الرياضة وتأثيرها على أمراض العصر٠٠
عوض ابو مازن
هناك قولٌ مؤثور لأحد الفلاسفة العظماء يقول "أن الإنسان يدين لبقائه حياً للحركة والنشاط ولولا الحركة والنشاط لانعدمت الحياة" ٠٠ لو تتبعنا ذلك منذ بداية القرن الماضي لوجدنا أن آبائنا وأجدادنا كانت الحركة والنشاط أساس حياتهم، ولم يكن هناك في حينه أمراض كالتي يطلق عليها حاليا أمراض العصر، لأن طبيعة الحياة فرضت عليهم الحركة والنشاط، وبالعكس من ذلك فان التطور التكنولوجي في وقتنا الحالي فرض علينا قلة الحركة باللجوء الى إستخدام السيارة والمصعد ومكوث الأطفال امام الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة ، ان قلة ممارسة الرياضة تعمل على زيادة الدهون الثلاثية وهذا يؤدي إلى تصلب الشرايين مما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض وأهمها القلب والضغط والسكري٠٠٠ ومن المعروف ان
القلب عضلة نستطيع أن نقويها بالتمارين وتضعف بالكسل والخمول ولو عملنا مقارنة بين الشخص الممارس للرياضة وغير الممارس للرياضة لوجدنا أن الرياضي يكون لديه حجم القلب وسماكة الجدران أكبر، وهذه الزيادة تجعل القلب يضخ كميات كبيرة من الدم مما يجعله يبطئ من نبضات القلب ، وهذا يؤدي إلى تحسين وظائف القلب وزيادة المخزون في الشرايين التاجية مما يؤدي إلى بذل الكثير من المجهود بدون الإحساس بالتعب والجهد ،وهذا يعني ضخ المزيد من الدم بنبضات أقل وبمجهود أقل ، مما يقلل الضغط على الشرايين، ويؤدي بالتبعية إلى انخفاض ضغط الدم ،كما أن ممارسة الرياضة المنتظمة والمستمرة تعمل على تخفيض ضغط الدم الإنقباضي وهو الرقم العلوي في قياسات ضغط الدم — من 4 إلى 9 ملم من الزئبق في المتوسط. وهذه النسبه تمثل كفاءة بعض أدوية ضغط الدم ، ومن الممكن أن تكون الرياضة كافية لعلاج بعض حالات الضغط البسيط ،كما أن ممارسة الرياضة تحافظ على الوزن الصحي ،وهي طريقة أخرى مهمة للتحكم في مستوى ضغط الدم ،أما تأثير الرياضة على مرضى السكري فهي
تحسِّن من عمل الأنسولين بالجسم عن طريق حرق السكر الموجود في الدم ،وتحسين قدرة الجسم على إستعمال الانسولين داخل الخلايا العضلية حيث تتمكن الخلايا من إمتصاص الأنسولين بشكل أفضل مما يؤدي إلى خفض سكرالدم ،ومن الممكن للرياضة أن تحد من تناول الأدوية ،وينصح مرضى الأمراض المزمنة بممارسة التمارين ذات الحمل التدريبي الخفيف مثل المشي، الهرولة، العدو الخفيف، كرة المضرب، قفز الحبل، الرقص، السباحة، ركوب الدراجة، كرة السلة، دراجة التمارين وآلة المشي.