كيف تنظر الصين ومراكز الفكر الصينية لــ (الإسلام الشيعى) الذى تمثله إيران مقابل (الإسلام السنى) الذى تمثله الخليج؟

الأنباط -

ربما ما دفعنى للعودة إلى الكتابة فى هذا الموضوع الشائك مرة أخرى، هو إتصال صحفى بى منذ عدة أيام من تاريخ كتابتى لهذا التحليل، يطلب منى المزيد من التوضيح بشأن ما أثير (خليجياً بالأساس من عقد صفقة ربع قرن صينية - إيرانية لتشييع مسلمى الإيغور فى إقليم شينغيانغ المسلم فى الصين)، وأنا (فعلياً) قد كتبت حول هذا الأمر منذ أقل من عام تقريباً.

وهو الأمر الذى دفعنى للتواصل (مع الجانب الصينى الرسمى لتوضيح ما إذا كانت هناك صفقة ربع قرن فعلية مع إيران)، فجاء الرد الصينى الرسمى موجهاً بالأساس لدول الخليج، بأنه (لا يوجد دلائل معكم حول تشييعنا لمسلمى الإيغور على غرار النهج الشيعى الإيرانى بصفقة عقدناها مع إيران، بل لا يوجد حتى تسريبات حول هذا الموضوع، والأمر كله لا يعدو سوى كلام مرسل من طرفكم بدون أية أدلة عليه).

وهذا هو الرد الصينى الرسمى موجهاً بالأساس للعالم العربى، وعلى الأخص منه دول الخليج السنة كما كلفت به من الصين.

§وللتسهيل على الجميع فإن أهم العناصر التى ستتناولها الباحثة فى هذا الموضوع بالترتيب، هى كالآتى:

- أولاً: جميع السيناريوهات الأربعة المطروحة فى علاقة العالم الإسلامى مع الصين بشأن (مسلمى الإيغور) والتى لن يخرج عنها أى إقتراح بشأن تلك الإشكالية

- ثانياً: تقديمى لحل علنى منشور وافقت عليه الصين يرضى كافة الأطراف قبل أقل من عام، طالبت من خلاله (مصر والسعودية) كدول إسلامية (بدور الوساطة بين بكين وعرقية الأويغور أمام المجتمع الدولى) بعيداً عن واشنطن

- ثالثاً: التعمد الأمريكى بالإنسحاب من أفغانستان لإحداث حالة من الفراغ الأمنى للتمهيد لعودة "الجهاديين الإيغور" منها إلى إقليم شينغيانغ الصينى، والذى يتشارك الحدود مع دولة أفغانستان لضرب الصين

- رابعاً: الرغبة الأمريكية فى تدمير المنطقة العربية من خلال إستخدام والترويج لفكرة (الجهاد ضد الصين لتحرير مسلمى الإيغور فى إقليم شينغيانغ)،ولعبة (المصالح الأمريكية ضد العرب)، وكيف قايضت واشنطن المسلمين فى عام 1995 بــ (صادرات الدجاج الأمريكية)، أما ما يعرف بإتفاق "الشيشان مقابل الدجاج"

 

-خامساً:(تمرير القانون الأمريكى فى مجلس النواب الأمريكى ضد الصين فى إقليم شينغيانغ) مجرد لعبة إقتصادية أمريكية، كان بالأساس عبارة عن عقوبات أمريكية تستهدف شخص واحد فقط ذو أهمية للجانب الأمريكى وهو (خوان شين)، رئيس الحزب الشيوعى الصينى فى إقليم (شينغيانع)، حيث تتهمه الإدارة الأمريكية بأنه له علاقات مع شركات (تكنولوجيا التجسس الصينية ضد واشنطن)... هى لعبة مصالح أمريكية بالأساس وليس دفاعاً عن المسلمين الإيغور!

 

-سادساً: هل يمكن إيجاد قنوات إتصال بين العالم الإسلامى والصين لحل تلك الإشكالية المتعلقة بمسلمى الإيغور؟

- سابعاً:بطئ الإستجابة العربية السنية للتدخل فى موضوع أزمة الإيغور المسلمين السنة فى إقليم شينجيانغ، ومع التخوف الصينى من عودة المجاهدين الإيغور من أفغانستان وسوريا لضرب عقر دار الدولة الصينيةذاتها، ربما أدى لفتح الباب لدخول أطراف أخرى لديها (مصالح مختلفة مع الصين ومتعارضة مع الجانب العربى والخليجى مثل الجانب الإيرانى)

-ثامناً: أسباب (تفضيل بعض الدول للمذهب الشيعى الإيرانى مقارنةً بالمذهب السنى الخليجى)، يرجع لـــ (حرمانية عقيدة الجهاد عند المذهب الشيعى الإيرانى مقارنةً بعقيدة الجهاد السنى)، وهو ما وجد بريقاً عند الكثيرين، خاصةً بعض القادة الأفارقة

