المال الأسود والسلاح والوجه الحسن .

 
عمرالكعابنة  



بعد دعوة ما يزيد عن أربعة ملايين وستمائة الف ناخب للمشاركة في الحق الدستوري المكفول لهم بالمشاركة السياسية واختيار من سيمثلهم تحت قبة البرلمان إستجاب نحو 29.90 % منهم فقط أي ما يعادل المليون وثلاثمئة وسبعة وثمانين الف ناخب وذلك بعد معاناة الدفش ويسر بالدفع بالمال الأسود على مرآى من الجميع في كافة دوائر المملكة .

المال الأسود كان الفيصل في اختيار عدد كبير من النواب الذين سيمثلونا تحت قبة البرلمان ومن سيحددوا مصائرنا خلال الأربع سنوات القادمة ومنها ما طرح ويطرح من مشاريع وخطط سياسية تخص المنطقة ومن أبرزها صفقة القرن وتداعيتها على الوطن والمنطقة وتطبيع ٣ دول عربية جديدة مع الاحتلال حتى الان، ثقافة المال الأسود مترسخة وواقعية لكنها تطورت وأصبحت متداولة واكثر وضوحا وعلانية تحديداً في هذه الانتخابات لأسباب كثيرة لا أعتقد أن الفقر له شأن فيها فالفقير لديه مرؤة تكفيه عن طلب الحاجة بالطرق الغير المشروعة٠ لكن الفساد تغلغل في اوساط عديدة بعدما كانت تقتصر الإشارة اليه إلى عناوين محددة ومسؤولين فاسدين٠ لكن وبكل اسف اثبتت الايام القليلة الماضية أن ضمائر كثيرين أصبحت تشترى وتباع كما المنتجات الرخيصة التي تباع بالأسواق وأغلبها كان عليها خصومات مغرية للمشتري .

المميز في هذه الانتخابات هو الوجوه الجديدة ففي الأرقام دخل مئة وجه جديد إلى البرلمان أغلبهم من الشباب وجزء لا يستهان به من المتقاعدين العسكريين الذين خدموا الوطن طوال مسيرة خدمتهم وأتمنى أن يستمروا على هذا النهج تحت قبة البرلمان٠ وأتمنى أن يكون التغيير للأفضل على يدهم وبيدهم نخرج من عنق الزجاجة٠٠ هذا امل مفرط لكن لا بد منه لإستكمال حياتنا بإيجابية مهما كانت الظروف .

 
ما عاب هذه الانتخابات أكثر من أي شيء آخر هي الاحتفالات الصاخبة بفوز مرشحين عقب إعلان النتائج الأولية والتي رافقتها مظاهر مستهجنة على الرغم من الحظر المفروض الذي فرضته الحكومة قبل آيام من يوم الاقتراع والتي استخدم فيها جُل أنواع الأسلاحة وبالتحديد الأوتوماتكية والغريب في الأمر أنها حدثت وسط غياب الأجهزة المعنية في تطبيق أوامر الدفاع التي منعت الاحتفالات أصلا فما بالكم بإستخدام الأسلحة

الأسئلة التي تطرح ، كيف يتجرأ هؤلاء ومن يقف خلفهم من نواب فائزين كان يؤمل ان يكونوا الأكثر التزاما بتطبيق القوانين والحفاظ على صحة المواطنين٠٠ إخراج أسلحتهم جهارا وتعريض حياة المواطنين وصحتهم للخطر والإستهتار بكل القوانين واوامر الدفاع ٠٠ والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة٠٠ اين هي الخطة التي كان معمول بها قبيل يوم الانتخابات و نجحت إبان اجراء الانتخابات ٠٠ لنحصد فشلا ذريعاً بعد ذلك وسط تداول الفيديوهات والصور التي انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي ٠٠ سؤال آخر لا بد منه٠٠٠ هل سيوافق النواب الذين يقفون خلف هذه الظواهر ومحركيها على مصادرة الأسلحة التي استخدمت في مقارهم الانتخابية وحولها فرحاً بفوزهم ، وهل سيلقون العقوبة المناسبة جراء تطاولهم على هيبة الدولة واستهتارهم بصحة وحياة ملايين المواطنين٠