نتائج 10% من "عينات كورونا" أمس إيجابية، وانخفاض نسبة التعافي إلى 39%، والسعيدان: الذروة خلال أسبوعين

الأنباط -عاد ترقب حصيلة الإصابات اليومية بفيروس كورونا ليكون سيد الموقف، بعد أن تتالى تسجيل إصابات مرتفعة في الأيام الماضية، وكانت "الصدمة" بتسجيل 1776 حالة أمس الأربعاء.

وتخلت الحكومة عن نبرة "التطمين" في إيجازها الأخير، حيث اعتدنا على سماع جملة "الوضع الوبائي لا يزال تحت السيطرة"، إلا أنها عادت أمس للتحذيرات المشددة، ولتغليظ العقوبات الرادعة على المخالفين.

وزير الصحة الدكتور سعد جابر، ذكّر مطلع الأسبوع الجاري أن قدرة القطاع الصحي محدودة، قائلا: "نأمل أن لا تفوق الإصابات قدراتنا، حيث إن الإصابات مرشحة للزيادة"، وذلك ما أكده أمس وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة بقوله "إن قدرتنا على تحمّل إصابات كورونا "ليست مفتوحة"، بل محدودة بقدرة جهازنا الصحّي".

وتكرر خلال شهر أيلول الماضي، تسجيل وفيات لمصابي كورونا من الفئات ذات الاختطار المنخفض، أي من الشباب الذين لا يعانون من أي أمراض مزمنة، حيث سبق أن أعلن مدير مستشفى الأمير حمزة عن وفاة مصاب بكورونا عمره 37 عاما، لا يعاني من أي أمراض مزمنة.

ومع تسجيل 4 وفيات بالفيروس أمس، ترتفع حصيلة وفيات كورونا إلى 61 حالة منذ بدء الجائحة، وبذلك تبلغ نسبة الوفيات لإجمالي الإصابات 0.5%.

ويربط البعض ارتفاع عدد الحالات المسجلة بالانفتاح على الخارج وتسيير رحلات جوية منتظمة وبتكثيف السلطات للعينات الموجهة بدلا من العشوائية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن عدد العينات التراكمي منذ بداية الجائحة بلغ أكثر من مليون عينة، إذ عملت فرق التقصي الوبائي خلال الأشهر الـ6 الماضية على سحب 1.220.822 عينة فحص من مختلف أنحاء المملكة حتى مساء أمس.

وأصبح الأردن يجري 119,360 فحص كورونا لكل مليون نسمة، حيث قامت فرق التقصي الوبائي أمس بسحب 16621 عينة فحص، ثبتت إصابة 1776 منها، وبذلك فإن 10% من الفحوصات التي أجريت خلال الـ24 ساعة الماضية نتائجها إيجابية.

وبيد أن الأردن كان قد سجل نسب تعاف مرتفعة نسبيا بلغت في منتصف تموز الماضي نحو 85%، إلا أن النسبة مستمرة بالتراجع، إذ بلغت مع حصيلة أمس نحو 39% مسجلة انخفاضا ملحوظا في 4 أيام، حيث بلغت يوم الأحد الماضي 51.2%.

ولا يزال يرقد في مستشفيات المملكة وكرفانات البحر الميت 1158 مصابا، بنسبة إصابات نشطة بلغت نحو 9.7% من إجمالي العدد التراكمي الذي ارتفع امس إلى 11.825 حالة.

من ناحيته، قال الباحث في إحصائيات كورونا الدكتور معتصم السعيدان، إن الأردن سيصل إلى ذروة الإصابات خلال أسبوعين أو خلال فترة تتجاوز الأسبوعين.

وتوقع السعيدان أن تتفاقم الحصيلة اليومية وأن تتصاعد خلال الـ14 يوما المقبلين لتصل إلى 3 – 5 آلاف حالة باليوم الواحد، في ظل الاستمرار بعدم تطبيق أي حظر شامل على مستوى المحافظات.

وأشار السعيدان في حديثه لـ"هلا أخبار"، إلى أن تطبيق الحظر الشامل على مستوى الأحياء والمدن لا يكفي للسيطرة على الوتيرة المتصاعدة بعدد الإصابات.

وأوضح السعيدان أن منحنى الإصابات يشهد قفزة عمودية، حيث يتضاعف العدد التراكمي للحالات كل 7 أيام، فيما تتضاعف الحصيلة اليومية كل 3 أيام.

واستبعد السعيدان أن يسجل الأردن أكثر من 5 آلاف حالة في يوم واحد، في حال لم يتعد عدد الفحوصات اليومية الـ20 ألف فحص، مستدركا قوله إن تراكم العينات في مختبرات وزارة الصحة وتأخر ظهور النتيجة لنحو يومين قد يرفع الحصيلة لأكثر من 5 آلاف باليوم.

وقال السعيدان "عدد الإصابات الفعلي قد يكون أعلى من المعلن عنه"، وذلك في إشارة إلى ضرورة مضاعفة عدد الفحوصات اليومية إلى 30 ألف عينة.

ورجح السعيدان أن "تستمر الموجة لمدة شهرين حتى نتمكن من السيطرة على الأعداد، وإعادتها لما كانت عليه"، مؤكدا أن "حصيلة الـ200 أصبحت هدفا، ولسنا قادرين على خفضها لأقل من 100، و(حالة الصفر) أصبحت ضربا من الخيال".

الرسائل التوعوية حول خطورة الفيروس وسرعة انتشاره تكاد لا تغيب عن حديث الوزراء في الإيجازات اليومية. والتعويل المستمر منذ بداية الجائحة على وعي المواطن يؤكد دورنا الفاعل ومسؤوليتنا في السيطرة على التصعيد غير المشهود لعدد الإصابات.

ولا تنفك الحكومة تؤكد مرارا على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة العامة، حيث قال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في كلمته الأسبوعية الأحد الماضي إن "معركتنا اليوم هي معركة وعي والتزام بالدرجة الأولى".

وتدعو السلطات الصحية إلى ضرورة غسل اليدين باستمرار، واستخدام الماء والصابون أو المحلول الكحولي لتعقيم اليدين، محذرة من لمس العينين أو الأنف والفم.

وأكدت على ضرورة ارتداء الكمامة، مع الحرص على ترك مسافة أمان بين الأفراد، وتغطية الأنف والفم عند السعال او العطس.

وأشارت إلى ضرورة تحميل تطبيق أمان الذي يساعد في الكشف عن الإصابات، وذلك ما أكدته وزارة الصحة أمس، بأن التطبيق يكشف نحو 30 إلى 40 إصابة بالفيروس يوميا.

وحذرت من التجمعات المخالفة التي يزيد عدد الحضور فيها على 20 شخصا، وذلك بإصدارها أمر الدفاع (17) يوم أمس، لتغليظ العقوبات على المخالفين، حيث تُفرض غرامة تصل إلى 3 آلاف دينار، في حال كانت المخالفة لأول مرة، وبالحبس لمدة أدناها 3 أشهر وأقصاها سنة  أو بكلتا هاتين العقوبتين في حال التكرار.

وتوجه السلطات من تظهر عليه أعراض الإصابة بالفيروس بالتوجه لطلب الرعاية، ولإجراء فحص كورونا للتأكد من الوضع الصحي للفرد.