- تاسعاً: نصيحة نصيحة أتوجه بها وأختم بها كلامى كأكاديمية مصرية معروفة دولياً لكافة دول المنطقة وبالأخص لدول الخليج السنة، أطرق من خلالها أبواب الجانب السنى لـــ (شرح معنى وفكرة عقيدة الجهاد السنىوضرورات إستخدامها ومحظورات اللجوء إليها، وما تثيره إيران من مخاوف بشأنها) سواء لدى الجانب الصينى أو الأفريقى

- أولاً: جميع السيناريوهات الأربعة المطروحة فى علاقة العالم الإسلامى مع الصين بشأن (مسلمى الإيغور) والتى لن يخرج عنها أى إقتراح بشأن تلك الإشكالية

بشكل عام، فأنا سأوضح ردى وتحليلى الأكاديمى الذى ربما لم يتطرق إليه أحداً من قبل عربياً وعالمياً–كخبيرة بالشأن السياسى الصينى، ومقربة فى الوقت ذاته من الجهات الرسمية الصينية لمحاولة فهم كافة تلك الحقائق كأمانة علمية وأكاديمية من طرفى – حيث نجد أن العالم الإسلامى يواجه فى علاقته بالصين بشأن (مسلمى الإيغور) أربعة سيناريوهات لن يخرج عنها أى إقتراح بشأن تلك الإشكالية، وهى كالتالى:

 

1) أولها: المواجهة العربية ضد الصين فى حرب "جهادية"بالوكالة لحساب أمريكا.

2) وثانيها، حدوث إتفاق أمريكى - صينى على حساب مسلمى الإيغور.

3)وثالثها، حدوث وعمل إتفاق (سرى) أمريكى مع العالم الإسلامى ضد الصين، ولكنى أعتقد أن هذا أمر مستبعد تماماً.

4)أما السيناريو الذى ربما سيكون الأكثر نجاحاً، فيتمثل فى (تمكن الصين والمسلمين من التواصل من أجل الإطاحة بالمخطط الأمريكى)، والعمل سوياً لحل تلك الإشكالية فى العلاقات الثنائية مع الصين بشأن مسلمى الإيغور، والتوصل لـــ (ترضية أو تسوية ترضى كافة الأطراف)، ولاسيما مشاعر الرأى العام العربى بأسره.

- ثانياً: تقديمى لحل علنى منشور وافقت عليه الصين يرضى كافة الأطراف قبل أقل من عام، طالبت من خلاله (مصر والسعودية) كدول إسلامية (بدور الوساطة بين بكين وعرقية الأويغور أمام المجتمع الدولى) بعيداً عن واشنطن

 

وعلى المستوى الشخصى، فأنا فعلياً تواصلت مع الجانب الرسمى الصينى، وطرحت هذا السيناريو معهم، وتوصلت لحل يرضى كافة الأطراف قبل أقل من عام، ونشرته بالفعل، ولكن (رغم الترحيب الصينى به، إلا أن العالم العربى والإسلامى لم يلتفت له، ولم يسعى لتطبيقه رغم كتابتى ونشرى له بشكل علنى)، ويمكن أن تجد (الحل العلنى المطروح بالنسبة لى على دول الخليج ومصر والمنطقة) فى هذا الرابط، بإعتبارها - القضية الأهم فى مسيرة العلاقات الثنائية بين الصين والعالم الإسلامى بأسره - وهو ما يتمثل فى رؤية جديدة قدمتها بشكل شخصى علنى قرأه الجميع فى المنطقة، لحل الخلاف بشأن مسلمى الإيغور، وهو ما وافقت عليه الصين بالفعل، طالبت من خلاله (مصر والسعودية) كدول إسلامية (بدور الوساطة بين بكين وعرقية الأويغور أمام المجتمع الدولى) بعيداً عن واشنطن، لأنهم كدول إسلامية (مصر بلد الأزهر الشريف والسعودية بلد الحرمين الشريفين) أولى بلعب هذا الدور من واشنطن والغرب فى إحداث التقارب وتسوية قضية الإيغور ولعب دور محورى كما سبق وأن أكدت عليه رحبت به الصين. ولكنى بعد طرحى لهذا الحل المنشور فى تقرير بشكل علنى، لم يلتفت إليه أحد فى المنطقة.

 

- ويمكن عرض والتحقق من ذلك من خلال هذا الرابط:-

 

https://alanbatnews.net/post.php?id=261364

 

ومن هنا، يتضح (بطئ إستجابة الدول العربية والإسلامية لهذا الحل) الذى توصلت إليه مع الجانب الرسمى الصينى كجزء من حل إشكالية هذا الصراع.

