الملك ينعى امير الكويت: فقدنا أخاً كبيراً وزعيماً حكيماً


الملك ينعى امير الكويت: فقدنا أخاً كبيراً وزعيماً حكيماً

"أمير الانسانية".. وداعا

الديوان الملكي يعلن الحداد 40 يوما وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام

الشيخ صباح الأحمد.. 6 عقود من وساطة الخير بمنطقة تموج بالصراعات

الانباط - عمان

نعى جلالة الملك عبدالله الثاني، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وقال جلالته في تغريدة عبر تويتر: "فقدنا اليوم أخاً كبيراً وزعيماً حكيماً مُحبّاً للأردن سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، كان قائداً استثنائياً وأميراً للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوانَ في مساعيه الخيّرة عن بذل كلّ جهدٍ لوحدة الصف العربي، نعزي أنفسنا والشعب الكويتي الشقيق بهذا المُصاب الجلل".

وأعلن الديوان الملكي الهاشمي، الحداد على فقيد الأمة الكبير، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في البلاط الملكي الهاشمي لمدة 40 يوما، اعتبارا من امس الثلاثاء.

كما أعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز، حالة الحداد، وتنكيس الأعلام لمدّة ثلاثة أيّام، حداداً على فقيد الأمتين العربيّة والإسلاميّة، الراحل سموّ الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، رحمهُ الله.

ونعى رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ، وقال ان الامتين العربية والاسلامية والانسانية جمعاء فقدت برحيله أميرا انسانا انحاز على الدوام الى جانب الحق والعدالة ودافع عنهما بقوة وصلابة.

واضاف الفايز "اننا نتقدم بأحر التعازي والمواساة لذوي الفقيد الكبير وأسرته الكريمة والحكومة الكويتية والشعب الكويتي الشقيق ولكافة الزملاء في مجلس الأمة الكويتي" مبينا انه بوفاة سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح نكون قد فقدنا أميرا عروبيا قوميا ترك بصمات كبيرة في خدمة الانسانية وقضايا امتنا العادلة ونكون قد فقدنا الأمير الانسان الذي بسط عطفه وخيره في أرجاء المعمورة.

واضاف رئيس مجلس الاعيان ان المرحوم باذن الله تعالى سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كان على الدوام في مقدمة المدافعين عن كرامة أمتنا وعزتها، وعن قضاياها العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق شعبها في اقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.

ودعا الفايز، الله عز وجل ان يتغمد فقيد الأمة سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه وان يلهم ذويه وأسرته والشعب الكويتي الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون .

بدوره، قطع التلفزيون الأردني برامجه المعتادة ليذيع آيات من القرآن الكريم؛ حدادا على أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأعلن التلفزيون الكويتي، وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عمر يناهز الـ 90 عاما.

وقال الديوان الأميري في بيان له: "بسم الله الرحمن الرحیم (یا أیتھا النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضیة مرضیة فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) ببالغ الحزن والاسى ینعى الدیوان الأمیري إلى الشعب الكویتي والامتین العربیة والاسلامیة وشعوب العالم الصدیقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشیخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمیر دولة الكویت الذي انتقل إلى جوار ربه. داعین الله عز وجل أن یتغمد الفقید بواسع رحمته ویسكنه فسیح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إلیه راجعون".

وعن عمر تجاوز 91 عاما، توفي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأمير الخامس عشر للكويت، عقب فترة حكم تجاوزت 14 عاما، بات خلالها "وسط الخير” في منطقة تموج بالصراعات السياسية.

وأثمرت قيادة صباح الأحمد الجابر للكويت، منذ كانون الثاني 2006، عن خلق دبلوماسية متزنة وعاقلة في المنطقة، طالما سعت للسلام والعمل الإنساني ورأب الصدع في علاقات الدول العربية، أبرزها لعب دور الوساطة في الأزمة الخليجية قبل أكثر من 3 سنوات.

وفي 2014، منحت الأمم المتحدة أمير الكويت لقب "قائد للعمل الإنساني”، لجهوده في مجالات العمل الخيري والدعم الإنساني والإغاثة في مختلف أنحاء العالم. كما بات الراحل، منذ صيف 2017، زعيما لدبلوماسية السلام بين الرباعي العربي وقطر للخروج من نفق الأزمة الخليجية. كما حَمل ألقابًا عديدة طوال مسيرة حكمه للكويت، أبرزها "أمير الإنسانية” و”رجل السلام” و”زعيم المصالحة” على المستويين العربي والدولي.

