برنامج "أًردننا جنّة".. نناشد باستمراره
في أخبار منشورة، أن وزارة السياحة والأثار أعلنت عن "إيقاف برنامج أردننا جنّة - أردننا بخير"، أو إيقاف رحلات المَبيت فيه، "بسبب الوضع الوبائي في المملكة" وفقاً للأنباء الرائجة.
هذا البرنامج بدأ أنشطته قبل عدة شهور، وقد استقطب واستهوى كثيرين من الأردنيين، وعدداَ ضخماً من الأجانب والأجانب المُتجنّسين أُردنياً، ويَهدف إلى تنشيط السياحة الداخلية وزيادة منسوبها، والتعريف بالأردن إعلامياً وثقافياً وحضارياً وبالسياحة الدينية، وفيه يتم تأمين المشاركين برحلات شبه مجانية، أو بمساهمة حكومية كبيرة، في إطار الخطط الموضوعة للبرنامج، إذ خَصصت الوزارة تغطية مالية لافتة لكُلف الطعام والشراب والإقامة لرحلات المبيت، ووصلت تغطيات كُلف بعض البرامج اليومية القريبة من العاصمة، دون المبيت، إلى أكثر من 90 بالمئة، وغيرها الكثير من التسهيلات الجاذبة والمُبهِرة، رغبةً بترويج وجهات سياحية مُمَيزة، وتشغيل المنشآت السياحة الداخلية، للتعريف بالأردن عن كثب.
شخصياً، شاركتُ في بعض هذه الرحلات كدليل سياحي باللغة الروسية، وأؤكد أن هذا البرنامج فاعل وناجح، وقد غدا شهيراً في الأوساط الناطقة بلغات شتى غير العربية، وينبغي إستمراره وإمداده بمختلف الإمكانات وسُبل الدعم ليتواصل، وليُصبِح جزءاً لا يتجزأ من سياحة مُستدامة للقاطنين في البلاد، وليسير إلى جانبها. ففي البلاد يوجد أعداد كبيرة من المواطنين والأجانب لا يستطيعون الإطّلاع على حضارة الأردن على حسابهم الخاص، وإيقاف البرنامج لأسباب منها توسّع انتشار كورونا؛ كما تم التنويه إليه في بعض وسائل الإعلام؛ لا تنطبق على المشاركين في البرنامج، والحمد لله أن أحداً منهم لم يُصب بالفيروس، وجميعهم كانوا منضبطين وملتزمين بالتعليمات الصحية الحكومية، ألتي منها على وجه الخصوص؛ التباعد المكاني؛ الإلتزام بالكمامات وبمصفوفة الأصول المُقرّة للوقاية من الوباء.
في رحلات "أردننا جنّة"، يتم تشغيل الوجهات السياحة والمطاعم الصغيرة، من خلال توجيه أفواج السياح المحليين نحوها، وهذه ممارسة حكيمة تصب في صالح المواطن والإقتصاد والبلاد والعباد في آن واحد، وتمكّن المجتمعات المحلية وتلك المحدودة الإمكانات من المشاركة الفعلية في صناعة السياحة المحلية، ودعم العائلات العاملة في المجالات السياحية إقتصادياً، من خلال خلق فرص عمل محلية، يمكنها أن رفع وتطوير مستواهم المادي والمهني.
من الجهات المستفيدة من هذا البرنامج، أدلاء السياح الذين يعانون "الأمرين" بسبب توقف السياحة الخارجية منذ شهور عديدة؛ كذلك تستفيد منه جمعية النقل السياحي؛ وجمعية المطاعم السياحية، والعديد من الجهات الأخرى، وهؤلاء يتلقون الدعم لتعزيز الشراكة مع وزارة السياحية وهيئة تنشيط السياحة، فلكل مجموعة سياحية يُعتمد دليل سياحي واحد، ومطعم واحد ووجهات سياحية محددة، وغيرها، بحيث يستفيد من هذه المَكرمة الحكومية عدد ضخم من الأشخاص والعائلات والمؤسسات الإقتصادية والسياحية، وهلمجرا.
في رحلة شاركت فيها قبل أيام إلى عجلون، لاحظت أنها كانت متقنة في توزيعها المتعدد الأوجه، ولهذا تمكّنت المشاركات فيها من السيدات الناطقات بالروسية - اللواتي ينتمين إلى عدد من الدول الصديقة – من الإطّلاع على مواقع سياحية وطبيعية لم يَسبق لهن الوصول إليها لوحدهن، ولم يتمكّن أيضاً من معرفتها من خلال وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية، لأن العديدات منهن لا يتقن اللغة العربية، لكنهن الأن سوف يتقمصن دور الدليل السياحي في ترويج الأردن في بلادهن، وبين أقاربهن وأصدقائهن وشعوبهن.
برنامج "أردننا جنّة"- جنّة حقيقية، يتميّز بسهولة تطبيقه، والعناية الحكومية به على مختلف المستويات، فهو ناجح في تقديم الخدمات ذات الصلة به للعائلة الأردنية والمُقيمِين، ويمنح خدمات على طبق ذهبي بمستوى رفيع، خدمةً للوطن والشعب. لذلك، نناشد الجهات المعنية بمواصلة عمل هذا البرنامج وتأصيله، وتوسيع مساراته واستهدافاته، ونشر صحيفة ورقية، ولو صغيرة الحجم، لتُعني بترويجه، تكون بالعربية وبلغات أخرى، لتغدو منبراَ للترويج لأهميته.
*صحفية وإعلامية روسية متخصصة بالتاريخ والسياحة الاردنية، ورئيسة تحرير جريدة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» سابقاً.