ووفقاً لرأيى الشخصى، فلماذا تغاضت واشنطن على (التحرك الهندى ضد المسلمين فى إقليم كشمير التى تقع جنوب إقليم شينجيانغ الصينى، بل ولماذا هذا التركيز الأمريكى فقط مع الجانب الصينى وغض الطرف عن إنتهاكات عديدة يتعرض لها نفس المسلمين فى العالم)؟

- ثالثاً: التعمد الأمريكى بالإنسحاب من أفغانستان لإحداث حالة من الفراغ الأمنى للتمهيد لعودة "الجهاديين الإيغور" منها إلى إقليم شينغيانغ الصينى، والذى يتشارك الحدود مع دولة أفغانستان لضرب الصين

إن الصين تفهم اللعب الأمريكى بورقة (مسلمى الإيغور)وتتحسب له، من خلال التعمد الأمريكى بالإنسحاب من أفغانستان منذ عدة أشهر، وإحداث حالة من الإرتخاء والفراغ الأمنى فى أفغانستان للتمهيد لعودة "الجهاديين الإيغور" منها إلى إقليم شينغيانغ الصينى، والذى يتشارك الحدود مع دولة أفغانستان بحدود برية تزيد عن 70 كيلو متر. وهو السيناريو المخيف الذى تتحسب له الصين، ومما يؤيد هذا الطرح وتلك اللعبة الأمريكية المرسومة، هو بدأ (التحرك الأمريكى بشكل فعلى لتطبيق هذه السيناريو من خلال إنسحابها من أفغانستان، وبدء محادثات السلام مع حركة طالبان).

ومع محاولة الجانب الصينى تطويق وإحتواء تلك الخطة الأمريكية المتمثلة فى (عودة الجهاديين الإيغور من أفغانستان إلى إقليم شينغيانغ) من خلال تكوين الصين لعلاقات قوية مع حكومة باكستان التى تعتبر من أهم (البوابات اللوجستية والأيديولوجية والأمنية)للحركات "الجهادية الإيغورية الإرهابية المتطرفة" فى أفغانستان.

 

ولو نجحت أمريكا فى مخططها السابق، فذلك سيعد أسوأ سيناريو للمسلمين وللصين عموماً، وربما كان هو السيناريو الأفضل لأمريكا وحلفائها. فهو سيناريو شبيه بلعبة "الجهاد الأفغانى السابقة"، والذى أثبت التاريخ أنه كان عبارة عن محاولة تأجيج واشنطن والغرب لحرب غير صحيحة المسار الإيديولوجى، متمثلة فى "الإدعاء بأنها حرب إسلامية ضد القيم والأيديولوجية الشيوعية الكافرة"، ولعب الجهاديين الأفغان تلك الحرب لحساب الغرب الرأسمالى الحر والولايات المتحدة الأمريكية وجر العالم الإسلامى لحرب بالوكالة للدفاع عن مصالح أمريكا والغرب واللعب ضد المصالح العربية والإسلامية بإستخدام ورقة "الجهاد الأفغانى ضد الشيوعية"، وهو ما أثبت التاريخ لاحقاً بأنه كان السيناريو الأسوأ والأفشل فى إدارة تلك القضية إسلامياً وعربياً لصالح أمريكا والغرب.

 

والحقيقة، أن واشنطن والغرب قد إستخدموا هذا السيناريو لحشد (الجهاديين الأفغان لدحر ولضرب السوفييت الروس، ومن ثم تشويه صورة العالم الإسلامى) من خلال أفعال "القاعدة"، وتنظيم "داعش" وكافة التنظيمات الإرهابية المسلحة والتى ظهرت لاحقاً كجزء من هذا السيناريو الأمريكى والمخطط الغربى ضد المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وحتى هذه اللحظة، فنحن نعانى مما حدث وله إمتدادات ورواسب فى المنطقة، حيث إستخدمت جميع أجهزة الإستخبارات الغربية والأمريكية تلك التنظيمات الإرهابية المسلحة كالقاعدة وداعش وغيرها لتحقيق مصالحها، والذى دمر وشوه الآثار والحواضر العراقية السنية، وقتل قيادات الثورة السورية، ثم سلم الأراضى السورية لوكلاء روسيا وإيران وأمريكا وإسرائيل.

