أكاديمي لبناني يدعو لإعادة تحديد مفهوم العروبة

الأنباط - قال الأكاديمي اللبناني أديب صعب، إن انحسار دعاوى العروبة باسم تجمعات مذهبية وعرقية حالياً "أمر مؤسف".
ودعا صعب، مؤلف خُماسية فلسفة الدين، في محاضرة نظّمها منتدى الفكر العربي، أخيرا، عبر تقنية الاتصال المرئي، إلى رسم خط دفاع جديدا عن العروبة يقتضي إعادة تحديد هذا المفهوم بحيث يؤدي إلى تأسيس كيان عربي قوي على هيئة اتحاد ثقافي- اقتصادي- سياسي، من غير أن يعني هذا كياناً واحداً بشكل دولة بالضرورة، موضحا أن العروبة التي يدعو إليها تقوم على اللغة والثقافة مع استيعاب الثقافات الحيّة التي وجدت أو نشأت على الأرض العربية.
وشرح صعب، في المحاضرة التي تناولت قضايا تعددية المجتمع ووحدة الدولة، المعنى العددي للتعددية لصون القيم الاجتماعية وتنظيم التعدديات في الدولة الواحدة.
وأضاف في المحاضرة التي شارك بها مثقفون من دول عربية عدة، وأدارها وشارك بها الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبو حمور، إن هناك خللاً في العالم العربي يؤدي إما إلى طمس التنوّع، أو إلى تنوع فوضوي لا يفضي إلى الوحدة؛ موضحا أن الحل يكمن في نظام تكون معه الدولة وحدة في التنوع أو وسطاً لتطبيق التعددية.
وبيّن أن هذه الوحدة تأتي وفق نمطين رئيسيين؛ الأول هو اقتطاع أحد عناصر التعددية بناءً على أغلبية ما، دينية أو عرقية أو سياسية، وإقامة نظام الحكم على ذلك، والثاني هو أن تكون الدولة آلة إدارية، انطلاقاً من تعدديات المجتمع الراهنة بالمعنى العددي، موضحا أن هناك ثوابت وطنية وقومية للدولة يجب صونها، ومن هذه الثوابت العروبة التي تعد مثالاً للوحدة في التنوع.
إلى ذلك، قال الدكتور أبو حمور إن "نداء عمّان" الصادر عن مؤتمر "المواطنة الحاضنة للتنوّع في المجال العربي"، الذي عقده المنتدى خلال آب الماضي، أكّد أن تحقيق قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية يتعزز بالتعددية، وإعلاء قيم التسامح والسلم واللاعنف والتضامن والمشترك الإنساني في إطار الوحدة، والعلاقة التصالحية بين الدولة والمواطن والمجتمع.
وتناول المشاركون في اللقاء، الدور الأساسي للدولة في النظام الديمقراطي لحفظ الأمن وحماية حرية التعبير والتفكير، والتعددية كنتاج للنظام العادل والديمقراطي في المجتمع وأثر أزمة الثقة عليها.
وأكّدوا دور دولة القانون في ترسيخ العدالة والمساواة ما يعمل على تقوية انتماء الفرد إزاء وحدة الدولة، داعين الى تأكيد أهمية التنشئة البيتية والتعليمية الحاثة على استيعاب التعددية، وضرورة وجود آلية لتعزيزها، الأمر يوسّع مساحة السلم وقبول الآخر داخل المجتمع التعددي.
وشارك في المداخلات كلٌّ من: أستاذ الفلسفة الحديثة والابستمولوجيا من تونس الدكتور الطاهر بن قيزة، والباحث المغربي الدكتور ياسين اليحياوي من مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر في ألمانيا، ورئيسة منتدى التنوع الثقافي في الأردن الدكتورة فاطمة جعفر، والمساعد البطريركي الأنطاكي المطران الدكتور قيس صادق، وأستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية الدكتور حنا الحاج، والباحثة في فلسفة السياسة والقانون حنان البوعمري من المغرب.
--(بترا)