بيان صادر من النائب البطريركي للاتين في الأردن بمناسبة الانتخابات النيابية 2020


*المطران وليم شوملي

أيام قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية التي تأتي هذه السنة وسط ظروف استثنائية على الصعيد الوبائي والاقتصادي، المحلي والعالمي.

البعض منا متخوف من انتقال العدوى وربما أخذ قرارا بعدم المشاركة في الانتخابات. بالعكس ندعوكم الى المشاركة مع أخذ أشد الاحتياطات الصحية وممارسة التباعد الاجتماعي وعدم التجمهر بحيث لا تكون الانتخابات سببا لانتشار الوباء.

أمامنا فرصة ذهبية كي نختار من يمثلنا للنهوض بهذا الوطن الغالي علينا وتحقيق الإنجازات والإصلاحات اللازمة. ولا شك أن رسالة نوابنا هي أن يكونوا ضمير الأمة والمتصدّين للفساد والمفسدين، ومرآة العدل والشفافية، وأن التغيير نحو الأفضل هو عملية وطنية تشاركية تمر من خلال مجلس النواب والحكومة. لذا كان الذهاب الى صناديق الاقتراع هو حق لنا وواجب علينا ومعيار للمواطنة الصالحة. وعلى كل مواطن أن يختار القائمة الأكفأ والأقدر على وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، هذا الوطن الذي نريده أن يكون دولة المؤسسات والقانون ومجتمع العدل والمساواة الذي يؤمّن لأبنائه فرصة العمل الشريف والعيش الكريم.

قال السيد المسيح يوما: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، أي أن عبادة الله الواحد وتأدية واجبنا الديني يسير جنبا الى جنب مع تأدية واجبنا الوطني. ومن أبجديات المواطنة الصالحة الادلاء بصوتنا في صناديق الاقتراع. ويعدد كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية شروط المواطنة الصالحة ويذكر منها: "المشاركة في المسؤولية عن الخير العام، تسديد الضرائب، ممارسة حق الاقتراع، والدفاع عن الوطن” (2240).

ليكن صوتك حرًا لا تقيده اغراءات مادية ولا مصالح ضيقة، فمعطي الرشوة والمرتشي يسيئان الى المصلحة العامة والى كرامة الأمة.

واذ نرفع الى الرب، محبّ البشر، أحرّ الدعاء، من أجل نجاح عملية الاقتراع وفوز الأفضل من بين المرشَّحين، نطلب منه تعالى أن يضع حدّا للوباء القتال ويشفي مرضانا وأن يتعافى الاقتصاد ويتعاون الجميع على الخير العام.

حفظ الله العائلة الهاشمية المعطاءة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وحمى الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية الساهرة على أمننا وراحتنا.

*النائب البطريركي للاتين في الأردن