- رابعاً: الرغبة الأمريكية فى تدمير المنطقة العربية من خلال إستخدام والترويج لفكرة (الجهاد ضد الصين لتحرير مسلمى الإيغور فى إقليم شينغيانغ)،ولعبة (المصالح الأمريكية ضد العرب)، وكيف قايضت واشنطن المسلمين فى عام 1995 بــ (صادرات الدجاج الأمريكية)، أما ما يعرف بإتفاق "الشيشان مقابل الدجاج"

نجد الآن أن التاريخ يعيد نفسه من جديد، والحقيقة وراء ذلك هو تلك الرغبة الأمريكية فى تدمير المنطقة العربية من خلال إستخدام والترويج لفكرة (الجهاد ضد الصين لتحرير مسلمى الإيغور فى إقليم شينغيانغ).

ودعونى أذكركم بلعبة (المصالح الأمريكية ضد العرب)، ففى عام 1995 ألغى الرئيس الأمريكى الأسبق (بيل كلينتون) العقوبات الأمريكية المفروضة على (الجانب الروسى بسبب حربها على إقليم الشيشان المسلم وكجزء من حربها على المسلمين الشيشان رغم غضب المسلمين فى العالم من روسيا حينئذ)، فيما ألغى الرئيس الروسى الأسبق (بوريس يلتسين) الحظر الروسى المفروض على (صادرات الدجاج الأمريكية)، وقد عرف الإتفاق آنذاك بإتفاق "الشيشان مقابل الدجاج". وهذا هو أوضح مثال على لعبة المصالح الأمريكية ضد العرب والمسلمين فى العالم كله، ونفس هذا السيناريو تقريباً سيتم تطبيقه على الصين.

 

وأنا أؤكد من خلال طرحى السيناريو الأمريكى السابق، بأن أمريكا "الحرة الديمقراطية التى تنادى بحقوق الإنسان" قد قايضت (حقوق الإنسان فى إقليم الشيشان المسلم بصادرات الدجاج الروسية). فهؤلاء هم المسلمون كما تراهم أمريكا وفقاً لمصالحها، فالمسلمون وفقاً للأمريكان يمكن مقايضتهم بصادرات الدجاج، كما حدث وشاهدنا فى السيناريو السابق.

- خامساً:(تمرير القانون الأمريكى فى مجلس النواب الأمريكى ضد الصين فى إقليم شينغيانغ) مجرد لعبة إقتصادية أمريكية، كان بالأساس عبارة عن عقوبات أمريكية تستهدف شخص واحد فقط ذو أهمية للجانب الأمريكى وهو (خوان شين)، رئيس الحزب الشيوعى الصينى فى إقليم (شينغيانع)، حيث تتهمه الإدارة الأمريكية بأنه له علاقات مع شركات (تكنولوجيا التجسس الصينية ضد واشنطن)... هى لعبة مصالح أمريكية بالأساس وليس دفاعاً عن المسلمين الإيغور!

على نفس المثال السابق الإشارة إليه، نجد أن نفس الأمر بحذافيره ينطبق على إقليم شينغيانع المسلم فى الصين، فعندما أقر مجلس النواب الأمريكى مشروع قانون عقوبات على مسؤولين صينيين بسبب إنتهاكات حقوق المسلمين فى إقليم شينغيانغ، فنجد أن القانون الأمريكى كله كان(جزءاً من أوراق الضغط على الصين بتأجيج المسلمين عليها).

لكن الواقع والحقيقة أن القانون الأمريكى السابق ضد الصين بشأن مسلمى الإيغور فى شينغيانع كان خدمةً لمصالح أمريكا أولاً وفقاً لنظرية الرئيس الأمريكى (ترامب)، حيث وجدنا أن (تمرير القانون الأمريكى السابق فى مجلس النواب الأمريكى ضد الصين)، كان بالأساس عبارة عن عقوبات أمريكية تستهدف شخص واحد فقط ذو أهمية للجانب الأمريكى وهو (خوان شين)، رئيس الحزب الشيوعى الصينى فى إقليم (شينغيانع)، حيث تتهمه الإدارة الأمريكية بأنه له علاقات مع شركات (تكنولوجيا التجسس الصينية ضد واشنطن)، ومن هنا، يتضح أن الأمر كله لا يعدو سوى (حرب تجارية ولعبة مصالح إقتصادية أمريكية ضد الصين) وليس كما يتصور سكان المنطقة والمسلمين فى أنحاء العالم بأنه جزء من القيم الليبرالية الأمريكية الحرة المدافعة عن حقوق الإنسان فى إقليم (شينجيانغ الإيغورى)المسلم، والدليل أن أمريكا قد قايضت المسلمين فى الشيشان بالدجاج، فى أسوأ وأوضح تفسير لكيفية إدارة لعبة المصالح الأمريكية فيما يتعلق بالمسلمين، وغض الطرف عن مسلمى إقليم كشمير وما يثار من إنتهاكات هندية بحقهم، مع الوضع فى الإعتبار تلك (الشراكة الإستراتيجية الهندية مع واشنطن)، فبالتالى، تصبح المصالح الأمريكية هنا، غض البصر والطرف عن معاملة الهند لمسلمى كشمير فى مقابل إحتفاظ أمريكا بعلاقاتها الإستراتيجية الوطيدة مع الهند ضد مطالب ومصالح (مسلمى كشمير) والذين يقعون على الحدود مع نظرائهم من (مسلمى شينجيانغ)... فالأمر هنا جلياً وواضح وضوحاً شديداً بشأن تلك المعايير الأمريكية فى التعامل مع كل طرف وفقاً فقط لمنظومة مصالحها.

