من البطالة الى السباكة.. حنين الجامعية تكسر ثقافة العيب

الأنباط -حنين ابو النجا ذات 25 عاما من فتيات لواء دير علا وسكانها أثبتت ان لا مستحيل مع العزم والارادة والتصميم وقدمت نموذجا للفتاة الأردنية وهي تسجل قصة نجاحها حين كسرت ثقافة العيب لتنتقل من صفوف البطالة الى إنسانة منتجة في مجال السباكة المنزلية.
وتؤكد حنين الجامعية في حديثها لـ (بترا)، ان العمل المهني ليس حكراً على الشباب وحدهم خصوصا في ظل محدودية فرص العمل في القطاع العام، خاصة وأنها تعيش في أحد جيوب الفقر في منطقة دير علا.
وتوضح ابو النجا انها انهت دراستها الجامعية وبدأت بالبحث عن عمل لمساعدة والدها في إعالة أسرتها المكونة من 10 أفراد لكن دون بصيص أمل إلى أن سمعت من صديقات لها عن مشروع يدعم المرأة ويساعدها في اكتساب تدريب مهني تستطيع من خلاله الحصول على شهادة مزاولة مهنة، فوجدت في ذلك فرصة ربما تكون أسرع في اكتساب الرزق بدل انتظار الوظيفة.
وأضافت، انها توجهت للتسجيل في مشروع "مدد" الذي عرفت عنه عن طريق إحدى الجمعيات الخيرية، ويديره مركز تطوير الأعمال، وتم اختيارها ضمن المرحلة الأولى من المشروع، لتشعر بتغيير جذري في حياتها حيث اصبحت أكثر جرأة وتحدياً وتصميماً على مواجهة ظروف الحياة. وقالت، ان المرحلة الثانية من المشروع تمثل بالتدريب المهني الذي كسر حاجز العيب من العمل وتعلمت خلالها مهنة جديدة اخترتها عن سابق تصميم وهي "السباكة المنزلية" وهو مجال لم يكن مألوفا بين النساء، رغم ان دخله مرتفع بالمقارنة مع المهن الأخرى، ثم ما لبثت حتى بدأت تحضر ورشات عمل تدريبية في البلدية والجمعيات الخيرية وبعض البيوت وغيرها، وهو ما ساعد في انتشار سمعتها كممتهنة في هذا المجال.
وتشير الى الناس بدأوا يتناقلون خبر مهنتها وذاع صيتها خاصة وأنها تعيش في مجتمع صغير، وبدأت تمارس مهنتها بإصلاح الأدوات الصحية في المنازل، مشيرة الى قريباتها بدأن بالاتصال بها لإصلاح حنفية وأخرى تتصل لإصلاح شيء آخر، وهكذا بدأت العمل فعليا حتى قبل انتهاء الدورة التدريبية وبدأت تتقاضى أجراً لقاء عملها الامر الذي حفزها لتسويق نفسها.
وعن كيفية التوسع بعملها تقول حنين: "لي صديقة شاركتني الدورة وكنت أعمل معها في الورشات، فحدثتها بما أفكر به وكان لديها أفكار مشابهة، فقررنا أن نفتح معاً محلا لبيع مستلزمات ومواد البناء والصيانة المنزلية، وبالفعل بدأنا بالبحث عن موقع مناسب ووجدنا مستودعا في مكان مناسب ونحن الآن بصدد المباشرة بتجهيزه".
وتضيف ابو النجا "التغلب على ثقافة العيب والتصدي للعادات والتقاليد السائدة عن مهنة معينة في مجتمعي وعدم قدرة المرأة على العمل بها يحد من البطالة ويشكل مصدر دخل للأسرة فأنا أنصح الفتيات بتعلم مهنة يحبونها ويستمتعن بأدائها مهما كانت ضمن مشروع تعزيز الوصول الى الحماية والمشاركة والخدمات للنساء اللاجئات والمجتمعات المضيفة في الأردن".
يذكر ان هذا المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية "صندوق مدد"، وتقود تنفيذه المبادرة النسوية الأورومتوسطية.
--(بترا)