الحياة في زمن الكورونا.....
بين عشية وضحاها استيقظنا لنجد أنفسنا وقد تغيرت حولنا امور كثيرة لم نعهدها من قبل، عطلت الأشغال، توقفنا عن العمل، كان لزاما علينا ان نبقى في منزلنا؛ ولا نغادرها الا لساعات معدودات، تجمدت انشطتنا، بل واعتذرنا لاصدقائنا عن مواصلة الزيارات والخروج معا، كما اعتدنا سابقا، ألغيت رحلات البعض خارج الوطن والتي كان من المقرر القيام بها لأسباب مختلفة، بل أعلنت حالة الطواريء في البلدان جميعها!!!!
هل نحن في حلم، ام في علم، هل ما نسمع ونشاهد امر حقيقي ام هو كابوس، والى متى؟ ماذا؟! سيستمر هذا الوضع لاشهر وقد يمتد لسنوات.؟؟؟؟؟
اخبار غير سارة تنهال علينا من هنا وهناك، تتراكم مثل غيوم سوداء في ليلة شتاء باردة، الكثير منا في بداية الأمر يكاد لا يصدق ما يرى وما يسمع، احقا ان هناك وباء!.. والناس يموتون بهذه الكثرة، لا أصدق غير صحيح، اشبه ما نعيش حالة حرب، ربما الحرب اهون علينا مما نحن عليه الان ، على الاقل في الحرب نعرف أين يختبيء العدو، وما الخطة اللازمة لمواجهته، وما هو السلاح الفعال للقضاء عليه، لكن نحن اليوم امام وباء مصدره فيروس لعين يهدد حياتنا جميعا، وانا لن اناقش ما أسباب حدوثه وانتشار بهذه السرعة والشمولية، ومن ورائه وما مصدره ولن اكيل الاتهامات لأي جهة، ولن انضم إلى أصحاب نظرية المؤامرة، والتي ربما يميل اليها الكثيرون ، طالما ان هذا كله لن يوصل إلى الحل.
اذا ما الحل؟؟
أنا أرتدي الكمامة في الأماكن العامة وأثناء عملي واحتفظ بمسافة امان لمترين او اقل من الآخرين، ولا أصافح بل أسلم من بعيد .
لا يعني عدم مصافحتي للاخرين انني لا احترمهم او اني تغيرت تجاههم او...... بل على العكس احترم الجميع واقدرهم، ولأجل هذا لا اريد ان انقل العدوى لاحد، فربما اكون مصابة بالمرض دون أعراض وقد اتسبب في نقل العدوى للاخرين.
لا "أعيش في خوف" من الفيروس، أريد فقط أن أكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة.
إذا استطعنا جميعا العيش مع مراعاة الحفاظ على الآخرين، فسيكون للجميع مكان أفضل، وستعود حياتنا إلى طبيعتها، ولا ضير ان تتغير ثقافتنا وسلوكاتنا اليومية التي اعتدنا عليها، وليس فقط في زمن الكورونا، بل من الان فصاعدا، فالكورونا قريبا ان شاء الله سترحل عن حياتنا، ولكن تعلمنا منها دروس كثيرة، اهمها قيمة الحياة السليمة الآمنة الصحية وقيمة العافية.
التزامنا بالعادات الصحية لا يجعلنا ضعفاء أو أغبياء، على العكس يجعلنا دائما منتبهين ومتيقظين وجاهزين للتصدي لأي فيروس دخيل.
تخيلوا اللحظة التي يمرض فيها شخصٌ قريب، أو عزيز بمرض خطير، إنه فعلا شيء محزن ومؤسف!
والمؤسف حقا ان نكون نحن من سبب المرض له وللاخرين.
لا بد أن يكون كل واحد فينا جزءا من الحل لا سببا في زيادة حجم المشكلة، ودمتم سالمين.