 

وإذا ما أتينا للسيناريو المطروح بشأن (إقامة تحالف إسلامى أمريكى ضد الصين دفاعاً عن مسلمى الإيغور فى شينجيانغ)، فوفق تصورى فإن مثل هذا السيناريو مستبعد تماماً، لأسباب عديدة، أهمها أن المسلمين باتوا الآن يتحالفون مع أمريكا فقط لقتال بعضهم البعض، وللدفاع عن مصالحهم الضيقة ضد الجانب الأوسع من المصالح المشتركة بين الجميع، والأمثلة على ذلك عديدة، والتى يعد أقربها لى هو وتأجيج الخلافات الطائفية فى سوريا والعراق، والغزو الأمريكى للعراق بموافقة ومباركة عدد من دول المنطقة رغم ثبوت إضراره بأمننا القومى العربى، وغيرها من الأمثلة، والتى تؤكد على وجود أزمة ما فى طريقة إدارة الأزمات فى العالم الإسلامى والمحيط العربى، مما سهل هذا التوغل والإنخراط الأمريكى الشديد فى المنطقة.

 

-سادساً: هل يمكن إيجاد قنوات إتصال بين العالم الإسلامى والصين لحل تلك الإشكالية المتعلقة بمسلمى الإيغور؟

ويتبقى السيناريو الأخير المتمثل فى (سيناريو التعاون الصينى الإسلامى ضد المصالح الأمريكية)، وهذا السيناريو رغم بريقه وأقربه لى - حتى على المستوى الشخصى - إلا أن واشنطن قد فطنت له، وحرصت كل الحرص على عزل كل أطرافه عن بعضهما البعض.

 

وهنا يكمن التحدى الإستراتيجى (الصينى الإسلامى بشأن إقليم شينجيانغ المسلم)، يتمثل فى (إيجاد قنوات إتصال بين العالم الإسلامى والصين لحل تلك الإشكالية). فالصين تعيش ضمن محيط إسلامى منذ قرون عديدة عكس الولايات المتحدة الأمريكية، ويمثل المسلمون من جيران الصين ما يزيد عن نصف سكانها، بل وتتمتع الكثير من دول العالم الإسلامى بمواقع جيوسياسية إستراتيجية متميزة تساعد الصين فى تحقيق مشروعها المفيد لكل دول المنطقة العربية والعالم الإسلامى، والمعروف بــــ"الحزام والطريق"، كما أنه لدى الصين علاقات إستراتيجية مع دول، مثل (إندونيسيا وباكستان)، كما أن الصين فى حاجة لدول العالم الإسلامى فى القارة الأفريقية ذاتها كجزءاً من مبادرات وشراكات الصين التنموية مع دول أفريقيا، ولدى الصين علاقات تجارية وإستثمارية متميزة مع كل الدول الأفريقية ذات الغالبية المسلمة.

 

فمن هنا، نجد أن كلا الطرفين (الصينى والمسلم أياً كانت جنسيته ومنطقته) يحتاجان لبعضهما البعض وللتعاون أكثر من أى وقت مضى من أجل تمرير مصالحهم والتى تتعارض حتماً مع الأجندة الأمريكية الضيقة، والتى تتخوف حتماً من مثل هذا (التقارب الصينى الإسلامى) والذى سيكون له حتماً تكاليفه ضد مصالح واشنطن مع العالم الإسلامى وفى كافة أنحاء المنطقة والعالم العربى بأسره.

 

وكما سبق وأن ذكرت، فإننى طرحت سيناريو (التدخل المصرى السعودى ووساطتهما لحل إشكالية وأزمة مسلمى الإيغور مع الصين بإعتبارهما أولى به من واشنطن)، ورغم أنى نشرت ذلك بشكل علنى منذ أقل من عام، كحل توافق عليه الصين، ولتهدئة الرأى العام العربى والإسلامى نحو الصين، إلا أننى لم أجد إستجابة ملموسة بشكل رسمى.

