الاطفال في الدول الغربية كذلك ليس مشرق فأطفال العالم جميعاً يعانون من الفقر والعنف الاسري وعدم المساواه.
حق الطفل بالجنسية والهوية: الطفل الذي يولد لامرأة اردنية متزوجة من غير اردني لا يحق له جنسية امه ولا الهوية الاردنية.
عمالة الاطفال: صادق الاردن على اتفاقية منظمة العمل الدولية التي تحظر عمل الاطفال دون سن ال ١٦ التزم الاردن برفع الحد الادنى لسن العمل من ١٣ الى ١٦ ومنع الاطفال دون سن ال١٨ للعمل بأي عمل تصنفه الوزارة بالاعمال الخطرة. الا ان عمالة الاطفال في الاردن من المشاكل التي يعاني منها الاطفال. بناءً على ما افادت به الامينة العامة للمجلس الاعلى للسكان في الاردن (٢٠٢٠) فإن عدد الاطفال العاملين في الاردن بلغ حوالي ٧٦ الف طفل، ويشكلون ما نسبته ١.٨٩ ٪ من مجمل الاطفال في الفئة العمرية (٥-١٨سنة)، وحوالي ٤٥ الف طفل يعملون في الاعمال المصنفة بالاعمال الخطيرة. وان هذه الاعداد مرشحه للزيادة في ظل جائحة كورونا وذلك نتيجة لخسارة العديد من الاسر لوظائفهم وانخفاض الدخل للعديد من الاسر الذي يتوقع ان يصل عددهم الى ٤٠٠ الف اسرة حيث ستلجأ هذه الاسر الى استخدام اطفالهم في اعمال لا يستطيع الاهل القيام بها.
الاطفال المتسولين: كانوا يسمون بالاطفال المتشردين لكن القانون عدل اسمهم للاطفال المتسولين لان الظروف التي يعيشونها هي خارجة عن ارادتهم وهناك آخرون يدفعونهم لهذا العمل لكن لا يوجد رادع او عقوبات قانونية شديدة على الاوصياء على الاطفال المتسولين في الشوارع.
الاهمال والاساءة والعنف ضد الاطفال: الاساءة لها اشكال مختلفة فهي لفظية، وجسدية ونفسيةسواء كانت في المدرسة او في البيت او في المؤسسات التي تهتم برعاية الاطفال المحرومين من الرعاية أو ذوي الاحتياجات الخاصة. فالتجاوزات كثيرة حتى لو لم تكم ظاهرة فما يحدث خلف الابواب المغلقة اكبر من ان يعرض على شاشات التلفاز.
هناك العديد من التحديات التي تواجه الاطفال في الاردن ومن أهمها: (١) العنف، فعدد الاطفال اللذين يتعرضون للعنف في ازدياد، في تقرير الامم المتحدة لعام ٢٠١٦ كشف أن ١.٢ مليون طفل في الاردن من الفئة العمرية بين ٧-١٨ يتعرضون للعنف الجسدي داخل المنزل وخارجة. فالعنف ضد الاطفال من أخطر ما يواجهه الاطفال في العالم بناء على تقرير اليونيسف ٢٠١٩ ان بليون طفل يتعرضون الى نوع من العنف سواء كان نفسي او بدني او جنسي كل عام ويموت طفل من العنف كل خمس دقائق. (٢) الاطفال اللاجئين تعتبر من اكبر التحديات الجديدة في مجال الطفل في الاردن لان هناك حوال ٥٠٠٠ طفل سوري وعراقي مسجلين في المملكة دون مرافق لهم او منفصلين عن والديهم اضافة الى قضية الزواج المبكر عند اللاجئات السوريات التي وصلت الى ٣٥٪ واخيرا انخراط الاطفال اللاجئين في سوق العمل. (٣) استخدام العقاب البدني ضد الاطفال وانتشارة الواسع في البيت والمدرسة ومؤسسات الاحداث بسبب القبول الاجتماعي لهذه الظاهرة، ٩٠٪ من الاطفال تعرضوا لاحد اشكال التإديب العنيف في المنزل.٦٦٪ من الاطفال من الفئة العمرية بين ٦-١٤ تعرضوا للعقاب الجسدي في المنزل.
٢٥٪ من الاطفال يتعرضون للتحرش الجنسي من قبل الوالدين او الاوصياء عليهم. (٤) الزواج المبكر: ارتفعت نسبة الزواج المبكر لتصل الى ٣٥٪ من اجمالي الزيجات في مجتمع اللاجئات السوريات و ١٨٪ بين الفلسطينيات و ١٢.٨٪ بين الاردنيات. (٥) الاكتئاب والميول الانتحارية: ٢١٪ من الاطفال في دور الاحداث يعانون من ميول انتحارية، ٨٧٪ منهم يعانون من الاكتئاب.
د. ايمي بيتاوي
الجامعة الاردنية