إيناس أبو شهاب تكتب:طوق الياسمين
الأنباط -
سلامٌ للأنقياء، الذين ما زالت قلوبهم بيضاء، تنبض أملاً رغم كل هذا الشقاء. وكلما ازدادت مشاكل الحياة، ازدادت ثقتهم بالله وشعروا بالرضى والصفاء.
وسلامٌ لأولئك الذين ينثرون عبق الياسمين أينما وجدوا، وينشرون السعادة إن تكلموا أو همسوا. من يسندونا إن اتكأنا، ويدافعون عنا في غيابنا إن غبنا. ومن كان في صوتهم شفاء، ونظراتهم بلسماً تداوي كل داء.
سلامٌ لمن صانوا العهد والود، ومن كانت أرواحهم أطيب من عبير الورد. من يُجمّلون شحوب أيامنا ويملكون القدرة على العطاء، وإن كثُرت شوائب الحياة نشعر معهم بالراحة والنقاء.
وسلامٌ لأولئك الذين يُنيرون عتمة أيامنا، ويخلقون البهجة في صميم أوجاعنا. من يجعلونا نتعرى من كبريائنا بكل ستر، فنسرد حكايانا ونروي قصص خيباتنا دون خجل، وإن أطلنا القُرب منهم أو استرسلنا بالحديث معهم لن نشعر أبداً بالملل.
وسلامٌ على الأوفياء، الثابتين، الحقيقيين، الذين لم تغيرهم الأيام والسنين، هؤلاء فقط هم أسياد الياسمين، من اعتادوا أن يَغمرونا في لحظات ضعفنا وكأنهم طوق مُرصع بالياسمين