- سابعاً:بطئ الإستجابة العربية السنية للتدخل فى موضوع أزمة الإيغور المسلمين السنة فى إقليم شينجيانغ، ومع التخوف الصينى من عودة المجاهدين الإيغور من أفغانستان وسوريا لضرب عقر دار الدولة الصينيةذاتها، ربما أدى لفتح الباب لدخول أطراف أخرى لديها (مصالح مختلفة مع الصين ومتعارضة مع الجانب العربى والخليجى مثل الجانب الإيرانى)

مع الفراغ الكبير الذى تركه العالم العربى والإسلامى بشأن تعامله مع (ملف مسلمى الإيغور)، فهذا قطعاً فتح الباب لدخول أطراف أخرى ربما لديها (مصالح مختلفة مع الصين ومتعارضة مع الجانب العربى والخليجى مثل الجانب الإيرانى).

 

وهذا هو مربط الفرس من وجهة نظرى، فمع (بطئ الإستجابة العربية السنية للتدخل فى موضوع أزمة الإيغور المسلمين السنة فى إقليم شينجيانغ، ومع التخوف الصينى من عودة المجاهدين الإيغور من أفغانستان وسوريا لضرب عقر دار الدولة الصينية) باتت فكرة (الجهاد والحرب الإيغورى ضد مصالح الصين سواء فى داخل الصين نفسها أو خارجها).

 

وهو ما فتح الباب على مصراعيه للجانب الإيرانى للتدخل لحل تلك الأزمة، والتى تناولتها فى دراسة سابقة تجدها منشورة على هذا اللينكات التالية (باللغتين العربية والإنجليزية)، والمتمثل فى (عقيدة الجهاد لدى المسلمين السنة فى حين أن المعتقد الشيعى لا يدعم تلك الفكرة الخاصة بعقيدة الجهاد).... وهذه الدراسة منشورة لى على(اللينكات والروابط التالية)، بعنوان: (دور مراكز الفكر الصينية فى دراسة طرق ووسائل نشر عقيدة إيران الشيعية فى دول شرق إفريقيا وجنوب البحر الأحمر وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والسعودىكالآتى:

https://alanbatnews.net/post.php?id=256764

دور مراكز الفكر الصينية فى دراسة طرق ووسائل نشر عقيدة إيران الشيعية فى دول شرق إفريقيا وجنوب البحر الأحمر وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والسعودى

دور مراكز الفكر الصينية فى دراسة طرق ووسائل نشر عقيدة إيران الشيعية فى دول شرق إفريقيا وجنوب البحر الأحمر وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والسعودى

دور مراكز الفكر الصينية فى دراسة طرق ووسائل نشر عقيدة إيران الشيعية فى دول شرق إفريقيا وجنوب البحر الأحمر وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والسعودى

 

 

https://www.almarjie-paris.com/12526

 

- الرابط بالإنجليزى منشوراً من خلال اللينك التالى:

http://www.theportal-center.com/2019/11/african-mullahs-shiite-proselytizing-and-its-impact-on-egyptian-and-saudi-national-security/

وربما كانت تلك هى (الحلقة المفقودة) - من وجهة نظرى - والتى حاولت التنبيه عليها منذ أقل من عام، وكتبتها علنياً فى شكل دراسة ومقالة (منشورة بالعربية والإنجليزية) فى الروابط السابقة، بشأن سؤال (خبراء الإسلام السياسى الصينيين لى كخبيرة مقربة منهم فى الشأن الصينى)، بشأن أسباب (عدم تورط عناصر مسلمة شيعية فى عمليات إرهابية مسلحة ومتطرفة مثلما هو الحال عليه مع المسلمين السنة)؟

وهو الأمر الذى جعلنى محور التركيز لفترة طويلة من تساؤلات أمريكية وغربية دبلوماسية عديدة بشأن سؤالى عن أسباب ذلك بشكل عملى، والواقع أيضاً أنه مع ذلك (الفراغ الخليجى السنى سواء فى إقليم شينجيانغ الصينى المسلم السنى أو غيرها من دول القارة الأفريقية السنية ومن الترويج الإيرانى لفكرة التخوف من عقيدة الجهاد السنية) سواء لدى القادة الأفارقة أو لدى الجانب الصينى، فكان الحال هو السماح بنشر (الفكر الشيعى غير المتطرف الذى ينبذ عقيدة الجهاد والحرب وفقاً للمذهب الشيعى الإيرانى)، وهو ما وجد بريقاً كجزء من (حل بديل مطروح تغلغل من خلاله الجانب الإيرانى لرسم هذا السيناريو البديل والمتمثل فى تشييع المسلمين السنة لنزع فتيل وعقيدة الجهاد) مع ما قد تسببه تلك العقيدة الجهادية - وفق تصورات صينية وأفريقية وغيرها - من مشاكل وإضطرابات حصرية عديدة، لذا نجح الجانب الإيرانى فى (سد وملء هذا الفراغ الدينى سواء لدى الجانب الصينى أو حتى لدى القادة الأفارقة).

