د. أيّوب أبو ديّة يكتب:كورونا الباعة المتجولين
الأنباط -كورونا الباعة المتجولين
د. أيّوب أبو ديّة
يتابع المواطنون باهتمام بالغ تحركات الباعة المتجولين الذين يعلنون عن وجودهم باستخدام مكبرات الصوت فيتنقلون معهم من شارع إلى شارع ومن حي إلى حي وهم يجوبون المدن الأردنية.
وقد لفتني كيف تتوقف مركباتهم في الشوارع العامة، وأحياناً بوقوف مزدوج في الشوارع المزدحمة وهم يطلقون العنان لمكبرات الصوت، فيما يتجمع الناس لتفقد الفواكه والخضروات التي يحملونها. وقد عاينت مؤخراً أحدهم وهو يتوقف أمام بيتنا ويتجمهر عليه الناس ويقومون بتحسس الخضروات واحدة واحدة ليشتروا كيلو أو أكثر قليلا، ثم يأتي أخر ويفعل الشيء نفسه ويعيد الكرة بتحسس البضاعة مرة أخرى فيقلبها عاليها سافلها ، واخر يفعل الشيء نفسه، وهكذا، ثم تنتقل المركبة إلى شارع أخر ليس بعيداً ويتكرر الأمر نفسه مرة أخرى . فهل هذا معقول ومقبول في زمن الكورونا يا معالي وزير الصحة؟
يبدو أن "الطاسه قد ضاعت" بين مسؤوليات الشرطة البيئية وأمانة عمّان والبلديات ووزارة الصحة، حيث من الملحوظ أن تلك المركبات تتزايد أعدادها بعد الظهر ربما لانتهاء موظفي الأمانة من مهماتهم، ولكن في عصر الكورونا ينبغي أن تتصدر وزارة الصحة هذه المسؤولية فلا يجوز أن تظل الأمور على حالها.
وقد حاولت شخصياً بالتقدم أكثر من مرة بالشكوى وكانت تنتهي الرواية بمخالفة بسيطة وما يلبث في اليوم الثاني أن تعود المركبة إلى حينا مرة أخرى. فلماذا نعجز عن حل هذه المشكلة بشكل جذري؟ فحتى لو أن القانون هو كذلك ويحدد المخالفة بسقف بسيط، فلماذا لا نضع تعليمات؟ فكل ما يحتاجه الأمر هو إصدار هذه التعليمات بتغليظ المخالفة وحجز المركبة على سبيل المثال فليس أمامنا خيار في هذا العصر فتخيلوا مصاباً بالكورونا يتحسس البضاعة ويأتي من خلفه أخر ويشتريها، وبذلك ينتقل المرض.
هل نحن على استعداد لترك الأمور بهذه الفوضوية؟ وهل نحتمل أي انتشار أكبر للمرض في معرض هذا الوباء الخطير؟
وفي النهاية فإننا نناشد وزير الصحة الذي تابعنا نجاحاته الأخيرة في تنظيم الأمور أن يتخذ قراراً صارماً لمواجهة هذه الظاهرة التي تجاوزت كونها ظاهرة تلوث صوتي إلى تلوث وبائي لا يجوز السكوت عنها.