ووفق معلومات بعضها أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، ولد أمير الكويت الراحل في محافظة الجهراء شمالي غرب العاصمة، في 16 حزيران 1929، وهو أمير البلاد الخامس عشر، والابن الرابع لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح.

في عام 1954، عُين صباح الأحمد الجابر، عضوا في اللجنة التنفيذية العليا وهي معنية بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة ومتابعة خططها، وكان آنذاك لم يبلغ الـ25 عاما، ثم تدرج بعد ذلك في تولي المناصب الحكومية.

وفي عام 1960، عُين عضوا بالمجلس الأعلى الذي كان بمثابة مجلس وزاري يدير أعمال الحكومة، وكان عضوا في المجلس التأسيسي لوضع دستور الكويت أيضا. ومع صدور دستور 1962، تولى الشيخ صباح الأحمد عدة حقائب وزارية أبرزها "الإرشاد” و”الإعلام”، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء في آذار 1981 وحتى 9 شباط 1982. كما عين رئيسا لوفد الكويت لدى الأمم المتحدة والجامعة العربية، قبل أن يتولى عام 1963 حقيبة وزارة الخارجية، التي ظلت بحوزته حتى عام 1991.

وفي تموز 2003 صار صباح الأحمد رئيسا لمجلس الوزراء، قبل أن يتولى مقاليد الحكم في البلاد في كانون ثاني 2006، بعد مبايعة أعضاء مجلس الأمة له بالإجماع، خلفا لسعد العبد الله السالم الصباح الذي تنازل عن الحكم بسبب أحواله الصحية.

رفع صباح الأحمد، علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد قبولھا عضوا فيها في 14 آيار 1963. وسعى إلى لم شمل الأشقاء وحل الخلافات العربي العربية، عندما شارك في الستينيات من القرن المنصرم في اللقاء الذي نظمته الأحزاب المتصارعة في اليمن مع ممثلي مصر والسعودية لوضع حد للحرب الأھلية اليمنية.

وعندما تدھورت العلاقات حينھا بين اليمنين (الجنوبي والشمالي) قام الراحل بزيارة إليھما في تشرين أول 1972، إذ أثمرت جهوده آنذاك عن توقيع اتفاقية سلام بينھما. وفي 1968، أسهمت الخارجية الكويتية تحت قيادته بجهود وساطة لحل قضية المطالبة الإيرانية بالبحرين وانتهت باستقلال البحرين عام 1971.

وعقب ذلك بعام واحد، بذل جهودا للوساطة من أجل الوصول إلى حل للنزاع الحدودي بين العراق وإيران. وسعى في عام 1971 إلى حل النزاع بين باكستان وإقليم البنغال. كما أسفرت جهوده من عام 1980 إلى 1984 عن توقيع سلطنة عمان واليمن اتفاقية خاصة بإعلان المبادئ، لإنهاء حرب إعلامية وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

وفي 1988، اختارته جامعة الدول العربية ليترأس اللجنة السداسية لتحقيق التوافق للأطراف المتنازعة في الحرب اللبنانية الأهلية. وفي 1990، وقف العالم مناصرا لحق الكويت مقابل عدوان العراق فيما عرف بـ”حرب الخليج الثانية”، وصدر قرار مجلس الأمن في تشرين ثاني من العام ذاته باستخدام جميع الوسائل بما فيھا العسكرية ضد العراق ما لم يسحب قواته من الكويت.

وفي حزيران 2019، قام الراحل بزيارة رسمية إلى العراق، كانت هي الأولى من نوعھا إلى بغداد منذ 29 عاما، ودشن خلالها عھدا جديدا في مسيرة العلاقات على مختلف المستويات بين البلدين. وفي السنوات الأخيرة، برز دوره في وساطة مجلس التعاون الخليجي، وكان دائم الحديث عن أهمية تغليب وحدة الصف الخليجي.

كما استضافت بلاده المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لثلاث دورات متتالية، وأعلنت عن تبرع مئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري.

وحصل الشيخ صباح الأحمد، على أوسمة رفيعة عالميا، أبرزها في آذار 2017، بتقليده "وسام الدولة” وهو أرفع وسام في تركيا.

وفي عام 2014 كرمت الأمم المتحدة، أمير الكويت الراحل في احتفالية رعاها بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة آنذاك، تقديرا لجهوده الإنسانية، وسماه "قائد العمل الإنساني”.

ووفق خبراء ومراقبين، حافظت الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد على مبدأ الحياد ودعم المبادرات الإنسانية في حل الأزمات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين، كما دعمت المسلمين في مناطق كثيرة في العالم أبرزهم مسلمي الروهينجيا في ميانمار.