- ثامناً: أسباب (تفضيل بعض الدول للمذهب الشيعى الإيرانى مقارنةً بالمذهب السنى الخليجى)، يرجع لـــ (حرمانية عقيدة الجهاد عند المذهب الشيعى الإيرانى مقارنةً بعقيدة الجهاد السنى)، وهو ما وجد بريقاً عند الكثيرين، خاصةً بعض القادة الأفارقة

عندما رجعت الباحثة المصرية للبحث ودراسة (عقيدة الجهاد عند المذهب الشيعى الإيرانى مقارنةً بعقيدة الجهاد السنى)، وجدت الآتى:

1) إعتقاد الشيعة فى(حرمة الجهاد قبل ظهور المهدى المنتظر)، ومن هنا، فلا يمكن –وفقاً للمعتقد الشيعى الذى يمثله الإيرانيون بالأخص، اللجوء للجهاد إلا قبل عودة المهدى المنتظر– وربما سيعود فى آخر الزمان – وفقاً لمعتقدهم الشيعى.

2)وبالعودة للتاريخ، وجدت الباحثة المصرية أن التاريخ برمته (لم يسجل للشيعة جهاداً ضد الكفار مثلما هو الحال مع أهل السنة).حيث تعتقد الشيعة أن (جهاد الأمم الاسلامية ليس مشروعاً أبداً إلى اليوم)، فوفقاً لـــــ (شرف الدين الموسوى)، فى كتابه "عقائد الشيعة الأمامية"، يقول:

(الجهاد مع غير الإمام المفترض طاعته حرام عند الشيعة مثل حرمة الميتة، وحرمة الخنزير)

3) وربما ما أثارنى كأكاديمية مصرية - وربما سيثير فضولكم أيضاً - هو "حرمانية الجهاد الفلسطينى نفسه ضد الأعداء وفقاً للمذهب الشيعى الذى تمثله إيران - وهو ليس رأيى الشخصى الذى توصلت إليه بل هو رأى(المركز العلمى المختص بشئون المهدى فى إيران والذى يضم متخصصين وباحثين مؤهلين، ويشرف عليه مرجع إيرانى كبير)، فإنهم لا يُشيرون أى إشارة إلى "وجوبية الجهاد" لدى المجاهدين من القدس وفلسطين، قبل أن يقفزوا من فوقهم للوصول (لشيعة الجنوب اللبنانى)، بإعتبارهم الأقرب للمذهب الشيعى الإيرانى.

4) فالجهاد والمجاهدون فى فلسطين عند الشيعة الإيرانيون بين خيارين: (إما أنهم غير موجودين بعد، حسب الشيعة المختصين أو هم الشيعة فى جنوب لبنان كما يرى العالم الشيعى فارس فقيه)، وأحلى الخيارين مُرّ.

5)ونفس الطرح السابق وجدناه عند الباحث الإيرانى "فارس فقيه" والذى قد إعترف فى كتاباته بأنه (لا يعترف بجهاد أهل السنة فى فلسطين طيلة هذه السنين الطويلة، ولا يعترف بشهداء فلسطين، الذين قُتِلوا فى القدس وما حولها، ويحصر هذا فقط بأفراد حزب الله اللبنانى من الشيعة)!! فهل يُدرك الآن الفلسطينيون، وخاصةً كافة الفصائل الفلسطينية المدعومة أو القريبة من إيران، وخاصةً من قادة (حماس والجهاد)بأن الشيعة الإيرانيون الذين يدافعون عنهم بحجة الوحدة الإسلامية والتعاون ضد الصهيونية مازالوا(لا يعترفون بهم ولا بجهادهم وفقاً لمعتقدهم الشيعى حتى اليوم).

6)ونجد أن العارفين بشئون أهل الشيعة وعقائدهم، وبالأخص على غرار المذهب الإيرانى، نجد أنهم (يكفرون سائر أهل السنة الذين لا يعترفون بإمامة أئمتهم خاصةً واقعة ظهور المهدى المنتظر)، ولذلك فإن (جهاد من لا يؤمن بركنية الإمامة الشيعية باطل وفقاً لأهل الشيعة خاصةً المذهب الإيرانى) كما ذكرت ووضحت فى السابق، ومن هنا، فأنا أترك الأمر مفتوحاً للنقاش للمجاهدين الفلسطينيين المبهورون بـــ (الشعارات الشيعية)والرد عليهم بسؤال: (هل علمتم الآن ماذا تمثلون للشيعة الإيرانيون)؟.... إنهم حقيقةً فى إيران (لا يعترفون بكم ولا بحتمية جهادكم ضد الأعداء وفقاً لتصورهم)، أولاً لأنكم لا تتبعون مذهبهم، فضلاً عن (حرمانية الجهاد وفقاً لأهل الشيعة الإيرانيون فى ظل غيبة الإمام المنتظر إلى أن يعود المهدى)، أما غير ذلك، فلا يمكن الجهاد.

