"التطبيع" مع الاحتلال.. السودان الهدف القادم

 

حمدوك لبومبيو: الحكومة لاتملك تفويضا للتقرير بشأن التطبيع مع "إسرائيل"

واشنطن تقايض.. شطب الخرطوم من لائحة "الإرهاب" مقابل علاقات طبيعية مع "تل ابيب"

أول رحلة رسمية مباشرة من "إسرائيل" إلى السودان ونتنياهو اجتمع مع البرهان بأوغندا

الانباط - عمان - وكالات

لم يعد سرا ان السودان هو واحد من الدول العربية والاسلامية التي باتت هدفا اسرائيليا وامريكيا لـ"التطبيع" القادم مع الاحتلال، والذي كان من ابرز المواضيع التي بحثها وزير الخارجية الامريكية مع المسؤولين السودانيين خلال زيارته للعاصمة الخرطوم.

المعلن من العاصمة السودانية يقول، ان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أوضح للوزير الامريكي، أن المرحلة الانتقالية يقودها تحالف بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال ولاتملك الحكومة تفويضا للتقرير بشأن التطبيع مع "إسرائيل".

وجاء في بيان وزارة الثقافة والإعلام، "وحول الطلب الأمريكي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أوضح رئيس الوزراء للوزير الأمريكي أن المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض باجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار وصولا لقيام انتخابات حرة، ولا تملك الحكومة الانتقالية تفويضا يتعدى هذه المهام للتقرير بشأن التطبيع، وأن هذا الأمر يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي".

ودعا حمدوك الإدارة الأمريكية لضرورة الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع. كما لفت البيان إلى أن حمدوك ناقش مع بومبيو، الأوضاع في السودان ومسار العملية الانتقالية والعلاقات الثنائية ومساعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي دعم الإدارة الأمريكية للعملية الانتقالية ودعمهم لعملية السلام وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في دارفور وبقية المناطق المتأثرة بالنزاع.

وكان غادر الوزير مايك بومبيو غادر "إسرائيل" صباح امس متوجها إلى السودان في أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم، وفي تعليق له قال: "سعداء لكوننا على أول رحلة رسمية مباشرة بين إسرائيل والسودان".

وتسعى دولة الاحتلال إلى عقد اتفاق مع السودان، عبر ضغوط أمريكيّة يقودها بومبيو الذي يسعى لمقايضة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل اقامة علاقات طبيعية مع الاحتلال.

وذكر موقع "WALLA” الإخباري- العبريّ، أنّ بومبيو ناقش مع نتنياهو قضايا الأمن الإقليمي المتعلقة بنفوذ إيران، وإقامة علاقات إسرائيلية وتعميقها في المنطقة،

في السياق عينه، قالت مصادر اسرائيلية مطلعة لصحيفة "معاريف” إنّ الاتفاق مع السودان هو الهدف السياسي التالي (بعد الاتفاق مع الإمارات)، ونعمل عليه بقوة، في حين لم تشر المصادر إلى موعد تنفيذ ذلك، واكتفت بالتأكيد على أنّ الأمر يتعلق بهدف مهم،.

أمّا موقع "إينتلي تايمز” الإسرائيليّ، فقال إنّ كل المؤشرات تدعم إمكانية الإعلان عن اتفاق تطبيع مع السودان، مشيرًا إلى أنّ الرزمة المقدمة إلى السودانيين تتضمن إغراءات سياسية من الجانب الأمريكي، وذلك كطريق لإلغاء العقوبات والانفتاح على استثمارات

وتعليقًا على اللقاء الذي جمع نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بأوغندا في شباط (فبراير) الماضي، وفي وقت سابق قال محلّل الشؤون السياسية سابِقًا في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ باراك رافيد، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ في تل أبيب، إنّه جرى الاتفاق على التعاون بين الجانبين، ولفت إلى أنّ مسؤولاً إسرائيليًا واسع الاطلاع أكّد له على أنّ اللقاء بين نتنياهو والبرهان استمر ساعتين، مشيرًا إلى أنّ أحد المواضيع التي نوقشت هو إمكانية مرور الطائرات الإسرائيليّة في المجال الجويّ السودانيّ. وبحسب المسؤول، فإنّ أحد مطالب السودان من إسرائيل كان فتح الأبواب لهم في واشنطن لكي تُخرج الولايات المتحدة السودان من لائحة الإرهاب، مُضيفًا أنّ نتنياهو طرح الموضوع أمام وزير الخارجية الأمريكيّ.