وهذا ما طرحته –بالأساس- فى دراستى السابقة من إسراع القادة الأفارقة لطرد (الجمعيات الخيرية السنية الخليجية)لصالح بناء (الأحواز العلمية والمزارات ودور العبادة الشيعية المدعومة إيرانياً)، والدعوة علنياً للتشيع لنزع (فتيل وعقيدة الجهاد السنية)، والحقيقة أن السبب فى كل ذلك يعود حتماً لذلك (التقاعس وبطئ الإستجابة العربية الخليجية السنية) لصالح ذلك (التغلغل الشيعى الإيرانى لسد الفراغ الذى لم يستطع السنة ملأه).

- تاسعاً: نصيحة أتوجه بهاوأختم بها كلامى كأكاديمية مصرية معروفة دولياً لكافة دول المنطقة وبالأخص لدول الخليج السنة، أطرق من خلالها أبواب الجانب السنى لـــ (شرح معنى وفكرة عقيدة الجهاد السنىوضرورات إستخدامها ومحظورات اللجوء إليها، وما تثيره إيران من مخاوف بشأنها) سواء لدى الجانب الصينى أو الأفريقى

وبناءاً على عرضى السابق، فأختم تحليلى بنصيحة أوجهها لكافة دول المنطقة العربية عموماً، وأهل الخليج بالأخص، أؤكد لهم فيها بأنه (يجب أن يطرح العرب والمسلمين والخليجيين السنة البديل للرد على ذلك السيناريو الإيرانى) بشأن عدم وجود (العقيدة الجهادية داخل المذهب الشيعى الذى تمثله إيران مقابل تلك النزعة الجهادية التى يمثلها المذهب السنى لدى غالبية شعوب المنطقة والعالم الإسلامى).

فتلك هى اللعبة التى حذرت منها منذ أكثر من عام، ولم يستمع لى أحداً، وها نحن الآن نرجع لنفس تلك (الحلقة المفرغة) من تلك اللعبة والتى حذرت منها بشأن وجود فراغ خليجى عربى سنى فى مناطق بعينها لصالح تزايد وتغلغل النفوذ الإيرانى الشيعى فى تلك المناطق... فربما لو كان البعض إستمع لى، لما وصلنا لتلك النقطة ونفس (السيناريو المخيف الذى طرحته وحذرت منه من قبل) بشأن نشر التشيع الإيرانى والترويج للفكر الشيعى السلمى مقابل التخويف من الجهاد السنى المسلم، وهنا لابد أن يأتى دور الأزهر الشريف ورجال الدين السعودى والخليجى الذين يمثلون (المحور السنى) لتوضيح كافة الحقائق بشأن (معنى عقيدة الجهاد السنية وضرورات إستخدامها ومحظورات اللجوء إليها) حتى نستطيع أن نقطع ونسد الباب على إيران بشأن (نشر التشيع الإيرانى) بإدعاء سلميته فى مقابل (التحذير والتخويف الإيرانى من عدم سلمية وتطرف وجهادية المذهب السنى الخليجى والعربى).

وأتمنى أن تكون الرسالة واضحة وقد وصلت للجميع، وأنا فعلياً قد حذرت من ذلك فى دراستى التى أشرت إليها فى السابق، وكالعادة لم يستمع لى أحداً من الأطراف فى الخليج والمنطقة. وهنا أكون قد أديت دورى كأكاديمية فى إنتظار دور الزعماء والقادة والسياسيين وأهل الخليج السنة دفاعاً عن معتقدهم الدينى ضد هذا التغلغل والإختراق الإيرانى سواء للصين أو للقارة الأفريقية برمتها، ونجاح إيران فى إقناع القادة الأفارقة وربما الجانب الصينى لاحقاً بسلامة وعمق منطقها.

 

وما أود أن أختم كلامى به كأكاديمية مصرية معروفة عربياً ودولياً فى الشأن الصينى، وقريبة من كافة الأطراف السياسية الصينية والعربية والدولية هو أن (الفكر لا يواجه إلا بالفكر)، ومن هنا، فأنا (أطرق أبواب الجانب السنى لشرح معنى وفكرة عقيدة الجهاد السنى، وما تثيره إيران من مخاوف بشأنها)سواء لدى الجانب الصينى أو الأفريقى.... وهنا إنتهى دورى كأكاديمية مصرية أؤدى واجبى المنوط بى من أجل أن يستكمل أطراف أخرى أدوارهم. والسلام